فرق الإنقاذ تكثف جهودها في قرى دمرها الزلزال في المغرب
يمن مونيتور/ وكالات
تواصل فرق الإنقاذ جهودا مكثفة الأربعاء في قرى دمرها الزلزال وإن كانت آمال العثور على ناجين تتضاءل بعد خمسة أيام على الكارثة التي خلفت قرابة ثلاثة آلاف قتيل.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، أن جهود الإغاثة والإنقاذ، تتواصل لفتح وتوسعة مسالك جبلية لإيصال المساعدات للقرى النائية.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيل على الأقل، إضافة إلى 5530 جريحا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية الثلاثاء، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.
وأكدت أن السلطات “تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا… وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال”.
ويستعين المغرب بفرق إنقاذ من كل من بريطانيا وإسبانيا والإمارات وقطر، لكنها تواجه تضاريس وعرة حيث ضرب الزلزال في عمق مناطق جبلية تضم قرى متناثرة ونائية.
وسويت العديد من تلك القرى بالأرض، خصوصا أن أبنيتها في الغالب طينية، مثل قرية إنغيد في منطقة الحوز جنوب مراكش (وسط).
وقال مسؤول في وزارة التجهيز الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية، إن فرقا متخصصة تواصل العمل على فتح مسالك ثانوية ضيقة وسط الجبال، لتأمين الوصول إلى قرى صغيرة.
وأكد أن “الطريق الرئيسية المؤدية لجماعة (دائرة) إغيل حيث مركز الزلزال قد فتحت وأيضا لقرية أغبار المجاورة”.
وقعت هزة أرضية في منطقة أمزميز بتراب إقليم الحوز، يوم الأربعاء، على الساعة 16.44، مما جعل السكان يهرعون لخارج الخيام التي تأويهم بعد انهيار منازلهم في الزلزال المدمر، ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، وأودت بحياة العشرات منهم.
قلق ونداء لجمع المال
وأطلق الصليب الأحمر الدولي نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب، فيما تتواصل حملات تضامنية واسعة من مختلف مدن المملكة لإيصال مساعدات للمناطق المنكوبة.
وفي موازاة عمليات الإغاثة وفتح الطرق تواجه السلطات تحدي إيواء الأسر التي فقدت بيوتها، حيث أقيمت عدة خيام قرب البيوت المهدمة.
وفي بلدة أمزميز، على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب مراكش، على الطريق المؤدية لتلك القرى الجبلية، وزعت القوات المسلحة الثلاثاء خياما على السكان الذين فقدوا بيوتهم. لكن ذلك لا يمنع استمرار قلق الناجين وتساؤلات حول مصيرهم، حيث يخشى بعضهم على الخصوص من هطول المطر.
وكان رئيس الوزراء عزيز أخنوش أكد الاثنين أن السكان الذين هدمت بيوتهم «سيتلقون تعويضات»، موضحاً «سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع» في هذا الشأن.
ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين، بينما أنشئ صندوق خاص لمواجهة تداعيات الكارثة، وهو مفتوح لتلقي التبرعات.
وقد أقامت القوات المسلحة الملكية التي تشارك في عمليات الإنقاذ منذ صباح السبت، مستشفيات ميدانية للتكفل بالجرحى، كما في قرية آسني بإقليم الحوز. ففي هذا الإقليم، سقط أكثر من نصف القتلى (1643).
وأقيم مستشفى مماثل في دائرة تفنغولت بإقليم تارودانت (جنوب مراكش)، ثاني أكثر إقليم تضررا.
والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.
والمغرب غير معتاد عموماً على الزلازل المدمرة. وعد هذا الزلزال الأعنف «استثنائيا» نظراً إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، خصوصاً أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.
وقد أدى إلى قطع 20 طريقا رئيسية في تلك المناطق ما عقد عمليات الإنقاذ، قبل أن يتم فتحها.
وتواجه الفرق المتخصصة أيضا تحدي تكرار انهيارات صخرية بسبب هزات ارتدادية، وفق مسؤول في وزارة التجهيز.
في 29 فبراير (شباط) 1960، دمر زلزال بقوة 5.7 درجة مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا ما بين 12 إلى 15 ألف قتيل، هم ثلث سكان المدينة.