تعز اليمنية.. رمضان برائحة البارود و دوّي القذائف
يستقبل سكان مدينة تعز، وسط اليمن شهر رمضان، هذا العام، بقصف عنيف من قذائف الهوزر والدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي يطلقها المسلحون الحوثيون والموالون للرئيس السابق، بصورة يومية على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية وسط المدينة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من أحمد الصهيبي
يستقبل سكان مدينة تعز، وسط اليمن شهر رمضان، هذا العام، بقصف عنيف من قذائف الهوزر والدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي يطلقها المسلحون الحوثيون والموالون للرئيس السابق، بصورة يومية على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية وسط المدينة.
ففي اليوم الأول من شهر رمضان، حصدت قذيفة أطلقها الحوثيون على منطقة المطار القديم غربي تعز، روح امرأة وأصابت 24 آخرين بينهم أطفالها، تفاعل ناشطو تعز وإعلامييها مع الجريمة، وقالوا عنها :”هكذا يهنئ الحوثيون أبناء تعز بقدوم الشهر الفضيل”، في حين قتلت امرأة وطفلتها بقذيفة حوثية استهدفت منزلهم صباح اليوم الثاني من شهر رمضان.
أسواق فارغة
منذ بدء الحرب التي شُنت على مدينة تعز في نيسان/ إبريل من العام الماضي 2015، وأسواق المدينة أضحت شبه فارغة من المتسوقين، أو تكاد تكون فارغة تماماً.
كانت أسواق الخضروات خالية من البضائع والمتسوقين، في الأيام الأولى من الحصار الفتاك الذي فرضه المسلحون الحوثيون والموالون للرئيس السابق، على جميع منافذ مدينة تعز، كما أغلق التجار أبواب محلاتهم، ومن بقيت مستودعاتهم مفتوحة، كانت أسعارهم مرتفعة، حتى تعدى ارتفاعها ما يزيد نسبته 200%.
وفي الأيام الأخيرة الماضية، ظهر الريال اليمني بصورة مترنحة، وهو يفقد قيمته أمام الدولار الأمريكي، بعد أن أقدمت جماعة الحوثي بصنعاء على سحب الاحتياطي النقدي للعملة في البنك المركزي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار والمشتقات النفطية بصورة مفاجئة.
زيارات أسرية
تتذكر عائشة العامري الأيام الرمضانية السابقة وتقول بصوت يملأه الحسرة، أكثر ما أفتقده في رمضان هذا العام، هو زيارات الأهل، والاجتماع في موائد الإفطار مع عائلتنا الكبيرة، جميع أفراد عائلتي نزحوا إلى الريف قبل أشهر بعد اشتداد قصف الحوثيين علينا في وسط المدينة، واشتداد حدة الحصار، أنا وزوجي وأولادي فقط بقينا في المدينة، رغم كل ما تشهده من قصف.
واصلت عائشة حديثها لـ “يمن مونيتور” قائلةً “الحرب فرقت بين الناس وأهاليهم، وجعلتهم نازحين ومشردين، كل أسرة حاولت إيجاد مكان يأويها ويحميها، وإذا ما فكرت أي أسرة بزيارة أهلها فيتطلب منها السفر لساعات طويلة إما عبر الطرق الملتوية والفرعية، وكثرة نقاط التفتيش التابعة للحوثيين، وإما عبر الطرق الجبلية الوعرة إذا ما كان الأهل يسكنون في الريف، وهذا ما هو حاصل معي شخصياً.
تمر و سنبوسة
حمدي جمال، شاب عشريني يعمل في متجر لبيع الحلويات والتمور ووجبات الإفطار الرمضانية السريعة بمدينة تعز، كان يتحدث لـ “يمن مونيتور” مقارناً بين وضع المدينة في رمضان هذا العام ونظيره في العام السابق.
يحكي حمدي أن أفضل ما يستطيع بيعه في رمضان هي “السنبوسة” – إحدى وجبات الإفطار الشهيرة لدى اليمنيين – حيث شهدت المدينة هذا العام ارتفاعا في أعداد الباعة لهذه الأكلة معظمهم من أبناء المدينة الذين رحلتهم السلطات الشرعية من مدينة عدن الشهر الماضي، وأوقفت بذلك أعمالهم ومصادر أرزاقهم الوحيدة.
يضيف حمدي، “كان العمل في رمضان العام الماضي يشكل خطراً كبيراً علينا في المحل الذي نعمل فيه، كون المسلحين الحوثيين والمواليين لصالح، لايزالون يسيطرون على قلعة القاهرة التي كانت تطل على معظم أحياء المدينة، وتمطرها برصاص الرشاشات المتوسطة قبل أن تستعيدها المقاومة الشعبية والجيش الوطني”.
تعقب عائشة، اشترينا الحاجيات الضرورية فقط لرمضان هذا العام، بينما استغنينا عن “المحلبية – جيلي – كراميل” واكتفينا بالخبز والحقين ووجبة الأرز، وحبات التمر و السنبوسة.
مناشدات
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، أمين الحيدري، أن استمرار الحرب في المدينة جعل معظم الجهود الإغاثية عاجزة عن تلبية الاحتياجات الكبيرة للناس، كما تنبئ باستمرار تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار تدهور الوضع الاقتصادي للبلد في ظل الانخفاض المستمر للريال اليمني في السوق السوداء.
ودعا الحيدري في حديثه لـ “يمن مونيتور” المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية، في ظل حالات الفقر التي اتسعت رقعتها بين الناس في المدينة بعد توقف مئات المؤسسات والمصانع والشركات عن العمل، وتسريح موظفيها.