يمر اليمن بكارثة إنسانية لا نظير لها في تاريخها المعاصر، حيث إن القوى المتعصبة التي تعيش على ثقافة الحقد التاريخي تمارس أبشع أنواع الإرهاب. لقد رأت القوى الكبرى وعلى رأسها الدول الغربية أن اليمن ورقة قوية لإعادة رسم المنطقة بعد سوريا والعراق.
يمر اليمن بكارثة إنسانية لا نظير لها في تاريخها المعاصر، حيث إن القوى المتعصبة التي تعيش على ثقافة الحقد التاريخي تمارس أبشع أنواع الإرهاب. لقد رأت القوى الكبرى وعلى رأسها الدول الغربية أن اليمن ورقة قوية لإعادة رسم المنطقة بعد سوريا والعراق.
الوضع أخطر مما نتصور، وإسرائيل تلعب بالأوراق وتستخدم أوراقا متعددة في المنطقة بالتنسيق مع إيران التي كشفت عن أهدافها وبرامجها والتي استطاعت أن تجند حلفاءها من جماعات الضغط اللوبي الإيراني من اليهود الذين يملكون نفوذًا كبيرًا وفق صفقات سرية، وهؤلاء متواجدون في الكونجرس وفي الأمم المتحدة وبرامجها واستطاعوا أن يشنوا حربًا ضد الدول العربية في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها. وهذا الذي جعل هذه المنظمات تحجب وتتجاهل أوضاع سوريا والعراق واليمن الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان.
ارتكبت الجماعات المسلحة جرائم في تعز من منع الماء والدواء وضرب المستشفيات والمدارس والأحياء السكنية وكذلك في شبوه والجوف وغيرها، ولم تتخذ الأمم المتحدة أي موقف أو قرار بل تجاهلت كل الخروقات والاعتداءات على شاحنات الأمم المتحدة، بل واستغلت في مواقف تتنافي مع مبادئ الحقوق الإنسانية، وللأسف فإن تجاهل أصحاب الحق وعدم تكاتفهم وسياسة الإقصاء والعشوائية جعل الآخرين يستخدموا أوراقهم بشكل قوي ونافذ وجعل صرخات وآلام الناس تطير وتتبخر في الهواء. ولم تستطع القيادة اليمنية والطرف الشرعي استخدام نفوذها وترتيب أوراقها وتجند الجميع للعمل في صف واحد أمام الخطر. ويعجب الإنسان من أنه عندما يريد المخلصون أن يقدموا حلولًا أو خبرة أو تجربة تجد آذانًا صماء وتجاهل. كما أن النزاعات الشخصية والتي يشعلها الخصوم تجد مكانها بسهولة. وكلما بدأت الضغوط في الازدياد نجد تحركات هنا وهناك، مثل الجماعات المتطرفة الحليف الحقيقي لإيران، وجماعات الانفصال التي استطاعت أن تفتح معارك جانبية وتلعب دورًا كبيرًا في إضعاف موقف المتحاورين في الكويت وهم الذين يتحاورون حوار الطرشان. فالطرف المقابل يتكلم بثقة لأن لديه جيش ولديه دولة كبرى وسفراء الدول الكبرى يقفون معهم ويشجعونهم لأنهم يرون أن مصالحهم مع هؤلاء الذين لا يشكلون خطرًا، بل إن إيران تقوم بما عجزت عنه إسرائيل. وهناك سباق إسرائيلي إيراني لنيل الحظوة والقرب من الغرب. وعرف الغرب أن فيلق القدس قدسهم هي صنعاء وعدن وبغداد والفلوجة والأنبار وحلب ومضايا ودير الزور فقط.
بدأت الدول العربية تستيقظ نوعًا ما ولكن دون وجود إستراتيجية. أوضاع اليمن لا تحل في الكويت وكذلك ليس مع مندوب الأمم المتحدة الذي يريد إلغاء قرارات الأمم المتحدة والقرارات الدولية لينفذ أجندة معينة، وهو الذي لا مانع لديه من تجويع وقتل المسلمين في تعز وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان، والاستيلاء على الشحنات المقدمة من الأمم المتحدة والتي هي من دول عربية ويتم مصادرتها، وصمت المندوب الدولي ومبعوث الأمانة العامة للأمم المتحدة والذي ينتمي إلى بلاد العلم والقرآن لا يقول الحقيقة عما يجري. وكان الأولى والمطلوب تقديم هؤلاء للمحاكم الجنائية الدولي وكان يجب على الدول العربية والإسلامية أن تضغط بكل ما لديها من نفوذ لتقديم بشار الأسد والحشد الشعبي والحوثيين وعلي صالح للمحكمة الجنائية الدولية، واستخدام نفوذها وبذل ما في وسعها مع خبراء ومحامين متخصصين مثلما حصل مع ملينوفيتش وكارديتش وغيرهم.
ماذا بعد تدمير البيوت والاعتداء على الأعراض والمساجد والمحلات التجارية والمستشفيات والخدمات ومنع الماء والاعتداء على الآمنين! أي حوار يتحدثون عنه مع من يستبيحون الدماء ولهم تاريخ بشع! ألا يكفي ما جرى في السنوات الماضية من حرق وتدمير القرى والقتل واستباحة ذلك بفتاوى شرعية كما جرى مع المطرفية وغيرهم؟ يجب وقف هذه المهزلة نهائيًا.
الغرب يريد شيئين في اليمن: أولهما إنهاك الدول الخليجية عسكريًا وماليًا على الأقل بحرب استنزاف، ويفضل حرب مع إيران لصالح أمن واستقرار إيران، وثانيهما أنه يريد من منطقة الجنوب أن تكون منطقة صراع وحروب أهلية لتكون مركزا للجماعات الإرهابية ومن ثم تصديرها لدول الخليج. وتريد شركات الأسلحة بيع السلاح والأجهزة الأمنية.
هذا هو هدفه من حرب اليمن.. فمتى نستيقظ!
(الشرق)