الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

صوم وأوجاع !

إفتخار السامعي

 وأقبل الصوم بالآلام نحضنه..وبالمآسي يواسينا ونتحد..
 وأقبل الصوم بالآلام نحضنه..وبالمآسي يواسينا ونتحد..
مرحبا بك أيها الشهر الكريم، حياك ربي من فوق سبع سماوات،أهلا بك ضيفا عزيزا على آلامناوأوجاعنا والمآسي المتواصلة ؛إذ طالما عهدت المسلمين في كل بقاع الأرض، يسعدون بك للترويح عن أرواحهم فأرحنا الآن وإن كنت تعهد فينا السعادة والعشاء الدسم والليل المضئ والضحكات المبعثة.. فيك التفاؤل والأمل  ولطالما عهدت فينا ارتياد الأسواق بين الفينة والأخرى لجلب ما نشتهي، وعهدت فينا إخراج الصدفات للفقراء والمحتاجين،أما الان فلا تعجب أيها الشهر الكريم  باستقبالنا إياك لأن هناك من أراد لنا أن نستقبلك  بالأوجاع العميقة والأيادي الخالية والليل المظلم  والحياة الكئيبة..  لقد تغيرت موازين الحياة  وعادت نسبة التفاؤل إلى  مائة تحت الصفر وزادت الهموم م المآسي.
أيها الشهر الكريم حدق بعينيك في شوارع يمننا الحبيب  لترى حجم الأسى الذي نحن فيه.. انظر إلى أولئك العزل الذين فقدوا عقولهم  إثر الأوجاع إلى كم ارتفعت نسبتهم،  ثم إنك تعرف ربات البيوت كيف كن يستقبلنك بتجهيز المنزل والمطبخ من الأواني الجديدة والمواد الغذائية المختلفة.. انظر إليها هاهي بعضها اليوم تبحث عن حزمة من الحطب الذي أصبح شبه معدوم  لكثرة الاعتماد عليه، وأما حاجات المطبخ فقد تركت ذلك كله واكتفت بكيس دقيق وقليل من الزيت وملح بسيط ؛هذا بالنسبة لربة البيت في ريف اليمن  وأما حظره فربة البيت تحاول جهدها أن تحصل على اسطوانة الغاز، حيث إن زوجها قد أنهتكه الأوضاع الراهنة .
انظر يارمضان إلى العاملين الذين توقفوا عن العمل وكثرة الهموم  المتراكمة عليهم  لتعذرهم بعد ذلك.. ثم انظر إلى التجار،كم نسب الخسارة التي يحصدونها ونسبة الربح لديهم ..أما عن الفقراء والمحتاجين فلاتسل  لأن الوجوه اليمنية تحمل ذلك منذ القدم  وزادت الطين بلة هذه الأزمة .
أهلا بك أيها الشهر الكريم، والعفو منك ؛لأننا سنقضي أغلب أوقاتنا فيك  بالدعاء علىمن كان سببا بوصولنا إلى هذه الحال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى