أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

أسوأ وضع تعيشه “عدن”.. لماذا يتفشى الفساد وسوء الإدارة جنوبي اليمن؟ (تقرير خاص)

يمن مونيتور/  وحدة التقارير/ من بندر علي

في الليل تسمع صراخ الأطفال الذين لا يستطيعون النوم بسبب الحرارة المرتفعة، مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة تعيش أسوأ فصول السنة.

فصل من غضب السكان المتصاعد يتكرر كل عام دون أن تقوم السلطات المحلية والحكومية وسلطة الأمر الواقع بواجبها رغم الوعود المتكررة كل عام.

ويتظاهر المئات منذ مطلع الأسبوع في معظم أحياء مدينة عدن. وأصيب 8 متظاهرين برصاص قوات الأمن والحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي يوم الأربعاء، حسب ما أفاد مراسل “يمن مونيتور”.

اقرأ/ي أيضاً.. انذار جرعة جديدة.. الحوثيون يجمدون النشاط التجاري في مناطق سيطرتهم (تقرير خاص)

غضب الشارع

وأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن (حكومية)، الأحد، خروج نحو 80 بالمائة من محطات الكهرباء عن الخدمة؛ نتيجة عدم توفر الوقود الكافي، وارتفاع حجم الطلب على الطاقة.

وقال أحمد، وهو متظاهر (19عاما) ل”يمن مونيتور”: منذ أن عرفت نفسي وكل صيف نتظاهر بسبب عدم وجود الكهرباء، هذه مهزلة هم في المكيفات ونحن في جهنم.

يُحمل أحمد ومعظم المتظاهرين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والحكومة المعترف بها دوليا المسؤولية عن وضع مدينة عدن.

يقول معين سالمين (21 عاما)، الذي يعمل في محل وجبات سريعة لـ”يمن مونيتور”: حملنا علم الجنوب -علم الانفصال- وحلمنا بدولة جديدة تنتشلنا من الفقر، كنت مؤيد للانتقالي منذ أول يوم لكن السنوات الأخيرة اكتشفنا فسادهم هم مجموعة من الفاسدين.

ويضيف: عشنا في وهم ووعود كاذبة من أجل أن يسوي القادة وضعهم المالي والمعيشي.

وقال سالمين: كل هذا الوضع والمظاهرات لأنهم فاشلين، الدولة معهم، والسلطة معهم ووزارة الكهرباء ووزارة النفط معهم والمجلس الرئاسي معهم ما الذي يريدونه أكثر.

إشارة سالمين لفساد قادة المجلس الانتقالي تتكرر لدى معظم سكان مدينة عدن.

وقال متظاهر ثالث في البريقة لـ”يمن مونيتور”: القمع الذي تقوم به القوات يزيد من غضبنا جميعاً ضد الحكومة والانتقالي.

وأضاف أن المعيب معالجة فشلهم بالقمع: عيب يحرقونا حرارة بدون كهرباء ويقتلونا في الشوارع.

اقرأ/ي أيضاً.. عدن تغرق في الظلام والحرّ.. فشل الحكومة ومزايدة الحوثيين

تجار وقود الكهرباء

وقال مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور”: معظم التجار الذي يستوردون وقود الكهرباء تم فرضهم بالقوة من المجلس الانتقالي.

ويضيف: لوبيات متمرسة تسيطر على وقود الكهرباء، وتمنع دخول أي تاجر من خارج لوبياتهم التي أثرت نفسها، من وراء التنافس على عقود تزويد وقود الكهرباء.

وتابع: تحول الأمر إلى صراع بين قادتهم، ما يؤدي إلى تحكم بإدخال السفن وتأخيرها بناءً على ما يريده هؤلاء التجار.

يتحكم المجلس الانتقالي الجنوبي بميناء عدن والسفن الواصلة إليه، كما يتحكمون بوزارة الكهرباء ووزارة النفط اليمنية في مدينة عدن.

في يونيو/حزيران قالت الحكومة إن انفاقها على كهرباء عدن يبلغ 55 مليون دولار شهرياً في حدها الأدنى.

