غير مصنففنون

الأزياء اليمنية القديمة بلمسات عصرية

احتلت الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني وكان لتلك الأزياء حضوراً بارزاً في جميع المناسبات الاجتماعية، إلا أن الكثير من هذه الأزياء أصبحت مهملة في الوقت الحالي ولا يرتديها إلا عدد قليل، وخصوصاً كبار السن، بعد أن طغت الأزياء الحديثة عليها واصبحت رائجة أكثر في أوساط المجتمع.
يمن مونيتور/ صنعاء/د ب ا
احتلت الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني وكان لتلك الأزياء حضوراً بارزاً في جميع المناسبات الاجتماعية، إلا أن الكثير من هذه الأزياء أصبحت مهملة في الوقت الحالي ولا يرتديها إلا عدد قليل، وخصوصاً كبار السن، بعد أن طغت الأزياء الحديثة عليها واصبحت رائجة أكثر في أوساط المجتمع.

وفي محاولة لإحياء وإعادة رونق الأزياء اليمنية التقليدية، اتجهت بعض مصممات الأزياء اليمنيات مؤخراً نحو مزج الأزياء الحديثة بالأزياء التقليدية لابتكار موديلات تجمع بين كلاسيكية الماضي وعصرية الحاضر.

وتركز التجديد في الأزياء الحديثة على إدخال أقمشة الأزياء التقليدية في تصاميم العباءات النسائية السوداء والحقائب النسائية كونها أكثر ما ترتديه المرأة اليمنية عند الخروج من المنزل.

وتقول سلمى سلمان، مصممة أزياء يمنية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها تحاول من خلال معظم تصاميمها المزج بين القديم والحديث من أجل إعادة إظهار جمال الزي اليمني التقليدي في قالب عصري حديث.

وتشير إلى أن قماش “الستارة” هو أكثر ما تستخدمه في تصاميمها للعباءات والحقائب النسائية لتستطيع من خلاله إعادة رونق “الستارة اليمنية القديمة”.

والستارة هي قطعة قماشية قطنية مربعة الشكل، ومزخرفة بأشكال هندسية حمراء اللون، وتتميز بنقوشها وزخارفها الملونة والمزدحمة في الوسط والحواف والأركان، وكانت النساء في صنعاء وبعض المحافظات في شمال اليمن ترتدي الستارة في الماضي لتغطية أجسادهن قبل رواج العباءات السوداء في أوساط المجتمع.

وبحسب سلمان، تعتبر الستارة هوية الزي التقليدي للمرأة الصنعانية إلا أن ظهور العباءات السوداء طغى على جمال الستارة والأزياء التقليدية القديمة الأخرى “كالمغمق”، وهو غطاء للوجه مصنوع من الحرير أو القطن يلبس مع الستارة ويتميز بلونه الأسود والأحمر.

سماح الغصيني، مصممة أزياء يمنية، تحاول هي الأخرى من خلال تصاميم الأزياء النسائية أن تجمع بين الموضة الحديثة وبين نكهة التقليد والتراث اليمني، لا سيما فيما يتعلق بالألوان ونوعية الأقمشة المستخدمة.

وتقول الغصيني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المرأة اليمنية تميزت في الماضي بجمال أزيائها التي حوت أجمل الألوان، ومن أجمل تلك الأزياء الستارة الصنعانية التي تعد تحفة فنية.

وتضيف: “لكن في الفترة الحالية طغت العباءات السوداء على تلك الألوان والأزياء التقليدية الجميلة، وأصبح الكثيرون يعتبرون ارتدائها عيباً واقتصر لبس الستارة فقط على النساء الكبيرات في السن”.

ولاقت تصاميم الأزياء والعباءات التي تجمع بين الأزياء القديمة والحديثة قبولاً في أوساط النساء والفتيات في المجتمع اليمني.

وتقول نور صلاح، مذيعة يمنية، لـ(د.ب.أ) إنها تحب الستارة الصنعانية والأزياء اليمنية التقليدية بشكل كبير كونها تشع بالحياة من خلال ألوانها وزخارفها وتصاميمها.

وتضيف: “حالياً لم تعد المرأة في المجتمع اليمني ترتدي الأزياء القديمة عند الخروج من المنزل كونها ملونة ومزخرفة، حيث طغت العباءات السوداء على كل شيء، ولكن بعد ظهور عباءات سوداء ممزوجة بأقمشة الستارة والمغمق الذي يندرج ضمن الأزياء القديمة تشجعت أنا والكثير من الفتيات على ارتدائها”.

محمد الباشا، صاحب محل عباءات، يقول إن العباءات السوداء التي تكون ممزوجة بألوان وأقمشة الستارة اليمنية بدأت تلقى قبولاً لدى الفتيات بشكل كبير، إلا أن لبسها ما يزال لدى معظمهن محصوراً في أماكن ومناسبات معينة، “وهذا على الرغم من كل التطورات التي أدخلت عليها حتى تكون مناسبة لارتدائها في كل الأماكن بشكل حديث يحافظ على التراث اليمني”.

 ويستغرب الباشا من ذلك ويضيف “يجب أن نعيد جمال الزي اليمني وهو ما بدأناه بالفعل ولا نعتبره عيباً، فهو ما كانت ترتديه امهاتنا وجداتنا ويجب ألا نعتبر ذلك عيبا فالأزياء اليمنية القديمة جميلة ومحتشمة بنفس الوقت”.
وعلى الرغم من القبول المجتمعي الذي لاقته تلك التصاميم الجديدة، ترى بعض النساء أن ارتداء العباءات التي يدخل في تصميمها أقمشة الأزياء التقليدية يجب أن يقتصر على المناسبات فقط.

سمر القدسي، موظفة قطاع خاص، تقول لـ(د.ب.أ)، “من الممكن أن ارتدي ملابس مصنوعة من قماش الستارة أو حتى المصون أو المغمق، أو أزياء يمنية أخرى، ولكن في المناسبات فقط، فلبسها في أي مكان وبأي وقت يجعل الفتاة محط أنظار الجميع كون الأزياء التقليدية مميزة بألوانها الملفتة للأنظار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى