لماذا عدن؟!
في المدينة عدن المنكوبة، نكبتها في مسؤولين فقدوا علاقتهم بالدولة، بعد ان ساهموا بتدميرها، واستفردوا بالأرض ومصير الناس، دولة وان كانت ضعيفة، كانت تخط لهم سياسات واستراتيجيات العمل، وعجزوا على ان يتحملون المسؤولية بأمانة، ليكونوا البديل القادر على صياغة علاقة طيبة مع المواطن، والمسؤول القادر على يباشر في تقديم الخدمات للمواطن، ويهتم في توفير فرص الحياة الكريمة لهم، وتسهيل فرص العمل ولقمة العيش، والحصول على الراتب او الإعانات بسهولة ويسر.
أصبحت اليوم على مشهد مؤثر في سوق الخضار، حيث تجد عامة الناس يشترون احتياجاتهم الضرورية من المواد الغذائية، وتتفحص الوجوه العابسة، وتتلمس حجم القهر والبؤس الذي يعتريها، بسبب الغلاء الفاحش للخضار والاسماك، وغيرها من المواد الضرورية، وتعرف حجم المهانة الغير مسبوقة التي يعيشها المواطن في مدينة لم تكن يوما الا مصدر خير وبركة ونعمة لساكنيها وزوارها واللاجئين اليها.
شاهدت تربوية عريقة بعراقة عدن، متقاعدة بدون مستحقات، تتفحص ما بيديها من نقود، التي لا تكفي لمشترياتها المتواضعة، وأخيرا ترمي بما حوزتها من نقود امام البائع ، قائله هات لي بهذه النقود خضرة استطيع فيها طباخة مقلى صانونة الهواء، المتعارف عليها منذ زمن التقنيين( ربط الاحزمة على البطون) في بداية الدولة الفتية، والتفتت نحوي، لتساءل عن الراتب، بالقول استاذ اليوم تاريخ عشرة متى نستلم راتبنا ، ثم اسردت القول والدمعة تكاد تسقط من عينيها، هل صحيح هناك قرار بمنع حركة السياكل أبو عربة, قلتها للأسف نعم هناك قرار غير مدروس، واتضح أخيرا ان ابنها الذي يعول ثلاثة أطفال وزوجة، ساعدته بشراء سيكل وعربة بالتقسيط، لكي يستطيع ان يوفر لأسرته وأولاده لقمة عيش هنيئة ومصروف مدرسة وبيت، و هذا القرار سيقلب حياتهم لجحيم، جحيم مواصلة الأقساط ( الهكبة ) وكيف سيعيشون بعد هذا القرار, مما زاد من حجم هم و معاناة الأستاذة، وقيس عليها من الاسر التي لا تستلم راتب وتنتظر الاعانة من المنظمات, الكل صار تحت خط الفقر والحاجة، الا المسؤولين، ومن لديه سلطة عسكرية او مدنية، قبلية او سلالية، هم وحدهم يعيشون في واقع اخر، لا يحسون للناس، ولا يهتمون بأوضاعهم، وقراراتهم لا تضع للناس معنى واعتبار، المهم انها قرارات تخدم من يصدرها، وطز بالنتائج والمالات، واضرار القرار على المجتمع والافراد والاسر.
اليوم تاريخ عشرة من الشهر، وارتب المعلمين عالق بين الروتين الممل لقسم الحسابات في التربية، و وزارة المالية، وقد يكون في خزنة الصرافة، ينتظر الصراف كسب بعض الأرباح، حيث اصبح مصير المعلم والموظف في هذه المدينة، بيد جماعة فقدت للمسؤولية الحقيقية، وتغيرت معاييرها في التعامل وفق الربح والخسارة، والضحية شعب وامة و وطن .
السؤال هل لدى أصحاب القرار، بدائل حقيقية لتعويض الشباب، وتوفير فرص عمل، كبديل للهجوم الشرس على حقوق الشباب الذي ابتدأ بالأكشاك واستمر يحارب أي مشروع يسهم في توفير فرص عمل وانتهى بالسياكل، في حرب ضد المشاريع الصغيرة التي تستوعب طاقات الشباب وقدرتهم في توفير لقمة عيش كريمة، هل هناك مشروع اخر مخفي للشباب؟!، محاصرتهم تضييق الخناق عليهم، مؤشر خطير لا يعلم خفاياه غير المعنيين بالقرار.
كل عمل له سلبيات وايجابيات، والسلبيات يمكن إصلاحها بالضبط والتنظيم، ليتحول لعمل منتج وفعال في خدمة المجتمع والناس، والقرارات الغير مدروسة نتائجها كارثية، ما لم تكن استهداف حقيقي للمدينة عدن، كما تم استهدافها في شركات الاتصالات الممنوعة بعدن ومسموحه في ضواحي عدن، ومازال السؤال لماذا عدن؟ !