أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

السيسبان”.. شجرة ضارة تهدد التنوع الحيوي في اليمن

يمن مونيتور/تقرير خاص

يعد انتشار شجرة السول “السيسبان” الأمريكية من أكبر التحديات التي تواجه التنوع الحيوي والبيئي وصولا إلى غزو مساحات واسعة من المناطق الزراعية في كثير من محافظات الجمهورية.

ونتيجة لسرعة انتشار شجرة السول الأمريكية وخصوبة التربة تحولت مساحات شاسعة من الأراضي والوديان في اليمن وتحديدا في الساحل الغربي، وأبين، وحضرموت، وشبوة ، وعدن، ولحج، إلى مستوطنات للسول يصعب على المزارعين مقاومتها.

وتم استيراد شجرة السول الأمريكية بهدف مكافحة الرمال المتحركة (التصحر) وتثبيت الكثبان الرميلة والحفاظ على الأراضي الزراعية ضمن مشروع نفذته منظمة الزراعة والأغذية الدولية (الفاو) عام 1994 م.

وتنتمي شجرة السول الأمريكية إلى البقوليات المثمرة فيما تتمتع أغصانها بأشواك كثيفة ضارة على الإنسان والحيوان وتمتد سيقانها ما يزيد عن 10 أمتار فيما يصل جذورها إلى ما يزيد عن 30 مترا تحت الأرض مما يشكل خطرا على المياه الجوفية.

وعمل كثير من الرعاة في اليمن على الاستفادة من ثمار شجرة السول بعد جمعها وطحنها كغذاء للحيوانات إلا أنهم تنبهوا بعد تكرار إصابات الحيوانات بالمرض، وأن ثمارها ضارة وقد تتسبب في الوفاة في حالة تناولت المواشي كميات كبيرة منها وفقا لأحد الرعاة في وادي تهامة.

وقال عبد الرحمن بحر إن عددا من الماشية تأثرت جراء إطعامها ثمار السول فيما خسر ما يزيد عن 500 ألف ريال كعلاج للأغنام في الأعوام الماضية (فترة الجفاف)، فيما مات أكثر من 15 رأسا من الأغنام قبل أن يكتشف السبب.

فقدان الأراضي

وشكلت شجرة السول في محافظة أبين (جنوب اليمن) عائقا أمام المزارعين حيث بلغت الأراضي التي تغطيها شجرة السول الأمريكية ما يزيد عن مئة ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة وفقا لمكتب الزراعة.

وتساعد السيول والأمطار الموسمية من تكاثر وانتقال شجرة السول إلى مناطق لم تكن تتواجد فيها من قبل مما يزيد من حجم الكارثة.

وخلال الأعوام الماضية عملت بعض المنظمات المجتمعية على استعادة بعض من الأراضي الزراعية وتوعية المزارعين في كيفية مقاومتها واجتثاثها والحد من انتشارها إلا أنها سرعان ما توقفت نتيجة الحروب التي تشهدها البلاد وغياب الدعم.

وقال سالم حمود متخصص في المجال الزراعي إن شجرة السول تشكل كارثة على الأراضي الزراعية والمياه الجوفية في اليمن بشكل عام والمناطق التهامية التي تمثل سلة اليمن الغذائية.

وأضاف حمود أن غياب المنظمات الدولية العاملة في اليمن خلال السنوات الماضية والجهات الحكومية ساعد شجرة السول على الانتشار في مناطق واسعة في الساحل الغربي إضافة إلى نزوح غالبية المزارعين جراء المعارك التي شهدتها مناطقهم.

ويعجز كثير من المزارعين عن اجتثاث شجرة السول من الأراضي الزراعية بالمعدات التقليدية نتيجة لقدرة الشجرة على المقاومة والعودة كما كانت في السابق.

واستعادة المناطق الزراعية التي استوطنتها شجرة السول ووديانها يقول حمود إن الأمر يتطلب تدخل جهات حكومية وأدوات حديثة وفقا للدراسات مسبقة ودقيقة وتنفيذها على مراحل ابتداء بالوديان ومجرى السيول للحد من انتشارها.

ويفقد كثير من المزارعين أراضيهم نتيجة لعدم قدرتهم في دفع تكاليف المعدات الحديثة والتي تصل إلى ما يزيد عن 8 آلاف ريال في الساعة من أجل اجتثاث شجرة السول بالطريقة الصحيحة.

وتساعد جذورها الممتدة حتى 40 مترا تحت الأرض استمرارها في بيئة قاسية وشديدة الحرارة، كما أنها لا تتأثر بالجفاف بل يساعدها في مد سيقانها وجذورها في مساحات الأشجار المستوطنة معتمدة على المياه الجوفية.

إحصائيات

وتمثل شجرة السول تهديدا حقيقيا لملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية إلى جانب التصحر التي تم استيرادها من موطنها الأصلي (أمريكا الجنوبية) لمكافحته والحفاظ على الأراضي الزراعية.

 

 

ويعمل في القطاع الزراعي  ما يزيد عن 53% من إجمالي الأيدي العاملة في اليمن  فيما بلغ متوسط مساهمة القطاع الزراعي 13.7 % من إجمالي الناتج المحلي و 16.5 % في الدخل القومي للبلاد وفقا لإحصائيات رسمية   .

وتقدر مساحة الأراضي المزروعة في اليمن أقل من 3 % من إجمالي الأراضي الزراعية والتي تزيد عن 50 مليون هكتار فيما تعاني تلك النسبة الضئيلة من تغير المناخ والانجرافات وشجرة السول والتصحر بشكل رئيسي.

ونتيجة للحرب التي تمر بها اليمن ثمة معوقات عدة أدت الى انعدام الأمن الغذائي حيث يعاني مايزيد عن 14 مليون يمني في ظروف صعبة  فيما بلغ عدد النازحين 3 مليون نازح منذ عام 2015م وفقا للأمم المتحدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى