“مذبحة هران”.. أبشع جرائم الحوثيين في اليمن
يصادف اليوم السبت الـ21 من مايو، الذكرى الأولى للجريمة البشعة التي ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة بتعريضها حياة العشرات من المختطفين في سجونها للقتل المباشر. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يصادف اليوم السبت الـ21 من مايو، الذكرى الأولى للجريمة البشعة التي ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة بتعريضها حياة العشرات من المختطفين في سجونها للقتل المباشر من خلال وضعهم أهدافا بشرية في أحد سجونها بمحافظة ذمار جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء.
سياسيون، صحفيون، ناشطون، ومواطنون عاديون، زجت بهم الجماعة المسلحة في أحد سجونها بمنطقة “هران” ، وهو موقع عسكري يتعرض لقصف طيران التحالف، وحسب إفادات شهود عيان فإن الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” تمركزوا في جبل هران، ونصبوا على قمته مضادات الطيران، فيما استخدموا مقر إدارة حديقة هران كمخزن أسلحة وسجن غير قانوني لمعارضيهم”.
عبدالله قابل ويوسف العيزري، صحفيان يمنيان شابان كانا ضمن المختطفين الذين أودعوا سجن “هران” السري، الذي حوله الحوثيون الى مستودع سلاح قبل أن يتم اتخاذه معتقل لخصومهم، وهناك حدثت الجريمة البشعة.
كان قابل والعيزري عائدان من تغطية مهرجان قبلي مناهض للحوثيين في مدخل مدينة ذمار، قبل أن تستوقفهم نقطة للحوثيين وتختطفهم بعد مصادرة كاميراتهم وهواتفهم الشخصية.
وفقاً لرواية الشهود الذين استمع إليهم “يمن مونيتور” فإن الحوثيين ربطوا أعينهم وأخذوهم إلى هران مباشرة، حيث مكثا يومين هناك، قبل أن يتعرض معتقلهما للقصف الجوي من طيران التحالف العربي.
مصادر في عائلة الصحفييْن قالت لـ”يمن مونيتور” إنهم ترددوا على هران أكثر من مرة للسؤال عن المختطفين، لكن الحوثيين كانوا يمنعونهم من الدخول في كل مرة، بحجة أن هذا موقع عسكري وأثري يمنع الدخول إليه.
وتضيف المصادر، “في اليوم الثاني وبعد التواصل مع قيادات حوثية قالوا إنهما محتجزان لديهم وانهما سيمكثان 3 أيام فقط، حتى استكمال التحقيق معهما، لكن اليوم نفسه شهد عدة غارات جوية من قبل طيران التحالف استهدف مناطق عسكرية ومدنية في ذمار.
إحدى الغارات استهدف حديقة هران ومركز الرصد الزلزالي، والأولى تحتوي على ثلاثة مباني كان الحوثيون يحتجزون فيها، حسب الشهود، نحو 73 شخصاً ولم يوثق منهم سوى 12 فقط.
فرض مسلحو الحوثي طوقاً أمنياً على المنطقة، ومنعوا دخول فرق الإنقاذ والتحقيقات إلى هناك، في محاولة منهم لطمس آثار الجريمة البشعة التي ارتكبوها نتيجة تعريضهم حياة العشرات للموت المحقق، من خلال تحويلهم إلى دروع بشرية في مخازن للسلاح ومواقع يعلم المسلحون أنها ستكون عرضة لقصف التحالف الذي يخوض حرباً ضدهم منذ 26 مارس/ آذار 2015.
تم التعرف على جثث 11 شخصاً فقط، حسب تقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها لندن، ضمن ضحايا القصف الذي استهدف “هران”، بينهم الصحفيان قابل والعيزري، وأمين الرجوي القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعشرة مواطنين آخرين، بينهم طبيبان وناشط سلفي.
نقابة الصحفيين اليمنيين اعتبرت جريمة قتل الصحفيين قابل والعيزري عير اتخاذهما دروعاً بشرية، عملاً ارهابياً بشعاً ضد الصحفيين في اليمن”، أدرجتها منظمات حقوقية ضمن جرائم الحرب ضد المدنيين.
واليوم السبت، تنطلق تظاهرة الكترونية للمطالبة بأخذ حق الضحايا ولتذكير العالم بواحدة من أبشع جرائم الحوثي في حربه على اليمنيين.
وفي ذمار، المدينة التي حدثت بها الجريمة، يعتزم ناشطون وإعلاميون وحقوقيون تنظيم زيارة ضريح شهيدي الحقيقة وفرسان الكلمة، يوسف العيزري وعبدالله قابل، وتنفيذ وقفة حداد وصمت وقراءة الفاتحة على أرواحهما”.
والأربعاء الماضي، اتهمت منظمة “العفو الدولية” الحوثيين بالقيام بعمليات اعتقال “وحشية” لمعارضيهم وإخفاء قسري وإخضاع الموقوفين لعمليات تعذيب.
وأصدرت المنظمة تقريرا اتهمت فيه الحوثيين وحلفاءهم في اليمن، بتنفيذ حملة اعتقالات “وحشية” بحق المعارضين لهم في المناطق التي يسيطرون عليها، وإخضاع موقوفين لعمليات تعذيب وإخفاء قسري.
واستند التقرير إلى “ستين حالة احتجاز قام بها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح بين كانون الأول/ ديسمبر 2014 وآذار/ مارس 2016، في شمال البلاد وغربها، خصوصا في محافظات صنعاء وإب وتعز والحديدة.
وقالت المنظمة، ومقرها لندن، إن الاعتقالات استهدفت “شخصيات سياسية معارضة، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وصحفيين، وأكاديميين وغيرهم”، وإن العديد من هؤلاء احتجزوا بشكل سري “فترات طويلة، وعانوا من التعذيب وأشكال أخرى من المعاملة السيئة، ومنعوا من التواصل مع محام أو عائلاتهم”.
ونقلت المنظمة، عن أحد المعتقلين المفرج عنهم، أن المتمردين “عذبوه لتسعين دقيقة. كان معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره وتعرض للضرب بعصا في مختلف أنحاء جسمه”، وأن “المحققين عرضوه أيضا لصدمات كهربائية في الصدر والعنق والذراعين والفخذ”.
ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، اختطفت جماعة الحوثي المسلحة المئات من مناوئيها وأودعتهم سجوناً سرية تابعة لها، وأخفت بعضهم قسرياً ومنعت الزيارة عنهم.
وما يزال المئات من المناهضين لجماعة الحوثي والرئيس السابق، بينهم نحو 12 صحفياً في العاصمة وحدها، يقبعون في سجون الحوثي، ومؤخراً بدأ الصحفيون بتنفيذ اضراب عن الطعام، احتجاجاً على ما يمارس ضدهم من أعمال تعذيب وتضييق داخل سجن احتياطي هبرة بصنعاء.