هافنغتون بوست: لـ”ستة أسباب” لماذا لن تترك إيران اليمن
“ترجمة خاصة” نشرت صحيفة هافنغتون بوست الأمريكية تقريراً لـ” مجید رفیعزاده” هو رئيس المجلس الأمريكي الدولي ومستشار في شؤون الشرق الأوسط؛ مؤكداً أن إيران لن تترك اليمن لستة أسباب.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة
نشرت صحيفة هافنغتون بوست الأمريكية تقريراً لـ” مجید رفیعزاده” هو رئيس المجلس الأمريكي الدولي ومستشار في شؤون الشرق الأوسط؛ مؤكداً أن إيران لن تترك اليمن لستة أسباب.
وقال رفيع زاده: “عندما يندلع صراع في الدولة، فإن بعض البلدان التي لا حدود لها مع الدولة المتضررة من النزاع تستخدم الانتهازية السياسية لتوجيه الحرب في مصلحتهم. مسعود جزايري نائب رئيس القوات المسلحة الإيرانية قال مؤخرا لوكالة انباء تسنيم الإيرانية، أن إيران مستعدة لتقليد العملية التي اعتمدت في سوريا واستخدامها كذلك في اليمن. وأضاف أن إيران مستعدة لإرسال “مستشارين عسكريين” لدعم الحوثيين”.
وأضاف: “العديد من شحنات الاسلحة الايرانية التي كانت من المحتمل ان تتوجه الى اليمن التي مزقتها الحرب، تم القبض عليها. البيان الذي أدلى به نائب رئيس القوات المسلحة الإيرانية، مشيرا إلى تكرار الدور الإيراني في اليمن، ليس أكثر المواقف السياسية المبالغ فيها في الواقع”.
وأشار إلى أن الدور الإيراني في اليمن متعدد الأبعاد. “على السطح، لا تبدو اليمن تحمل أهمية جيوسياسية أو استراتيجية للقادة الإيرانيين. الصراع في اليمن أيضا لا يشكل تهديدا للأمن القومي لإيراني. ولكن، لماذا يتم تريد إيران أن يكون لها دور في حرب اليمن وتوجيهها لصالحها؟”.
العامل الأيديولوجي
ويقول التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”: “أحد أبعاد تورط إيران في اليمن هو أيديولوجي. وعليه يرتكز احد الدعامة الأساسية في سياستها الخارجية على مبادئ الثورة الإسلامية.”
صانع القرار الرئيسي في السياسة الخارجية الإيرانية هو المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، الذي يمارس أيديولوجية سلفه، آية الله روح الله الخميني، وهذا الرجل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولم تظهر مواقف خامنئي تقريبا أي انحراف عن الخميني.
وبالإضافة إلى ذلك، خامنئي يعطي وزنا للمعلومات التي يتلقاها من مستشاريه المقربين في مكتب المرشد الأعلى (وليس الرئيس، وزير الخارجية، أو غيرهم من رجال الدين الأقوياء) وهم كبار المتشددين في الحرس الثوري الإيراني.
وفي السبب الثاني يقول “رفيع زاده” إن “واحدة من القيم الثورية الكامنة في خامنئي أنه يرى نفسه زعيما للعالم الإسلامي، وانه ينظر الى ايران باعتبارها طليعة المسلمين. في الواقع، يشير موقعه الرسمي له باسم “المرشد الأعلى للمسلمين”، وليس القائد الأعلى ل”إيران” أو فقط على “الشيعة”.”
ونتيجة لذلك، من وجهة نظر خامنئي، باعتباره القائد الأعلى للمسلمين، انعكس على استخدام الخطاب، والتأثير، وتوجيه الشؤون السياسية في كل بلد مسلم، بما في ذلك اليمن، باعتباره واجب ديني وأيديولوجي.
وتابع التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور” وبالإضافة إلى ذلك، فخامنئي الذي يرى نفسه زعيما للمسلمين، وبشكل طبيعي وضع نفسه عرضة أمام السعودية التي يراها كمنافس. النفوذ الأيديولوجي له في اليمن يعطيه النفوذ ضد الرياض”.
بالإضافة إلى أن تدخله يشتمل على المثل الثورية الأخرى المعادية للولايات المتحدة. خامنئي، يعلق بتصريحاته الإسقاط من الدور المتزايد لايران في صراع اليمن، بأنه تكتيك لمكافحة وتحقيق التوازن بين دور الولايات المتحدة في المنطقة.
الأسباب الجيوسياسية والاستراتيجية
ويشير الكاتب إلى أن إيران تعتبر نفسها، وترغب في أن تعامل بوصفها قوة عظمى في الشرق الأوسط، بسبب هذه الأهمية الاستراتيجية، والموقع الجغرافي، والقدرات العسكرية والقوة الاقتصادية والثروات والموارد الطبيعية (مثل عقد احتياطيات النفط والغاز الثانية ورابع أكبر في العالم)، وحجم سكانها (ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط بعد مصر).
وتابع الكاتب: “طموحات الهيمنة الإقليمية الإيرانية تقود مباشرة القادة الإيرانيين إلى اتباع سياسات التي تهدف إلى مواجهة القوى من الجهات الحكومية الإقليمية الأخرى (وخصوصا المملكة العربية السعودية)، وإضعاف أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية من أجل ترجيح كفة ميزان القوى في المنطقة لصالح طهران.”
وأكد الكاتب بالقول: “فبينما اليمن لا تشكل تهديدا للأمن القومي لإيران، فإنها تمثل تهديداً إلى المملكة العربية السعودية لأنها تشترك في الحدود مع الرياض. وتغتنم إيران هذه الفرصة، من خلال دعم الحوثيين، للطعن في المملكة العربية السعودية، مما جعلها تبدو أكثر ضعفا.”
وفي السبب الرابع يقول الكاتب إنه “وبالإضافة إلى ذلك، فمن خلال تحويل انتباه السعودية إلى اليمن، تحاول إيران خلق مستنقع للرياض في اليمن، مما يجعلها تتعثر في صنعاء، من أجل استدراجها بعيدا عن سوريا والعراق. حلفاء إيران الرئيسيين.”
مضيفاً: “وتستغل إيران ذلك كفرصة لزيادة نفوذها ضد الرياض واستخدام اليمن كورقة مساومة استراتيجية، لدفع المملكة العربية السعودية إلى تغيير السياسة المتبعة تجاه دمشق، بغداد، البحرين أو غيرها من الدول حيث تمارس إيران نفوذها.:
العوامل الاقتصادية والعرقية والطائفية
وتابع مجيد رافع زاده في تقريره الذي ترجمه “يمن مونيتور”: “من الناحية الاقتصادية، اليمن ليست مكلفة لإيران كما سورية، لكنها تجلب العديد من الفوائد. اليمن فرصة منخفضة التكلفة لإيران (على عكس سوريا) حيث يمكنها من الوجود بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، منافستها.”
من ناحية عرقية، أو من حيث القومية، فإيران تنظر من ثقب واحد تجاه المملكة العربية السعودية كالتنافس بين الفرس والعرب. النفوذ الإيراني في اليمن يساعد طهران في هذا الصدد.
على الرغم من أن إيران تنظر إلى نفسها على أنها طليعة كل من السنة والشيعة، فإنها تحتوي على جدول أعمال سري طائفي في دعم الشيعة (أو فرع من الشيعة) لتحسين وتوسيع نفوذها في بلدان أخرى.
ويختم الكاتب بالقول: “أخيرا، تقوم استراتيجية إيران توسيع نفوذها في المنطقة لخلق وكلاء في البلدان الإسلامية، وجعلها واقع سياسي للخروج منها مع مرور الوقت للتأثير في الشؤون الداخلية لتلك الدول (كما فعلت مع حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى في العراق).”
المصدر بالإنجليزية:
Middle East- Six Reasons Why Iran Will Not Leave Yemen