حسب مسؤول في مؤسسة كهرباء عدن تحدث لـ”يمن مونيتور”: فإن الفساد يتجاوز العقود لشراء الوقود إلى تقديم وقود مغشوش، وهو ما يرهق مولدات الكهرباء ومنظومة التشغيل.

ويشير إلى أنه خلال الشهرين الماضيين أكثر من أربع مرات يتم تشغيل الكهرباء بوقود مغشوش.

وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.

 

المجلس الانتقالي

وكان أحمد لملس محافظ عدن التابع للمجلس الانتقالي قد وعد بحلّ مشكلة الكهرباء في صيف 2022 وشراء محطة توليد جديدة للكهرباء لكن ذلك لم يحدث. كما قال عيدروس الزُبيدي في يونيو/حزيران 2022 إن الإمارات ستدعم كهرباء عدن بالوقود لمدة ثلاثة أشهر ولم تحضر السفن. ووعد رئيس الحكومة معين عبدالملك بحل مشكلة الكهرباء في مطلع 2022، ولم تنفذ أي وعود.

كما أن وزيري الكهرباء (مانع بن يمين) والنفط (سعيد الشماسي) ومحافظ عدن وثلاثة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي هم أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويتهم المجلس الانتقالي الحكومة اليمنية بالفشل في تقديم الكهرباء ويطالب المجلس بإقالتها وتعيين مسؤولين تابعين له لقيادتها. بدلاً من إقالة المسؤولين المباشرين عن هذا الوضع. ولا يعفي ذلك الحكومة من مسؤوليتها تجاه هذا الوضع.

من جهته محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعقبي قال في مقابلة في يونيو الماضي إن “الكهرباء ثقب أسود يلتهم جميع موارد الدولة”، مشيراً إلى فساد كبير للغاية حيث يتم تحويل الديزل الخاص بالمحاطات الكهرباء إلى السوق السوداء لبيعه.

والتي تبدو تهمة تنحصر في المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يملك السيطرة الأمنية والتنفيذية في معظم المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرته.

ويعيق وجود جماعات مسلحة -خارج القانون تدير المحافظة- تقديم أي خدمات، كما أن القانون يكون مجمداً فلا توجد سلطة بإمكانها وقفهم.

من بين هذه الحوادث ما حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قامت قوة من الشرطة بقيادة مدير شرطة مدينة الشعب ومن المحطة البخارية بكشف عملية نهب لوقود الكهرباء من أنبوب تغذية يربط مصافي عدن والمحطة البخارية، حيث قام المجرمون بعمل حوش كبير وحفر بئر للوصول إلى الأنبوب ونهب الوقود من داخله.

في اليوم ذاته تحركت قوة من الحزام الأمني إلى مقر الشرطة وقامت بالإفراج عن المتهمين وسجن مدير الشرطة مدينة الشعب بعد معركة بين قوات الأمن ومدرعات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي!

هذه التصرفات غير المسؤولة تؤدي إلى امتناع المسؤولين الأمنيين والمحليين عن التحرك لوقف هذه الأسواق السوداء والانتهاكات أو حتى الإبلاغ عنها لأن المخاطرة كبيرة للغاية.

 

ضرورة إيجاد حل سريع

يحتاج مجلس القيادة الرئاسي للتحرك السريع لإيجاد حلول سريعة لتشغيل كهرباء عدن. وأن يتولى المجلس الرئاسي بشكل مباشر هذه القضية بدلا من انتظار انتهاء فصل الصيف.

يفترض أن تكون هناك توجيهات حازمة للأمن والحزام الأمني وقوات المجلس الانتقالي لمنع إصابة المتظاهرين، وأن يتم توفير الحماية لهم. قبل أن يبدأ المجلس الرئاسي بالقيام بمهمته الرئيسية في تنفيذ اتفاق الرياض ورفع المسلحين من عدن.

اقرأ/ي أيضاً..

أهداف وخبايا.. لماذا يجتهد المجلس الانتقالي لإعلان فشل الحكومة اليمنية؟ (تحليل خاص)

“المجلس الانتقالي” يصعد ضد الحكومة ويوجه بعدم توريد الإيرادات إلى البنك المركزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى