هل يهاجم الحوثيون القوات الأمريكية في البحر الأحمر؟-تحليل خاص
يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص:
بدأت القوات الأمريكية في التواجد على البحر الأحمر ومعظم المياه الدولية في المنطقة، خاصة البحر الأحمر، حيث يوجد مضيق باب المندب ذو الأهمية الاستراتيجية.
قال الأسطول الخامس إن قواته ستتواجد في المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية، يشمل عمل المنطقة الأسطول الخامس خليج عدن ومياه البحر الأحمر.
ووصل ثلاثة آلاف جندي إلى المنطقة وعبرت معظم القوات التي وصلت مياه الخليج العربي مياه البحر الأحمر. وستتواجد قوات في البحر الأحمر بينها السفينة باتان وهي سفينة هجومية برمائية يمكنها حمل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات ومراكب الإنزال. كما تقوم سفينة أخرى بنقل المارينز ومعداتهم وهبوطهم على الشاطئ.
عقب مرور هذه القوة وتمركزها قال الحوثيون إنهم سيهاجمون السفن الأمريكية إذا اقتربت من المياه اليمنية، قال حسين العزي وهو نائب وزير خارجية في الحكومة التابعة للجماعة وغير المعترف بها دولياً: أي اقتراب قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة.
وعادة ما كانت إيران تستخدم البحر الأحمر وخليج عدن لنقل الأسلحة المتفوقة إلى الحوثيين في اليمن.
وأكد المتحدث باسم الأسطول الخامس، القائد تيم هوكينز، أن الغرض من الانتشار هو “ردع النشاط المزعزع للاستقرار وتهدئة التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية”.
عادة ما تتواجد وقوات أمريكية قرب المياه اليمنية، سبق أن تعرضت القوات الأمريكية لعدة هجمات من الحوثيين في 2016م، ردت تلك القوات على الفور باستهداف أبراج مراقبة ومعسكرات للجماعة على طول سواحل البلاد الغربية.
لكن الوجود الأمريكي الحالي يتجاوز الأوضاع في 2016م، إذ أنه مرتبط بشكل كبير بأمرين اثنين:
الأول، عدم الوصول لاتفاق يخص العودة للاتفاق النووي الإيراني، والذي يخشى خلاله من توتر أكبر للأوضاع في المنطقة خاصة مع قيام إيران بأكثر من 20 عملية استهداف واستفزاز للسفن في المنطقة خلال العامين الأخيرين.
عادة ما تهدد إيران باستهداف الملاحة الدولية لفرض تصوراتها، تعرضت السفن للاستفزاز أو للهجمات في البحر الأحمر عندما تتوتر العلاقات الأمريكية-الإيرانية، في سبتمبر/أيلول الماضي نفذ الحوثيون عرضا عسكرياً في محافظة الحديدة في ذروة الاحتقان الأمريكي-الإيراني بشأن الملف النووي.
الأسبوع الماضي قال قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال شهرام إيراني إن القوة البحرية لبلاده قادرة على الانتشار في كل البحار والمحيطات، وتوفير أمن المنطقة وبلدانها.
الثاني، مرتبط بمحاولة الولايات المتحدة تأكيد وجودها العودة إلى المنطقة، ودعم الحلفاء التقليديين، المملكة العربية السعودية على وجه التحديد والدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، إذ يبدو أن المنطقة أصبحت أكثر قرباً -مقارنة بالأعوام السابقة- من روسيا والصين. تريد الولايات المتحدة تأكيد التزامها بأمن المنطقة على الرغم من رفضها مطالبات وضغوط إماراتية بتوقيع اتفاقية جديدة تلزمها بالدفاع المشترك.
وقال توربيورن سولتفيدت من شركة Verisk Maplecroft لاستخبارات المخاطر: “سيظل الأمن نقطة احتكاك في العلاقات الأمريكية الخليجية، حتى لو خف التهديد الذي تشكله الهجمات الإيرانية ضد الشحن على المدى القصير.
وأضاف: “سيستمر التصور بأن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لردع الهجمات الإيرانية ضد الشحن الدولي. إن الحاجة إلى نهج جديد واضحة “.
الأمر الأخر يبدو أن المنطقة دخلت حرب باردة جديدة كالتي استمرت عقوداً وانتهت في 1990م. فخلال الحرب الباردة تمكن الاتحاد السوفيتي من استخدام ميناء عدن كميناء لوجستي لسفنها وقواتها في المحيط الهندي.
بالمقابل يرى الحوثيون أنهم قادرين على استهداف الملاحة الدولية، أو السفن البحرية أو حتى الجزر اليمنية، طوال الأسبوع الماضي يقول الحوثيون إنهم سيبدؤون تجريب أسلحة بحرية جديدة على الجزر اليمنية خاصة تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
الوضع في البحر الأحمر ومضيق باب المندب معقد أكثر بكثير من عام 2016م، وأي إمكانية لحدوث هجوم جديد ضد الملاحة الدولية يمكن أن يزيد التعقيد وقد يدفع لمعركة سريعة كما سيدفع البلاد إلى أتون معركة دولية غير متوقع نتائجها.