عربي ودولي

ناشونال إنترست: العلاقات الأمريكية الصينية لا تزال هشة رغم زيارة بلينكن

يمن مونيتور/قسم الأخبار

في محاولة للحد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين وإحياء قنوات الاتصال على أعلى مستوى بين الجانبين لتوطيد علاقاتهما المتذبذبة، زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بكين مؤخرا. وكانت هذه هي الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي للصين منذ عام 2018. كما أنه أكبر مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ تولي جون بايدن مقاليد الرئاسة عام 2021.

 

ويقول الدكتور دين بي. شين أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية رامابو بنيوجيرسي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، إنه سبق هذه الزيارة لقاء بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج على هامش قمة العشرين في بالي بإندونيسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث اتفق الرئيسان على معالجة خلافاتهما بمسؤولية. وكان من المقرر أساسا أن يقوم بلينكن بزيارته للصين في شباط/ فبراير الماضي، ولكنه سرعان ما ألغى زيارته بسبب رصد أمريكا لمنطاد وإسقاطه، حيث تقول المخابرات الأمريكية إن المنطاد يستخدم للتجسس على أمريكا الشمالية.

وفي بكين، أوضح بلينكن أن إدارة بايدن تثمن توفر علاقات مسؤولة بين واشنطن وبكين. وحدد ثلاثة أهداف لزيارته، تعتمد جميعها على مبدأ رئيسي، مفاده “يتطلب التنافس الشديد دبلوماسية مستدامة لضمان عدم تحوله إلى مواجهة أو صراع”.

وأول هذه الأهداف ضرورة فتح خطوط الاتصال حتى يتمكن الجانبان من إدارة علاقاتهما بمسؤولية وتجنب سوء التفاهم. وثانيا، أكد بلينكن أهمية تعزيز مصالح وقيم الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، بما في ذلك “التحدث بشكل مباشر وصريح” عن هذه المخاوف مع بكين. وثالثا، يعتقد بلينكن أن بوسع الدولتين القيام بصورة مشتركة بـ” استكشاف إمكانيات التعاون بشأن التحديات العابرة للحدود”.

وليس من الواضح ما إذا كانت الدبلوماسية عالية المستوى قادرة على تغيير مسار العلاقات الأمريكية الصينية، التي لا تزال تتجه نحو عداء أكبر. ولكن على الأقل، سوف يتيح استئناف المحادثات والاتصالات للجانبين التعبير عن نواياهما بشكل أكثر وضوحا. ومن المرجح أن تمهد زيارة بلينكن الطريق أمام المزيد من الاجتماعات عالية المستوى بين واشنطن وبكين. والصين مهتمة بوجه خاص بالاجتماع بمسؤولي السياسة الاقتصادية لأمريكا الذين يعتزمون زيارتها، وذلك في ضوء التباطؤ الاقتصادي الصيني، والقلق بشأن حظر واشنطن المفروض على الاستثمارات الخارجية وتصدير التكنولوجيات المتقدمة للصين. وتردد أن شي يتطلع للقيام بأول زيارة له للولايات المتحدة منذ عام لحضور اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في سان فرانسيسكو، حيث من المتوقع أن يلتقي ببايدن.

ورغم أن وصف بايدن لشي بأنه ديكتاتور أثار استنكار بكين، أكد بايدن أمس الخميس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض أنه لا يزال يأمل لقاء الرئيس الصيني في “الأمد القريب”.

ويقول الأكاديمي الأمريكي شين إنه رغم تفاؤل بايدن، تبقى الحقيقة الموضوعية التي مفادها أن العلاقات بين الدولتين لا تزال هشة للغاية ومستوى الثقة المتبادلة بينهما منخفض لدرجة أن أي صراعات جديدة يمكن أن تدفع وفاقهما الهش إلى حالة اختلال توازن مرة اخرى. ولا يمكن لقوة الصين وطموحاتها المتزايدة إلا أن تؤدي إلى زيادة القلق واليقظة من جانب واشنطن.

وسوف تسفر انتخابات الرئاسة في تايوان والولايات المتحدة العام المقبل، في كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر على التوالي، عن حالات جديدة من الغموض، فافتراض انتخاب مرشح قومي آخر أكثر تشددا في تايوان قد يزيد من اقتناع شي بأن الموقف يتطلب المزيد من التصعيد، أو حتى غزو تايوان.

وبالنسبة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قد لا تكفي منافسة بايدن الشديدة مع الصين لإرضاء المشاعر المعادية للصين بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتضمن إعادة انتخابه. وسوف يؤدي وجود رئيس أكثر تشددا في البيت الأبيض إلى تقويض أسلوب التعايش الذى عمل بلينكن جاهدا لإحيائه.

ويقول شين إن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون أكثر بصيرة إزاء مدى وفعالية استقرار العلاقات مع الصين بعد سنوات من المواقف العدائية من الجانبين. وليس من المضمون بشكل تام ما إذا كان الرأي العام الأمريكي مستعدا لقبول نهج الرئيس وما إذا كانت بكين على استعداد حقيقي للتجاوب مع مبادرات واشنطن.

 

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى