(شيبا انتليجينس).. مساعٍ إيرانية لإقناع موسكو بضم الحوثيين إلى مجموعة العمل الروسية الإريترية
قيادي حوثي زار أرتيريا سرا والتقى أفورقي
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة
كشفت وكالة “شيبا انتليجينس” أن إيران تسعى لإقناع روسيا بضم الحوثيين إلى مجموعة العمل الروسية الإريترية، التي تتمثل مهمتها في بناء مركز لوجستي استراتيجي على ساحل البحر الأحمر لتعزيز المصالح العسكرية والاقتصادية لموسكو.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن هذه المحاولة الإيرانية جاءت بعد تحركات دولية للحد من تهديدات الحوثيين المستمرة لخطوط التجارة الدولية في البحر الأحمر.
وقالت “شيبا” إنها حصلت على معلومات حول اتصالات متبادلة بين قيادات عسكرية حوثية وأجهزة استخبارات إريترية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأشارت إلى تقرير استخباراتي سري يقول إن رئيس أركان القوات البحرية الحوثية، منصور السعدي، زار إريتريا في 14 مارس/آذار عن طريق البحر. والتقى في 15 مارس بنائب رئيس المخابرات الإريترية ومدير مكتب الرئيس وقدم لهما الهدايا بما في ذلك الساعات الفاخرة والمال. السعدي مدرج على قوائم المطلوبين دوليا.
ولم يناقش التقرير الاتفاقيات بين الجانبين، لكن الجانب الحوثي عرض نيته الاستثمار في إريتريا عندما التقيا بالرئيس أسياس أفورقي في اليوم التالي للزيارة 16 مارس.
وذكر التقرير أنه بالتوازي مع الزيارة، تم نقل شحنة أسلحة إيرانية من منطقة آدي الإريترية إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر.
ولفتت الوكالة إلى أنه في حال نجحت طهران في إقناع موسكو بتمكين الحوثيين على الجانب الآخر من البحر الأحمر إلى جانب الإريتريين. فسيعود النفوذ الروسي في أهم ممر مائي في العالم، باب المندب، وسيكون ذلك على حساب علاقاتها مع دول الخليج، وخاصة السعودية المجاورة لليمن.
وفي يوليو/تموز 2023، قام الرئيس الروسي بتعيين مكسيم أوريشكين رئيسًا لمجموعة العمل الروسية الإريترية خلال لقائه مع الرئيس الإريتري في القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبرج.
ويعتبر البحر الأحمر منطقة استراتيجية بالنسبة لروسيا، إذ تمر عبره 24% من صادراتها النفطية. ولهذا السبب تتجه موسكو لإنشاء مركز استراتيجي على الساحل الإريتري.
وقال التقرير السنوي لعام 2022 الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، إن الصادرات العسكرية الروسية إلى إفريقيا بلغت 18% من إجمالي صادرات الأسلحة الروسية.
ونصت العقيدة العسكرية البحرية الروسية الجديدة، التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين في يوليو/تموز 2022، على أن روسيا ستنشئ نقاط دعم لوجستي للسفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ورغم المساعي الإيرانية لتحسين صورة الحوثيين أمام روسيا، ترفض موسكو الاعتراف بشرعية المجلس السياسي الأعلى للحوثيين. وبدلا من ذلك، تهتم روسيا بالعلاقات مع السعودية، التي اتخذت موقفا محايدا بشأن الصراع في أوكرانيا والتي تسعى إلى التقارب العلني مع إيران من خلال الوساطة الصينية.