رويترز: السعودية وإيران.. قتال لآخر العالم
سلطت وكالة “رويترز” للأنباء في تقرير نشرته اليوم الأحد الضوء على تخطي الصراع بين السعودية وإيران لحدود الشرق اﻷوسط، ووصوله ﻷغلب دول العالم، وسط مساعي المملكة لتحجيم النفوذ اﻹيراني المتنامي في الكثير من دول العالم، وبخاصة قارة إفريقيا.
يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات خاصة:
سلطت وكالة “رويترز” للأنباء في تقرير نشرته اليوم الأحد الضوء على تخطي الصراع بين السعودية وإيران لحدود الشرق اﻷوسط، ووصوله ﻷغلب دول العالم، وسط مساعي المملكة لتحجيم النفوذ اﻹيراني المتنامي في الكثير من دول العالم، وبخاصة قارة إفريقيا.
وفيما يلي نص التقرير..
في عهد الملك سلمان، تتوسع المواجهة بين السعودية مع إيران إلى أبعد من الشرق الأوسط، فلم يعد يعتمد اعتمادا كبيرا على الحلفاء الغربيين لتحجيم طموحات طهران خارج العالم العربي.
منذ وصول الملك سلمان للسلطة مطلع العام الماضي، وتوصلت طهران لصفقة نووية مع القوى العالمية، عدلت الرياض استراتيجيتها لمواجهة جهود منافسها الشيعي في بناء نفوذ في أفريقيا وآسيا وحتى أمريكا اللاتينية.
ومن أبرز الوسائل، استخدام المملكة التكتلات الإسلامية لقطع الاتصالات مع إيران، عن طريق إنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، دون أن دعوة طهران للانضمام.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات صحفية: “إيران عزلت نفسها عن طريق دعمها للإرهاب.. وهذا هو السبب في أن العالم عزل إيران، وبخاصة في العالم الإسلامي”.
ومن جانبها، تنفي طهران أنها ترعى الإرهاب، وتشير إلى سجلها في قتال المتشددين الإسلاميين السنة من الدولة الإسلامية من خلال دعم للميليشيات الشيعية في العراق، والرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
ومما يثير انزعاج الرياض دعم طهران لحزب الله الشيعي في لبنان، مما دفعها لقطع المساعدات العسكرية للحكومة اللبنانية بعد رفضها إدانة الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. وبالمثل، شنت القوات السعودية الحرب على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
ولكن كل هذا جزء من جهود المملكة الدبلوماسية، والاقتصادية، والعسكرية الجارية منذ فترة طويلة، لاحتواء ما تعتبره التوسع الخبيث للنشاط الإيراني في الدول العربية، الآن تسعى السعودية لتنسيق الدعم في أماكن أخرى، مثل باكستان، وماليزيا من خلال إنشائها في نوفمبر الماضي تحالف ضد الإرهاب.
وقال مهران كامرافا أستاذ بجامعة جورج تاون في قطر: “في نواح كثيرة أبعاد المنافسة بين إيران والسعودية لتتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وهذا تطور مثير للاهتمام وهو ما لم يحدث من قبل “.
النظام القديم الميت
تنفيذ الاتفاق النووي في يناير، تخشى الرياض من أن هذا سيعطي إيران مجالا أكبر لدفع مصالحها دوليًا بعد رفع العديد من العقوبات التي شلت اقتصادها.
حتى مع الولايات المتحدة التي سمحت للبنوك الغربية باستئناف أعمالها مع طهران، يعتقد السعوديون الحليف الغربي الرئيسي للولايات المتحدة، أنه هذا التحرك سيفك الارتباط بينهما.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى في الرياض: “إنهم يفهمون حاليًا أن النظام الدولي القديم مات، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية”.
وقال مصطفى العاني، خبير أمني عراقي على علاقات وثيقة مع وزارة الداخلية السعودية: “لكن الدافع وراء الاستراتيجية الجديد اعتقاد الملك سلمان أن النفوذ الإيراني تزايد بشكل كبير فقط لأنه لم يواجهه أحد”.
