تنديد يمني وعربي بإحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد
يمن مونيتور/وكالات
تواصلت اليوم الخميس الردود العربية المنددة بحرق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية، لليوم الثاني، وسط مطالبات بطرد سفراء السويد ومقاطعة منتجاتها ردًا على سماحها بهذه “الجريمة”.
وأدانت الحكومة اليمنية، بأشد العبارات قيام أحد الموتورين التابعين لليمين المتطرف في السويد بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
وأكد البيان أن تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة من قبل حركة متطرفة بغيضة يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الاساءات المتكررة.
ودعت الحكومة اليمنية إلى اتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تلك الاساءات التي تستهدف نشر ثقافة الكراهية ولا تؤمن بقيم التسامح.
وأدانت الخارجية المصرية في بيان قيام “متطرف” بهذا الفعل، واصفة ما تم بأنه “فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية”.
وأعربت مصر عن “بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخرًا في بعض الدول الأوروبية”، مؤكدة على “مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية”.
وكان سويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عامًا)، قد مزق أمس الأربعاء نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحت الشرطة تصريحًا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
“تحريض على الكراهية”
بدورها، أدانت دولة قطر بأشد العبارات الخميس سماح السلطات السويدية بحرق نسخ من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم”.
وشددت وزارة الخارجية في بيان على أن هذه الواقعة “الشنيعة تعد عملًا تحريضيًا، واستفزازًا خطيرًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لاسيما في عيد الأضحى المبارك”.
وحذرت الوزارة من أن “السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير، يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة”.
من جهتها أدانت الخارجية اللبنانية، الخميس هذا الفعل، واعتبرته “اعتداء على مقدسات المسلمين واستفزازًا لهم، ويزيد من حدة الإسلاموفوبيا والكراهية”، ودعت إلى “وضع حد نهائي لهذه الاستفزازات واعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون”.
وذكر بيان لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن الأردن استدعى اليوم الخميس السفيرة السويدية في عمّان احتجاجًا على حرق نسخة من المصحف في ستوكهولم.
وأوضح البيان أن الوزارة أبلغت السفيرة “احتجاج الأردن الشديد على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم يوم أمس الأربعاء”.
كما استنكرت الخارجية البحرينية في بيان الحادث، وعدته “عملًا بغيضًا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم، وإساءة مرفوضة وتحريضًا على الكراهية والعنف”، داعية إلى “ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكراره”.
واستدعى المغرب سفيره بالسويد كريم مدرك، إلى المملكة “لأجل غير مسمى” للتشاور، كما تم إبلاغ القائم بأعمال السفارة السويدية “رفض” ما تم، وفق بيان لوزارة الخارجية المغربية.
وفي سياق متصل، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات سماح السلطات السويدية بهذا الأمر، منددًا بـ”تساهل السلطات مع هذا الفعل الشنيع”، و”محملًا حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات هذه الواقعة النكراء”.
الأزهر يدعو لمقاطعة المنتجات السويدية
بدوره دعا الأزهر الشريف في بيان، “دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بإصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف”، مطالبًا “الحكومات الإسلامية باتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه انتهاكات حرق المصحف”.
كما دعا زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر في بيان إلى الخروج بتظاهرة “غاضبة” ضد السفارة السويدية بالعاصمة بغداد، مطالبًا الحكومة بطرد سفيرها، ورفع الجنسية العراقية عن الشخص الذي قام بحرق المصحف.
والأربعاء، لقي الحادث إدانات عربية واسعة من السعودية والكويت والأردن وفلسطين ، بجانب هيئات عربية مثل مجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي وحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بفلسطين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلبنان.
وطالبت بيانات منفصلة من تلك الدول والهيئات بوقف العنصرية والمساس بالمقدسات.
يُذكر أن هذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.