عندما تكررت إصابة مدافع الحوثي مواقع محددة يتواجد فيها مقاومون، و استشهد بعضهم.. مرعلى مجموعة و هو يهش غنمه و اقترب ليقول” لمو يا عيالي الأيام آذيه (الدانات )حق الحوثي أتعالمت لكم وتنزل فوق أصحابكن ؟ .
عندما تكررت إصابة مدافع الحوثي مواقع محددة يتواجد فيها مقاومون، و استشهد بعضهم.. مرعلى مجموعة و هو يهش غنمه و اقترب ليقول” لمو يا عيالي الأيام آذيه (الدانات )حق الحوثي أتعالمت لكم وتنزل فوق أصحابكن ؟ .
— عبد الرحمن : مو قصدك يا عم عبده اتعالمت ؟
— قصدي يا عيالي أنتم بحرب مش صفاط اتلفتوا حولكن و بينكن سواء.. لا يكون في من يعلمهم .
— محمد: كيف يا حاج مو تقول ؟
— أقول ما بكنش سخى، اشتحطوا وقعوا رجال .. شوفوا ( الدانات) ماتصيب أكه إلا في واحد يصحح من أونا و إلا من البيوت المجاورة .
و هو الكلام الذي اندهش له الشباب كيف يصدر من الراعي
قال محمد : و أنت مو دريك بالتصحيح ؟
و بنظرة عتاب قال اتعلمنا منكُن يا ابني ..كما الحرب تشتي انتباه داخل.. أكثر من خارج ، وانصرف .
وعي الراعي و حديثه ظهر وكأنه قائد عسكري، و هو ما فتح علامات استفهام حوله،و لو أنهم اتفقوا تقريبا على أن للرجل حكاية و تاريخ ما إلا أنهم رفضوا التشكيك الذي طرحه أحدهم حول شخصية” العم عبده ” و ربما دور ما أو علاقة مع الطرف الآخر.
رفع عبد الرحمن حديث عم عبده إلى القيادة لعمل اللازم و البحث عن إمكانية وجود مصحح للعدو فوجد القيادة أيضا متفهمة لهذا الافتراض.
بعد ثلاثة أيام فقط ضبط أحدهم متلبسا بالاتصال مع المهاجمين، قبض عليه و فر زملاؤه الاثنان اللذن قدما معه قبل أسبوع ملتحقين بالمقاومة .. و انتهت أو خفت كثيرا “الضربات القاتلة” .
قال القائد” لقد حفزنا (عم عبده) لاكتشاف الخطر القاتل بيننا ..هذا الشيبه بركة يقوم بدور كتيبة هذا يمثل أبناء تعز وحاضنة المقاومة .
قال عبد الرحمن و لاتنسوا هو من أشار إلى الثلاثين المسلح التابعين لعفاش الذين صعدوا كمقاومة في بداية المعركة
بينما أخذ( محمد) يقولوا : لقد زاد فضولي لمعرفة عم عبده أريد أن أعرف من هو ؟ أعتقد أنه شخصية مش عادية .
أحمد : المشكلة أنه يتهرب عند الحديث أو السؤال عن الماضي تثير فيه الأسئلة علامة الحزن واستجرار القهر .
القائد: خلاص لا تشغلوا أنفسكم بعم عبده الذي أصبح واحدا منا و إذا أردتم أن يبوح لكم عن نفسه فالمقاوم (صبري) أظنه قادراً على الحديث معه.. أرى (عم عبده ) يأنس لصبري و يهتم به كثيرا و يسأل عنه إذا غاب و هذا زاد إعجابي ب (عم عبده ) لأن (صبري) شاب يستحق الاحترام.
الآن علينا الانصراف.. لا تنسوا أن هناك أخباراً بأنهم يعدون لهجوم الليلة استعينوا بالله و لا تنسوا الدعاء و كونوا يقظين مع مجموعاتكم .
ليلة شديدة السواد متوشحة بالوحشة نفذ الحوثيون و حرس” صالح” هجوما شاملا و طويلا.. و بعد مضي ساعة من الهجوم تقريبا أعلنوا عبر إعلامهم سقوط جبل جرة.. صعقت المدينة و المتابعون، فالعارفون لتفاصيل المعركة و القريبون من الجبل تيقنوا أن سقوط الجبل أمر حتمي، و أن الصمود بالنظر إلى فارق القوة هو معجزة و صورة من صور المستحيل .
كان الأستاذ عبد الإله الذي يسكن بالقرب من الجبل قد أجرى اتصالات عديدة بعد منتصف الليل و هو يشاهد طول و كثافة الهجوم والنيران مع القيادات والقريبن منها طارحا فكرة إصدار أمر بالانسحاب.. عشر ساعات و الهجوم مثل الأمواج المتجددة و النتيجة الطبيعية هي اقتحام الجبل و خسارة المقاومين الذين يجب إدخارهم لمعارك قادمة.
حرام أن يغيب هؤلاء نحن بحاجتهم .
كان الأستاذ” عبدالإله” ينطلق من عاطفة ومنطق، فهجوم مثل هذا مهم كان سيكون نهايته اقتحام الجبل و لأن المقاومين لن ينسحبوا فعلينا أن نسحبهم نحن تحيزا لقتال .
لقد جيشوا كل قوتهم ..والحقيقة أن هذا الهجوم كان معدا لاقتحام الجبل مهما كانت التضحيات.. و لهذا كان الهجوم يشبه الموجات المتتابعة ..مجموعة تنتهي وتأتي مجموعات أخرى و تتخذ بالهجوم أسلوب التقدم الانتحاري الجماعي المرعب التي تمارسه بعض كتائيبهم مثل كتائب الحسين و الاستشهاديين و الانغماسيين كلهم حضروا إلى جبل جرة لينشق الفجر على أذان المؤذن وتكبيرات المقاومين في الجبل بتكبيرات النصر و اندحار العدو الذي ترك وراءه جثثا متراكمة بعضهم كانوا قد تمكنوا من التسلل إلى قمة الجبل .
و في الصباح صحت المدينة ذابلة تتوجس فهم سمعوا هول المعركة و سمعوا إعلام الحوثيين و هو يعلن سقوط جبل جرة ليلا ،وواقع المعركة كان يشير إلى استحالة الصمود .. و سرعان ما انتعشت النفوس و تنفست المدينة الصعداء … لقد صمد الجبل كماهي عادته .
تساءل الناس : كم تبقى من المقاومين.. كم الشهداء ؟
كانوا متاكدين أن الشهداء سيكونون أكثر من نصف المتواجدين أو أكثر من ربعهم على الأقل .
وجاء الخبراليقين :
لقد ارتقى ثلاثة شهداء
ابتسم الأستاذ عبد الإله و سجد سجدة شكر قائلا” الله يرعى هذه المدينة و ينصر هؤلاء الشباب لا خوف بعد اليوم.
يتبع .