التحالف ضد الإرهاب يندرج في هذا السياق، عندما اجتمع رؤساء أركان من 34 دولة إسلامية بعد تدريبات عسكرية مشتركة أواخر مارس الماضي، ظهر رسم كاريكاتير في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، يشير لدخول هذه القوات إيران.
رفع العلم
الائتلاف وإن لم يكن يهدف صراحة لمواجهة إيران، فإنه يستعبد طهران الحكومة المتحالفة معها في العراق، ويهدف لمواجهة تعليق بعض وسائل الإعلام الغربية التي تقول إنه في حين إيران وحلفائها الشيعة يقاتلون الدولة الإسلامية، السعودية تؤيد التشدد الجهادي على بعض المستويات.
وقال العاني: “هذا الائتلاف الجديد في الأساس يهدف للحصول على الدعم الإسلامي العالمي للسعودية لقيادة الكفاح ضد الإرهاب”.
ما وراء مبادرة التحالف، الرياض تحاول كسب تأييد الهند وتشجيعها على عزل إيران، وحتى الآن لم يحقق ذلك نتائج جيدة، وبعد زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للبلدين الشهر الماضي، ارتفعت مبيعات الطاقة السعودية إلى الهند، وفي الوقت نفسه وافقت نيودلهي أيضا على بناء ميناء في ايران.
وقال محلل سعودي استضافة الرياض لقمة أمريكا الجنوبية، وجامعة الدول العربية الهدف منها جزئيا دحر إيران.
زار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والاكوادور عام 2012 للحصول على دعم دبلوماسي من الدول اليسارية، إلا أنه لم يحرز إلا القليل من النجاح.
أفريقيا
بعض الدول الإفريقية سارت على نهج الدول العربية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران خلال اﻷشهر اﻷخيرة، وذلك في أعقاب اقتحام السفارة السعودية في طهران.
الاثنين الماضي، ظهر رئيس زامبيا في الرياض بعدما تحدث علنًا ضد طهران.
إيران استخدمت المال لكسب الأصدقاء في إفريقيا، والاستثمار في الصناعات المحلية ونشر التشيع، واللعب على مكانتها المناهضة للإمبريالية، وبدا هدف طهران الفوز بتأييد أوسع في الأمم المتحدة.
ليست فقط القوة الناعمة، ففي عام 2012 رست سفينتان حربيتان من إيران في ميناء بورسودان، عبر البحر الأحمر من الساحل السعودي، بعد سنوات من العلاقات الوثيقة بين الخرطوم وطهران.
منذ ذلك الحين، استثمرت الرياض نحو 11 مليار دولار في السودان، وتجاهلت مذكرات اعتقال دولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير وسمحت له بزيارة المملكة، وفي يناير الماضي قطع الخرطوم العلاقات مع طهران.
جيبوتي والصومال فعلت اﻷمر نفسه، وأظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز في يناير الماضي أن مقديشو تلقت حزمة مساعدات بقيمة 50 مليون دولار قبل فترة وجيزة، لكن جيبوتي نفى في فبراير أن قطع العلاقات مع طهران كانت بدافع المال وتتهم طهران بنشر التوتر الطائفي في إفريقيا.
وبشكل عام، تعتقد الرياض أن نهجها يحقق نجاحًا، وقال مستشار لنائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي: ” تم إيقاف التوسع الإيراني تقريبا”.
ولكن كامرافا، قال إنه من السابق لأوانه إعلان الفائزين والخاسرين.
وأضاف “في العلاقات الدولية يمكنك استئجار أصدقاء ولكن لا يمكنك شرائها.. بالنسبة للسعودية فعالية هذه الاستراتيجية على المدى الطويل مشكوك فيها؛ لأنَّ هذه التحالفات مبنية على العلاقات التكتيكية أو تجارية بحتة”.
Saudi Arabia Expands Its Anti-Iran Strategy Beyond the Middle East