اخترنا لكمكتابات خاصة

الخميني وتكرار خطأ الرياض مع الحوثي

عدنان هاشم

حتى لا تخطئ السعودية مع الحوثيين خطأ الولايات المتحدة مع الخميني..! حتى لا تخطئ السعودية مع الحوثيين خطأ الولايات المتحدة مع الخميني..!

أودت المشاورات السرية بين الخميني و واشنطن إلى أن قامت الأخيرة بوضع إجازة دائمة للشاه وقوضت الجيش من أجل الخميني؛ تخلت عن حلفاءها الاستراتيجيين خلال أسبوعين من تلك المشاورات التي أنتجت عقود من الصدمات وسببت الكارثة التي يعيشها الشرق الأوسط اليوم، ولأجل انهاء الأزمات لا يتوجب أن يتكرر الخطأ مجدداً من قبل الرياض مع الحوثي لبناء هذه الجماعة كسلطة حاكمة بديلاً عن الدولة.
قبل شهر من الثورة الإيرانية أرسل الخميني رسالة سرية اقترح خلالها أنّه إذا استخدم الرئيس جيمي كارتر نفوذه على الجيش لتمهيد الطريق لتوليه السلطة مرة أخرى، سيقوم بتهدئة الأمة، وبالتالي استعادة الاستقرار، وحماية مصالح أمريكا والمواطنين في إيران.
“سترون أننا لا نحمل أي عداء خاص تجاه الأمريكيين”، هكذا قال الخميني، وتعهّد بأنَّ الجمهورية الإسلامية ستكون “دولة إنسانية، وستعمل في صالح قضية السلام والهدوء للبشرية جمعاء”.
“يجب ألّا يكون هناك أي خوف بشأن النفط. ليس صحيحًا أننا لن نبيع النفط للولايات المتحدة” رسالة أخرى سرية كشفت عنها الإدارة الأمريكية مؤخراً.
وهي ذات العبارات التي يرددها الحوثيين مع استمرار مفاوضاتهم الخلفية مع “السعودية”، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أن هناك توجه لتقويض الجيش اليمني الذي يتم تدريبه، والمقاتل إلى جانب المقاومة بناءً على تلك المشاورات الخلفية.
وتظهر الرسائل التي كشف عنها تودد مثير للدهشة قام به “الخميني” لإدارة “كارتر” وبفضل ذلك تمكن الخميني بقوة واشنطن من تنفيذ طلباته الثلاثة: تمهيد الطريق لعودته، الضغط على الحكومة الدستورية للاستقالة، وإجبار الجيش على الاستسلام.
وعلى عكس كارتر، واصل الخميني استراتيجية بثبات وبراعة. لقد كان الخميني يسير وفق رؤية واضحة لإستحواذ المتطرفي على السلطة وتعاون مع أمريكا وقدّم لها وعود فارغة، وفهم نواياها، وسار نحو النصر في النهاية.
بعد أقل من عام انتهى الخميني من تصفية رفقاء الثورة جميعهم “ماركسيين-ليبراليين… الخ” عرفت واشنطن أنها ارتكبت حماقة فضيعة، عندما أعلن الخميني في الوقت الذي كان يسيطر فيه على بعض المسؤولين الأمريكيين وعشرات من الأمريكيين آخرين خلال أزمة الرهائن الإيرانية: “أمريكا لا يمكن أن تفعل شيئًا.”
وبعدها احتفل بالذكرى السنوية الأولى لفوزه مع إعلان كبير: إيران ستحارب الإمبريالية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وفي النهاية قال الخميني: “سوف نصدر ثورتنا للعالم كله. إنها ثورة إسلامية”.
وفي النهاية سيقول الحوثيون: “سوف نصدر ثورتنا إلى السعودية والخليج، إنها ثورة إسلامية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى