عسكريون يروون لـ”يمن مونيتور”قصة السقوط الجزئي لمعسكر”العمالقة”بيد “الحوثيين
لجأت جماعة الحوثي إلى تشتيت أفراد”اللواء 29 ميكا” الذي يعرف بمعسكر “العمالقة” المتمركز في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران،شمالي اليمن،عبر أساليب خداع وغدر استندت إليها الجماعة لإضعاف قدرات اللواء هرباً من خسائر مؤكدة ستصيبها في حالة المواجهة المباشرة مع قوات المعسكرالمهم للحفاظ على ما تبقى من أفرادها. يمن مونيتور/عمران/وحدة التقارير
لجأت جماعة الحوثي إلى تشتيت أفراد”اللواء 29 ميكا” الذي يعرف بمعسكر “العمالقة” المتمركز في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران،شمالي اليمن،عبر أساليب خداع وغدر استندت إليها الجماعة لإضعاف قدرات اللواء هرباً من خسائر مؤكدة ستصيبها في حالة المواجهة المباشرة مع قوات المعسكرالمهم للحفاظ على ما تبقى من أفرادها.
وكشف محمد حسين، أحد منتسبي لواء العمالقة، لـ”يمن مونيتور” عن خدعة قامت بها الجماعة لتشتيت قوات اللواء، قائلاً” تعرضنا لمكر وخدعة قذرة من الحوثيين، فقد تم استدراج ما يقارب 8 كتائب من اللواء ( كل كتيبه تحتوي على 400 فردا )إلى العاصمة صنعاء لاستلام رواتب شهري أبريل و مايو.
مضيفاً” علمنا بنزول لجان تتبع وزارة الدفاع(الواقعة تحت سيطرة الحوثي ) إلى مكتب الهيئة العامة للبريد وصراف الكريمي لتسهيل عملية استلام رواتبنا لشهرين ماضيين؛ إلا أن أفراد اللواء تفاجأوا عند وصولهم إلى صنعاء، وأصيبوا بصدمة كبيرة عند معرفتهم أن الأمر عبارة عن خديعة كبيرة تعرضنا لها عند اكتشافنا بأنه لا يوجد أي رواتب،وأن الحوثيين قاموا بإيقافها بحجة أنها لم تصل أوامر إلى المنطقة السادسة لصرف الرواتب وأن العديد من أفراد اللواء يعمل ضد مصلحة الوطن.
وكشف أحد الضباط الصامدين في اللواء 29 الذي فضل عدم ذكر هويته لاحترازات أمنية لـ”يمن مونيتور” قائلاً” لم نسلم مواقعنا العسكرية في اللواء وما يشاع من أخبار حول سقوط المعسكر بشكل كامل لا أساس له من الصحة، مضيفاً” كل ما حصل هو ” دخول أفراد من الشرطة العسكرية لتقييم الوضع الذي يعانيه المعسكر جراء محاصرته من قبل الحوثيين ومحاولتهم الانقضاض والسيطرة عليه، وذلك للسعي للسيطرة على الأسلحة ومقدرات اللواء الحيوي.
مشيراً إلى أن ” مجموعات من المسلحين غير النظاميين من أبناء القبائل الموالية للحوثيين مع عسكريين يقومون حالياً بمحاصرة اللواء ويفتعلون مشكلات من وقت لآخر في محاولات لاقتحام المعسكر إلا أن قوات اللواء تصدهم وتمنعهم من الوصول إلى أماكن حساسة في اللواء كالمخازن والمواقع الاستراتيجية التابعة له.
مؤكداً أن الحوثيين مستمرون في التعزيزات العسكرية عبر أركان حرب جرى تعيينه من قبل الجماعة يدعى عبدالكريم الخالدي.
“ابو حمزة” أحد قيادات الحوثيين المتواجدين في حرف سفيان، يخبر أحد أتباعه عن خطة تجنب المواجهة خوفاً من الخسائر، قائلاً” نحاول السيطرة على المعسكر بأقل الخسائر في العتاد والأرواح وتجنباً لإراقة الدماء، بالدخول إلى اللواء بعد إعلام منتسبيه بأن رواتبهم ستوزع في صنعاء وانسحاب عدد كبير من اللواء إلى العاصمة لتسهيل مهمة السيطرة عليه.
و اقتحمت قوات الحوثي أجزاء من “اللواء 29 ميكا” (لواء العمالقة) قبل حوالي أسبوعين بشن هجوم مباغت على المعسكر واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة أدى إلى مقتل العديد من الجنود المدافعين عنه.
ووسط ردود فعل غاضبة من الحكومة اليمنية، وصف وزير الخارجية اليمني،عبد الملك المخلافي_حينها_ هجوم الحوثيين على لواء العمالقة بأنه “نسَفَ محادثات السلام”، لأنه اللواء كان يعول عليه أن يكون أحد الألوية التي تستلم السلاح”.
وسعت جماعة الحوثي إلى إقحام لواء العمالقة في الحرب الدائرة بين الجماعة وقوات التحالف، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه الأراضي السعودية، من داخل المعسكر أعلنت قوات الدفاع السعودية صده في حينه.
ومثل إطلاق الصاروخ من قبل جماعة الحوثي من داخل المعسكر هدفاً عسكرياً لقوات التحالف وبداية للشن سلسلة غارات جوية مكثفة على اللواء في محاولة لإضعاف قدرات المعسكر الذي يحاول الحوثي التمكن منه.
وشهدت الأيام الماضية ارتفاعا كبيرا في عدد غارات التحالف العربي التي استهدف مواقع عسكرية تقع تحت سيطرة الحوثيين، حيث أفادت مصادر محلية وصل عدد الغارات التي استهدفت موقع الشقراء بمنطقة حرف سفيان والذي يتبع لواء العمالقة إلى 13 غارة جوية.
وتنقطع المخصصات الغذائية الخاصة باللواء 29 ميكا بسبب الحصار والغارات المتواصلة على اللواء، في تأكيد لأحد أفراد اللواء الصامدين في منع الحوثي من دخوله، قائلاً” ثلاثة أيام ولم تستطع السيارات المخصصة باللواء توصيل المخصصات الغذائية إلى بقية أفراده خوفاً من إصابتها من قبل الطيران، مضيفاً” نعيش وضعاً مأساوياً بسبب نقص المواد الغذائية على الأفراد، منوهاً بأن الوضع حرج للغاية ويتطلب تدخل عاجلاً لإنقاذ المعسكر.
تجدر الإشارة إلى أنه في أغسطس من العام الماضي، رفض معسكر العمالقة المشاركة في القتال إلى جانب جماعة الحوثي ملتزم بمبدأ الحياد طيلة أيام الحرب، ما دفع الجماعة المسلحة إلى محاصرته طيلة عام مضى.
ولواء العمالقة هو آخر ما تبقى من قوات “العمالقة” التي أسسها الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي في السبعينيات من القرن الماضي، من مجموعة ألوية مدرعة ومظليين وصاعقة كانت في عهده بمثابة نخبة الجيش، وشاركت في حرب الوحدة في العام 1994، وصدت تقدم قوات الجنوب نحو الشمال.