مظاهرات وإضرابات تجتاح مُدن يمنيّة احتجاجا على انهيار العملة وتدهور الخدمات
يمن مونيتور/ رصد خاص
اجتاحت موجة مظاهرات واسعة، قدرت بالآلاف، مدن يمنية واسعة، احتجاجاً على انهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وتدهور الخدمات، أبرزها انقطاع الكهرباء عن المدن الساحلية بالتزامن مع موجة حر شديدة تشهدها البلاد.
وقال مرسل “يمن مونيتور”، إن مشات المحتجين قطعوا عدداً من الشوارع في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت؛ وقاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات ورددوا هتافات تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة.
كما قام المحتجون بإجبار محلات الصرافة مطالبين المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتردي، وعمل المعالجات الفورية لتفاقم معاناتهم.
على صعيد متصل، وجه محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي بإيقاف بيع وشراء العملات الأجنبية، بالتزامن مع تواصل إنهيار الريال اليمني أمام العملات الصعبة، حتى اشعار آخر.
وفي اتصال هاتفي، وجه المحافظ مديري فرع البنك المركزي بمدتني المكلا وسيئون، بمراقبة محال الصرافة، وتوجيهها بإيقاف كافة عمليات البيع والشراء للعملات الأجنبية، سواء بالنقد أو عن طريق الشيكات أو داخل حسابات العملاء، ابتداءً من اليوم وحتى إشعار آخر، مع بقاء التعامل باستلام الحوالات في محال الصرافة.
وشدّد محافظ حضرموت على الأجهزة الامنية بمراقبة اي تجاوز لعمليات بيع العملات الاجنبية في عموم حضرموت.
احتجاجات وإضرابات في لحج وتعز وعدن
على الصعيد ذاته، شهدت محافظة لحج (جنوبي اليمن) صباح اليوم الأربعاء، تظاهرات بعدد من مديرياتها احتجاجا على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء وانهيار سعر الصرف.
وعلى خطى المتظاهرين في حضرموت، أشعل مئات المحتجين النيران بإطارات السيارات في شوارع مدينة الحوطة مركز المحافظة، وقاموا بإغلاق الطرقات واضرموا النار فيها.
وندد المحتجون بانهيار الأوضاع وتردي الخدمات وارتفاع الأسعار بفعل انهيار الريال اليمني, مطالبين بضرورة إصلاح الأوضاع بشكل جذري.
وشهدت مدينة تعز جنوب غربي اليمن، اضراب شامل للمحلات التجارية في ظل احتجاجات غاضبة تندد بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة الوطنية.
وفي مدينة عدن، التي تتخذ منها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة لها، تظاهر العشرات من المحتجين في مديرية المنصورة، وقاموا بإغلاق الطريق العام وأحرقوا الاطارات التالفة فيها، احتجاجا على تردي خدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء والمياه وانهيار العملة.
وخلال الأسبوع الأخير، شهد الريال اليمني خسائر جديدة في قيمته السوقية أمام العملات الأجنبية في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دولياً، في ظل وضع معيشي واقتصادي في غاية السوء يعيشه معظم المواطنين.
وحسب مصادر مصرفية، بعد تجاوز الدولار حاجز 1400 ريال، أصبح يقترب من تجاوز حاجز 1500 ريال، في أول تدهور من نوعه يشهده الريال، منذ إعلان نقل السلطة، في أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وينعكس انهيار العملة الوطنية على أسعار السلع والخدمات. ويحذر اقتصاديون من تأثر كبير للاقتصاد اليمني بسبب استمرار تهاوي الريال.
وفي مناطق جماعة الحوثي شمالي البلاد تستمر أزمة السيولة النقدية، في بقيت قيمة الريال اليمني عند 525 ريالاً للدولار الواحد. ويقول خبراء ماليون واقتصاديون إنه قيمة غير حقيقية ويفرضها الحوثيون بالقوة لكنها لا تنعكس على أسعار السلع والخدمات التي ترتفع باطراد منذ سنوات.
يشهد البلد حرباً اقتصادية فاقمت من معاناة البلد الأفقر في المنطقة، والذي يرزح تحت وطأة حرب منذ أكثر من ثماني سنوات دمّرت معظم مرافقه الخدمية، وألحقت باقتصاده خسائر تصل إلى 126 مليار دولار وفق الأمم المتحدة.