أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

(انفراد) الحوثيون يدرسون جدياً حظر فيسبوك ويوتيوب.. بدائل إيرانية ومخاوف اليمنيين

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تدرس جماعة الحوثي المسلحة، حظر تطبيقي فيسبوك ويوتيوب في اليمن، حسب ما أفاد مسؤول كبير في صنعاء مطلع على التفاصيل. في ظل مخاوف اليمنيين من انعكاسها على مصادر أرزاقهم وتواصلهم مع عائلاتهم.

ويثير الحوثيون منذ مطلع الأسبوع الماضي االجدل بشأن حجب منصتي التواصل الاجتماعي في البلاد.

وقال المسؤول لـ”يمن مونيتور”: إن الجماعة ناقشت اليومين الماضيين مع وزارة الاتصالات تحت سلطتها حظر المنصتين، بعد أن ناقشته على المستوى الداخلي، واستعان الحوثيون.

يدرس الحوثيون المخاطر المحتملة لحظر المنصتين الرقميتين الشهيرتين، وكيف يمكن معالجتها من بينها: احتجاج وغضب اليمنيين في مناطق سيطرتهم، وإيجاد بديل مكافئ لفيسبوك ويوتيوب.-حسب ما أفاد المسؤول.

 

بدائل إيرانية

وطالب مسؤولون في الجماعة وهيئات إعلامية تابعة لها طوال الأسبوع الماضي، حملات وبيانات لحظر فيسبوك ويوتيوب بعد أن قامت المنصتين بحظر وإغلاق أكثر من 30 قناة دعاية تابعة للحوثيين.

وقال المسؤول: الحظر صعب لمنصات التواصل الاجتماعي، فلا يوجد بديل مكافئ لها. كما سيعزز صورة الجماعة الدكتاتورية في الداخل والخارج وهو أمر يخشاه الحوثيون.

وطرح الحوثيون تطبيقات تواصل جديدة ذات منشأ إيراني. ويشير المسؤول إلى أن “النقاشات لم تخلوا من الاعجاب الكبير بالتجربة الإيرانية في حظر فيسبوك ويوتيوب وتويتر”.

ويوجد أكثر من 2.8 مليون مشترك يمني في فيسبوك حسب إحصائيات الشركة الأمريكية، لعام 2022م. ولايعرف المشتركين اليمنيين في يوتيوب لكنه أقل بكثير من فيسبوك.

وتحدث المسؤول لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام.

وتحتكر وزارة الاتصالات في صنعاء الخاضعة للحوثيين تزويد اليمن بالانترنت، ما يعني أن الحظر لا يقتصر على مناطق الحوثيين فقط بل حتى على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

 

إغلاق مصدر رزق

ومن شأن إغلاق منصات التواصل الاجتماعي في اليمن أن يضر بشكل بالغ بمن يعتمدون عليها للحصول على مصدر رزق، أو للحصول على التعليم.

وقالت سلمى محمد -37 عاماً- والتي تستخدم فيسبوك للترويج لبضائعها: سأخسر كل شيء، لا أملك محل تجاري واعتمد على تسويق المنتجات عبر فيسبوك، سأنتهي وعائلتي بحظر التطبيق.

وأضافت لـ”يمن مونيتور”: إذا حدث ذلك سنتضرر بشدة، أنا وعشرات وربما الآلاف ممن يعتمدون على فيسبوك كمصدر رزق.

أما محمد الشامي (21 عاماً) الموالِ للحوثيين فقال لـ”يمن مونيتور”: لا أتوقع أن نحظر فيسبوك ويوتيوب هي حملات للضغط على الشركتين إعادة القنوات المحذوفة ووقف التعامل مع خطابنا كأنه خطاب إرهابيين.

ويرى الشامي: أن فيسبوك ويوتيوب ستستجيب بأسرع وقت، فاليمن مهمة للشركتين!

ويتابع الشامي: إذ حدث وحظرت المنصتين سينقلب كثير من الموالين للجماعة وسيرون شيئاً لن يسرهم.

من جهته دعا ضيف الله الشامي، وهو وزير إعلام الحوثيين، عبر منصة إكس -تويتر- إلى المشاركة في بحظر المنصتين حتّى ترفعا قيودهما وتعيدا القنوات اليمنية، “يوتيوب وفيسبوك تستهدفان المحتوى المناهض للسياسات الصهيوأميركية”.

وطالب الشامي وزارة الاتصالات، التابعة للجماعة وغير المعترف بها بالتعاطي بمسؤولية مع “التصرفات العنصرية والانتقائية ومراجعة ترخيص عملهما في اليمن، فكثير من الدول أغلقت هذه المواقع المنحازة”.

ولا تحظر دول كثيرة فيسبوك ويوتيوب عدا الدول التي تصنف كدول منعدمة الحرية ومستبدة مثل: كوريا الشمالية، إيران، الصين، بنغلادش.

 

مخاوف المغتربين

كما أن إغلاق منصات التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى مشكلة كبيرة للغاية في تواصل المغتربين اليمنيين بعائلاتهم.

وتقول ياسمين علي (22 عاماً) وهي طالبة بكلية الإعلام في صنعاء إنها وعائلتها تتواصل يوميا مع ثلاثة من أشقائها المغتربين في المملكة العربية السعودية عبر فيسبوك: حظر التطبيق يعني تكاليف إضافية للتواصل، لا تستطيع والدتي النوم قبل أن تكون قد اتصلت واطمأنت عليهم.

تشير علي لـ”يمن مونيتور”: إن الحديث عن حظر فيسبوك ويوتيوب انتشر بسرعة في صنعاء وبين عائلات المغتربين، أمي تسألني كل يوم هل بيحظروا الاتصال مع اخوانك؟ فأجيب بتطمينها إن من الصعب حظره.

يتفق معها أحمد الآنسي (41 عاماً) الذي يعمل في مدينة جدة منذ 11 عاماً: لدي أربعة أطفال جميعهم في المدارس، كل يوم بعد انتهاء عملي أتواصل مع والدتهم عبر فيسبوك لمعرفة ما فعلوا خلال اليوم، مستواهم الدراسي واحتياجاتهم.

ويقول الآنسي لـ”يمن مونيتور”: منصات التواصل الاجتماعي جعلنا قريبين من عائلاتنا، خففت أوجاع الاغتراب وآلامه، حظرها يعني إغلاق نافذة الضوء التي تمدنا بالقوة لاحتمال الاغتراب.

يؤكد محمد الشرعبي (32 عاماً) الذي يعمل في مدينة الرياض كمهندس منذ 7سنوات، ما قاله الآنسي ويضيف: نرتبط بعائلاتنا وقرانا وأقاربنا، أعرف كل شيء من فيسبوك وتويتر، أوضاع منطقتنا وأبناء عمومتنا، نحن نتواصل ونعلق ونرد كأننا في نفس المكان، عامل كبير على صمودنا بعيدين عن عائلاتنا.

يقول الشرعبي الذي يملك طفلين لـ”يمن مونيتور”: ولد طفليّ وأنا في المملكة، لكني شهدت كل اللحظات بتصوير شقيقتي، لقد أذنت عند والدتهم وهم يسمعون، اكلمهم ووالدتهم وأهلي كل يوم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى