اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

ذا ناشيونال: الخطأ المُكلّف لتنظيم القاعدة في اليمن

المادة مترجمة عن صحيفة “ذا ناشيونال” والذي يضع السلبيات للتنظيم وأخطاءه وفقاً لعملية المكلا. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة
قالت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية إن خطأً ارتكبه تنظيم القاعدة في اليمن كان مكلفاً للغاية في استراتيجيتها بمدينة المكلا جنوبي اليمن.
وأضافت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية: “هناك قاعدة صارمة في السياسة تقول بأنَّ النجاح يجلب الأموال والأتباع؛ فكل حزب سياسي أو استراتيجية ناجحة يتمّ تقليدها واستنساخها في أماكن أخرى من العالم. ولعلّ أفضل مثال على ذلك في السياسة الغربية هو مصطلح “الطريق الثالث” الذي طرحه بيل كلينتون في الولايات المتحدة وتوني بلير في المملكة المتحدة. لقد ألهم نجاحهما الانتخابي حركات مماثلة في إيطاليا وألمانيا وهولندا”.
وكما هو الحال مع السياسة، ينطبق الأمر نفسه على الجهادويّة.  تبدو الجهادويّة مذهلة في البداية، ولكن باستخدام عدسة السياسة في محاولة لفهم الطبيعة المتطورة للجهاد تبدو ثاقبة ونافذة البصيرة.
وتابعت الصحيفة: “فلنأخذ على سبيل المثال استيلاء تنظيم القاعدة الأخير على مدينة “المكلا” على الساحل الجنوبي لليمن. في ربيع العام الماضي، في ظل إنشاء التحالف السعودي ضد الحوثيين، استغل تنظيم القاعدة غطاء عدم الاستقرار في بقية اليمن للانتقال إلى المكلا والاستيلاء على المباني الحكومية. وقد ظلّوا هناك، وفرضوا سيطرتهم على ميناء ثالث أكبر مدن البلاد، لمدة سنة تقريبًا. وفي الشهر الماضي، أخرجتهم القوات اليمنية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.”
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستيلاء على المكلا محاولة من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لمحاكاة منافسها الأكثر نجاحًا في الرقة: تنظيم الدولة الإسلامية. ويطمح كلا التنظيمين، بطبيعة الحال، إلى الجهاد العالمي، وكلاهما يسعى إلى جذب المجندين من مختلف أنحاء العالم.
ولكن حتى مع الاستيلاء على مدينة المكلا، كانت هناك اختلافات هامّة في الكيفية التي سعى بها كل تنظيم إلى خوض الجهاد.
وقالت الصحيفة: “تنظيم داعش، الذي انبثق من تنظيم القاعدة في العراق، سعى لإقامة دولة واستخدم ذلك لإعلان الجهاد في البلدان المجاورة وفي الخارج. يسيطر التنظيم اليوم على شبه دولة، ولديه ما يشبه الجيش النظامي والضرائب ويسيطر على الملايين من المدنيين. والهدف من ذلك هو جذب المجندين لهذه الدولة الجديدة من أي مكان في العالم”.
تنظيم القاعدة، حتى قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كان مجرد جماعة تؤمن بنشر أيديولوجيتها بدلًا من أراضيها. وعلى الرغم من وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان، إلّا أنّه لم يشكّل دولة؛ بل كان في ضيافة حركة طالبان، التي كانت تسيطر على البلاد.
وتتطرق الصحيفة إلى الأيام الأولى من “خلافة” داعش، حيث هاجم قادة تنظيم القاعدة، داعش، للسيطرة على الأراضي، وحذّروا من أن ذلك يدعو إلى الانتقام والدمار.
ولكن كما هو الحال مع السياسة، فالنجاح يغيّر العقول. وفقًا لمعايير الجهادويّة، كان تنظيم داعش ناجحًا، على الأقل حتى الآن. لقد سيطر أعضاؤه على الأراضي، وأصبحوا أثرياء من مداهمة البنوك وبيع النفط وفرض الضرائب على المدنيين. ونجحوا في جذب المجندين من مختلف أنحاء العالم، ونفذوا هجمات ناجحة خارج أراضيهم.
كل ذلك أدى إلى المكلا، حيث سعى تنظيم القاعدة إلى الجمع بين استراتيجيتين: استراتيجية “القلوب والعقول” التي استغلها التنظيم لفترة طويلة، مع استراتيجية بناء الدولة التي تبناها داعش.
استخدم تنظيم القاعدة استراتيجية الاستحواذ على القلوب والعقول منذ أن كان في العراق. يسعى التنظيم إلى تضمين مقاتلي تنظيم القاعدة في المجتمعات التي يعمل فيها، حتى لا ينفر السكّان المحليين. في المكلا، هذا يعني رد الضرائب للسكان التي سبق وأن دفعوها للحكومة المركزية، وإصلاح الطرق، وحتى تسمية أنفسهم “أبناء حضرموت” (اسم المحافظة التي توجد فيها المكلا). والهدف هو التظاهر بأنَّ التنظيم ليس دخيلًا، بل جزءًا من المكلا.
وتشير الصحيفة الإماراتية الرسمية أنه: “وفي الوقت نفسه، اعتمد تنظيم القاعدة استراتيجية بناء الدولة، وفرضَ الرسوم الجمركية على السفن، وقام بدوريات في الشوارع، والأهم من ذلك كله، بيع النفط. كان التنظيم يرغب بشدة في اعتراف رسمي من الحكومة المركزية اليمنية، وفي خريف العام الماضي، عرضَ صفقة مناسبة: إذا منحت الحكومة تنظيم القاعدة وثائق رسمية تسمح له ببيع النفط الخام، فإنه سيمنح الحكومة 75 بالمئة من الأرباح. رفضت الحكومة اليمنية، مع إدراك أنَّ هذا من شأنه أن يمنح التنظيم خطوة ناجحة على صعيد العلاقات العامة”.
لقد وضع استعادة السيطرة على المكلا حدًا لتجربة تنظيم القاعدة. وعلى الرغم من أنه قد لا يبدو مثل ذلك، من وجهة نظر مكافحة الإرهاب، فإنَّ استراتيجية بناء الدولة هي المفضلة لنمط الجهاد السابق لتنظيم القاعدة. ولذا، فمن السهل هزيمة تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، والدول في طور التكوين من هزيمة الجهاد عديم الجنسية.
والسبب في ذلك هو أنَّ الأيديولوجيات المتطرفة تروق لعدد قليل من الأشخاص. وللذهاب أبعد من ذلك تحتاج الجماعة إلى حركة سياسية يمكن أن تتوسّع خارج نطاق المؤمنين الحقيقيين.
وتقول الصحيفة: “بناء الدولة يعني مأسسة الأفكار المتطرفة جنبًا إلى جنب مع البيروقراطية. وهذا يعني السيطرة على ما يتم تدريسه في المدارس. وبالتالي يتأثر كل من الجيل الحالي وكذلك الجيل المقبل. وفي حين هذا يوفر أرضية خصبة لتجنيد مقاتلين جدد، فهذا يعني أيضًا أن العديد يدعمون التنظيم ببساطة لأنهم يريدون الاستمرار فحسب. إنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين، بل يسعوا ببساطة إلى الحكم الرشيد”.
الجانب السلبي، بالنسبة للتنظيم، هو أن لديه عنوان محدد الآن، موقع معين يمكن أن يتعرض للهجوم. لقد صمد تنظيم القاعدة واستمر لسنوات في حالة فرار بعد عام 2001، في حين تمّ تدمير قواعده في أفغانستان في غضون أشهر.
الجانب السلبي الأكبر للمتطرفين هو أنّه من الأسهل طرح السردية المضادة للحكم الرشيد. عندما يتم إعادة تثبيت الحكومة اليمنية، وتشكيل حكومات أفضل عبر الأراضي السورية والعراقية، مَن سيرغب حينها في العيش تحت داعش أو القاعدة؟
وتختم الصحيفة بالقول: “هذه هي قيمة النظر إلى الإرهاب عبر عدسة السياسية، لأنّها تشير إلى حل أفضل على المدى الطويل. في كل مكان سيطر المتطرفون على المدن والبلدات، في أفغانستان، والعراق، وسوريا؛ لقد فعلوا ذلك بسبب عدم الاستقرار. وسواء كان داعش أو تنظيم القاعدة، فإنَّ نجاحهما متجذر في فشل السياسة. لقد ظهرت هذه الجماعات بسبب الحكم السيئ ومن ثمّ يمكن القضاء عليها من خلال الحكم الرشيد”.
المصدر الرئيس
Al Qaeda has made an expensive mistake in Yemen
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى