بورتريه

عباس المطاع.. شاعر كبير مطيع للأغنية والقصيدة

محمد السامعي

الشاعر الكبير المرحوم عباس المطاع، بالنسبة لي يعد واحدا من أجمل وأعذب وألطف الشعراء الغنائيين في اليمن.

له إسهام كبير في كتابة العديد من الأغاني اليمنية الشهيرة التي غناها فنانون كثر على مدى عقود، خصوصا الأغاني ذات اللون الصنعاني الفريد الآسر للقلب والروح.

عندما تسمع له قصائده أو تقرأها تحس بكمية هائلة من المشاعر والأحاسيس والذوق والفن والإتقان الشعري المميز الذي يريح الروح ويكشف عن قوة شعرية وشاعرية فريدة لدى المطاع الذي أطاع القارئ والمستمع والأغنية والقصيدة .

الشاعر الصنعاني الذي ولد في مناخة عام 1928، وتوفي عام 1993، كتب كلمات واحدة من أشهر الأغاني اليمنية الفرائحية المرتبطة بالعيد (آنستنا يا عيد) التي غناها الفنان الكبير المرحوم علي بن علي الآنسي، وهي أغنية ما زالت في صدارة الأغاني المحلية، ولم يستطع أي فنان منذ عقود أن يأتي بأحسن منها أو مثلها فيما يتعلق بأغاني العيد رغم التكرار الكبير والممل في إنتاج أغان “عيدية” .

هو أيضا صاحب كلمات الأغنية الشهيرة ” ليت والله والأيام ثواني” التي غناها الفنان الكبير أحمد السنيدار، وغناها بعدها فنانون آخرون، حيث تتسم بعذوبة الألفاظ وقوة الأحاسيس، وقافية موحدة تحمل جاذبية فريدة ورائعة.

ومن بين الأغاني الفريدة التي كتب كلماتها المطاع أغنية “من علمك يا طويل العمر هذا التجني.. بالله من علمك “.. غناها الفنان الكبير علي الآنسي، وجددها الفنان الكبير فؤاد الكبسي بقالب حديث فريد وجذاب، وهي أغنية سمعتها بصوت الكبسي عشرات المرات دون ملل، وكون القصيدة أيضا تحمل قصة واقعية دفعت الشاعر إلى حياكة هذه الكلمات بقالب وذوق شعري جذاب.

ويقال حول هذه القصيدة، إن” والد عباس المطاع كان في السجن وزوجته تعمل لإعالة أولادها وزوجها، وفي السجن تعرف على أحد المشائخ، وبعد سنوات أطلق سراحه، وبدلًا من الرعاية والاهتمام بأسرته ورد الجميل لزوجته على كفاحها في محنته، تزوج بابنة الشيخ الذي عرفه في السجن وترك أسرته، فنظم عباس القصيدة على لسان أُمه.

من أبيات هذه القصيدة:

من علمك يا طويل العمر هذا التجني

بالله من علمك

ومن سمح لك بظلمي له مائة ألف جني

والهاك عن مُغرمك

والله ما كنت متوقع ولا كان ظني

بأنني شاعدمك

واليوم أنا ابكي مع الأطيار وانوح واغني

أو محدن كلمك

يا حلو حبيتك أكثر من حياتي ومني

لكن أسف ما اهرمك

كما كتب المطاع قصيدة الأغنية الوطنية المعروفة “نحن الشباب” التي غناها المرحوم الآنسي:

لبيك يا يمن الحضارة والخلود

لبيك يا رمز البطولة والصمود

بدمائنا وبلا حساب

سنفتدي أرض الجدود

والشاعر له أكثر من كتاب وديوان شعري، منها ديوان تحت عنوان ” أشواق وأشواك الذي صدر بداية التسعينيات ” وهذا الاسم  استخدمته قناة اليمن الفضائية التي سمت أحد المسلسلات التلفزيونية باسم هذا الديوان قبل حوالي 15 عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى