اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

أطفال اليمن.. مجندون في محارق الموت

القت الحرب بظلالها على كافة أبناء الشعب اليمني لا سيما الأطفال الذين فاقمت الأحداث الدائرة في البلاد من معاناتهم وجعلتهم يدفعون ثمنا باهظا، فمن لم يمت بالحرب كان عرضة للتجنيد والدفع به الى محارق الموت. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
القت الحرب بظلالها على كافة أبناء الشعب اليمني لا سيما الأطفال الذين فاقمت الأحداث الدائرة في البلاد من معاناتهم وجعلتهم يدفعون ثمنا باهظا، فمن لم يمت بالحرب كان عرضة للتجنيد والدفع به الى محارق الموت.
ويتهم الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح باستباحة براءة الطفولة، وزج بهم في حرب عبثية دون أدنى إنسانية أو مراعاة لأبسط حقوق الطفولة، وسط صمت من قبل الأمم المتحدة والجهات المعنية بحقوق الإنسان والطفولة. 
وتؤكد المواجهات اليومية بين الحكومة اليمنية والحوثيين أن معظم الضحايا الذين يسقطون في المواجهات من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين (13 – 17) سنة. فقد زج الحوثيون بالآلاف من الأطفال بدفع حماسهم أو استغلال صعوبة وضعهم المعيشي لإغرائهم بالمال للانخراط في صفوف الجماعة للقتال.
وقدرت مصادر حقوقية يمنية في العاصمة صنعاء، رفضت الكشف عن هويتها لـ”يمن مونيتور” قيام الحوثيين وصالح بتجنيد نحو 8 آلاف طفل في حروبها التي تقودها في العديد من المدن منذ منتصف العام الماضي، وكان تقرير أصدرته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي اتهم الحوثيين بممارسة تجنيد واسع للأطفال والدفع بهم إلى جبهات القتال، مشيرا إلى زيادة عدد الأطفال المجندين في اليمن بنحو 5 أضعاف مقارنة بعام 2014. حيث وثق 762 حالة تجنيد عزيت غالبيتها إلى الحوثيين.
مغريات ودوافع
ويرى الباحث السياسي سليم الجلال أن التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً مهما في استقطاب الأطفال وعدم وجود واعي لذلك الطفل يجعله أكثر عرضه للاستجابة للمغريات التي تقدمها تلك الجماعات بالإضافة الى أن اليافع لديه ميزات تكون سهلة الاستجابة لتلك الجماعات وشعاراتها الممتلئة بالحماس الأرعن.
ويتابع الجلال سردة لاهم الأسباب التي قد تدفع الطفل للتجنيد قائلاً أن أحد أهم الأسباب يكمن في ” حالة الانسداد في الافق ومصادرة المستقبل امام عيني هذا الطفل من قبل، فلا خدمات ولا تحصيل علمي وتعليمي ولا مشروع اقتصادي وغياب كامل لروح المسئولية.
وأشار الباحث السياسي في تصريح لـ”يمن مونيتور” أن: المجال السياسي أيضاً له دور في تحفيز هذه الظاهرة حيث اختلاط الرؤى وتضارب الارادات الأمر الذي  يعزز من السلبية واستخدام وتوظيف الصراع من قبل الجماعات على غير ماهي حقيقته وكنهه.
وساد التجنيد في معاقل الحوثيين، مثل أمانة العاصمة (103)، وتعز (69) وعمران (34)، ولوحظ تحول من التجنيد الطوعي إلى حد كبير إلى التجنيد القسري أو غير الطوعي عن طريق الإكراه، بسبل منها توفير الحوافز أو المعلومات المضللة، وفقا للتقرير الأممي. وأكد التقرير ارتفاع عدد الأطفال الذين قتلوا أو تعرضوا للإصابة إلى 1953 وهو ما يمثل نحو ستة أضعاف عددهم عام 2014م,
و في خطوة وصفت بالإيجابية سلمت قوات تحالف عن  52 طفلاً للحكومة اليمنية لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً  جندوا على الحدود اليمنية  السعودية من قبل الحوثيين، وشارك أولئك الأطفال في ساحات القتال وزرع الألغام  على الحدود بين البلدين.
من جهته أعلن محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة عن إطلاق سراح ستة من الأسرى الأطفال المغرر بهم من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، تتراوح أعمارهم بين الــ 12 و15 عاما، وتم اسرهم في جبهات مأرب المختلفة.
استغلال الوضع المعيشي
ويرى حقوقيون إلى أن تداعيات الحرب أدت إلى تسريح عشرات الآلاف من المؤسسات والشركات ومن الجيش، وأدت إلى فقدانهم مصادر رزقهم، وهو ما جعل الميليشيات الانقلابية تقوم باستغلال الوضع عبر تجنيد الأطفال مع صرف وعود بتوظيفهم.
وفي وقت سابق، طالب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، مجلس الأمن الدولي بالتحرك لوقف عمليات تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
 
 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى