تحذير أممي بعد تزايد الكوارث المناخية المتطرفة: القادم أسوأ
يمن مونيتور/وكالات
حذر كبير مسؤولي المناخ في منظمة الأمم المتحدة من أن أنماط الطقس المتطرفة التي يشهدها العالم تعد دلالة على “أمور سيئة قادمة”.
وقال سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في مقابلة مع وكالة الأناضول، بالعاصمة الكينية نيروبي: “جميع الكوارث المناخية، من الجفاف إلى حرائق الغابات والفيضانات، تعد بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة”.
وأضاف: “ما نشهده هو أن تأثيرات وآثار تغير المناخ تتسارع الآن، ومن المدهش أنه في السنوات القليلة الماضية وفي الآونة الأخيرة، شهدنا أرقاما قياسية تتحطم مرارا وتكرارا، وهذه مجرد إشارة إلى أشياء يجب أن نتداركها”.
وكان ستيل، الذي زار نيروبي لحضور قمة المناخ الإفريقية الافتتاحية، يشير إلى الأحداث المناخية القاسية بما في ذلك الجفاف الحالي في شرق إفريقيا، والذي يؤثر بشكل خاص على كينيا؛ حيث انعقدت القمة.
وقد أدى الجفاف، وهو الأسوأ في المنطقة منذ 40 عاما على الأقل، إلى نزوح ملايين الأشخاص ودفع ملايين آخرين إلى حافة المجاعة.
والعام الماضي، كان هناك غزو للجراد في شرق إفريقيا، والذي قال الخبراء إنه كان الأسوأ بالنسبة لكينيا منذ 70 عامًا وما لا يقل عن 25 عاما بالنسبة لإثيوبيا والصومال.
قمة المناخ
وحول قمة المناخ الإفريقية التي انعقدت في الفترة بين 4-6 سبتمبر/ أيلول الجاري في نيروبي، قال المسؤول: “هذا الحدث جمع القادة وصناع القرار من أنحاء إفريقيا لمواجهة أزمة المناخ بشكل مباشر، ما يوفر فرصة ليس فقط لتحديد أولويات إفريقيا، ولكن أيضا للتقدم بالحلول”.
وأوضح ستيل أن “التعاون عبر الحدود ضروري للغاية في مفاوضات المناخ الأوسع، حيث يكون هناك أصوات إقليمية موحدة؛ والتي ستبلغ ذروتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) نهاية العام”، في إشارة إلى المؤتمر الأممي، الذي تستضيفه دبي بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
**تعهدات القمة
قال ستيل إن عددا من الجهات منها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي، قدمت تعهدات كبيرة خلال القمة، محذرا من أن “التحدي الحقيقي يكمن في التنفيذ”.
وأضاف: “التعهدات المهمة التي تم الاتفاق عليها خلال هذا الحدث عززت الآمال في بذل جهود ملموسة، إلا أن التحدي يكمن في تنفيذها الفعلي”.
وفي معرض وصفه للتعهدات، قال إنها “تعد إشارات إيجابية لكنها لا تلامس سوى سطح ما هو مطلوب عالميا، لا سيما في دعم الدول الضعيفة والنامية”.
وبيّن أن المهم يتمثل في كيفية ترجمة هذه التعهدات “إلى عمل حقيقي على الأرض”.
وخلال المقابلة، تطرق ستيل إلى مبادرات الطاقة قائلا إن “الجهود مثل استراتيجية الهيدروجين الأخضر، وخريطة الطريق للاتحاد الأوروبي، وتعهد دولة الإمارات بتقديم دعم مالي بقيمة 4.5 مليار دولار لتحول الطاقة، هي خطوات في الاتجاه الصحيح”.
وأكد المسؤول الأممي: “نعلم أيضا أن المطلوب يذهب إلى ما هو أبعد بكثير من تلك المبادرات التي تنتج عن أحداث مثل هذه، إلا أنه بالتأكيد يرسل إشارة قوية للغاية”.
**مكافحة تغير المناخ
وفيما يتعلق بدور اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مكافحة هذا التغير، أكد ستيل مجددا التزامها بدعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال إن ولاية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تشمل “تقديم الدعم للدول النامية مع التركيز على المجتمعات المحلية”.
وأضاف: “الوكالة تعمل على توفير الدعم والمساحة للتمثيل، سواء كان من السكان الأصليين، أو من المجتمعات أو المدن على المستويات دون الوطنية”.
وختم قائلا: “نحن نعلم أنه فيما يتعلق بالعمل الحقيقي والتقدم، فإن ذلك يحدث على أرض الواقع داخل المجتمعات المحلية”.
وفي ختام قمة المناخ الإفريقية، تبنى المشاركون “إعلان نيروبي” الذي دعا إلى الدعم العالمي لإفريقيا.
واقترحت القمة “بنية تمويل جديدة تستجيب لاحتياجات إفريقيا بما في ذلك إعادة هيكلة الديون وتخفيفها، وتطوير ميثاق عالمي جديد لتمويل المناخ من خلال عمليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر الأطراف بحلول عام 2025”.
وركز الإعلان على الحاجة إلى الدعم المالي من البلدان المتقدمة، لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار من التمويل السنوي للمناخ. –