أبي ..الأيام تمر دون أن تكون بيننا, انتهى العام الدراسي ورمضان على الأبواب وأنت لم تعد بعد.. مازال يوم اختفاءك أشقى أيام حياتي وانتظارك أقسى أيام عمري.
أبي ..الأيام تمر دون أن تكون بيننا, انتهى العام الدراسي ورمضان على الأبواب وأنت لم تعد بعد.. مازال يوم اختفاءك أشقى أيام حياتي وانتظارك أقسى أيام عمري.
كل صباح أفتح عينيّ على أمل أن تكون قد عدت فلا أرى سوى الحزن حل في دارنا بعد اعتقالك، كلما دق باب المنزل أكون أول من يهرع كي أفتح لعل وجهك يطلّ عليّ من فتحة الباب فلا يطلّ سوى الغياب..
سؤالي للجميع متى يعود أبي يبّكي كل من حولي، لم أعد أجرؤ على السؤال حين أرى وجه أمي الملتاع الحزين وقلب جدتي الفارغ يدعو في هزيع الليل..
أسمعهم يتحدثون عن تركك للطعام حتى يطلقوا صراحك فيغص حلقي بالطعام وأنا أتذكر جوعك، أسمعهم يتحدثون عن تعذيبك وإيذائك فيعتصر الوجع جسدي وروحي من أجلك.
كلما ذهبت أنا وأمي وجدتي مع أقارب المعتقلين مثلك نطالب بحريتك ورأيت أطفالا مثلي يشتاقون لآبائهم وإخوانهم أدرك أن وجعنا هو وجع وطن بأكمله ففي كل مرة نعود بلا أمل في أطلاق سراح المعتقلين حينها يزداد غضبي وكراهيتي لهؤلاء الطغاة الذين لا يرحمون طفولتنا أو يخجلون من مكانة المرأة في مجتمعنا.. لقد داسوا على كرامتنا حين داسوا على شعور النساء.
لا أدري أي ذنب فعلت يا أبي وأنت قلب حنون.. أي جرم أستحق حرماني منك وإبعادك عني خلف القضبان، لماذا يصادرون حريتك وفرحتي بقدومك أليس لهم أطفال مثلك ينتظرون؟
إلى من نلجأ كي تعود إلينا؟ كي يجمعنا افطار رمضان وسنا لياليه المباركة..
وكيف يا أبي لو أتي العيد وأنت كنت لنا العيد ولكنك بعيد..