مدنيون تحت حصار الحرب في السودان بعد انتهاء وقف إطلاق النار
الخرطوم (رويترز)
هزت ضربات جوية ومدفعية وإطلاق نيران عدة مناطق بالعاصمة السودانية يوم الاثنين مع اشتداد حدة القتال بين طرفي الصراع لليوم الثاني مما أدى إلى محاصرة مدنيين في خضم أزمة إنسانية متفاقمة.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ما يقرب من شهرين، مما أدى إلى نزوح نحو مليوني شخص وتدمير الاقتصاد وانقطاع الكهرباء والمياه على نحو متكرر.
ولم تفلح محادثات في جدة في إنهاء القتال بشكل دائم واشتدت الاشتباكات بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار يوم الأحد.
وانتشرت قوات الدعم السريع في معظم أنحاء العاصمة، وسيطرت على الشوارع الرئيسية وعسكرت داخل بعض المباني، لكن الجيش يتفوق بقوة الأسلحة الجوية والمدفعية.
وقال سكان من شرق الخرطوم إنهم تعرضوا لضربات جوية. وأفاد سكان في جنوب الخرطوم وشمال أم درمان بأنهم تعرضوا لقصف مدفعي. وذكر شهود عيان أن اشتباكات وقعت في وسط الخرطوم.
وقالت عواطف سيد أحمد (43 عاما) وهي تقيم في منطقة شرق النيل من الخرطوم إن الحرب استؤنفت منذ يوم الأحد وهناك ضربات من كل الاتجاهات.
وأضافت أن الحي الذي تعيش فيه واقع ضمن منطقة القتال ولذا تجد نفسها في حيرة شديدة لأن البقاء في المنازل أو مغادرته غير مأمون العواقب.
ويعاني السكان أيضا من نقص في الأموال لأن الحكومة توقفت عن دفع الرواتب والمعاشات التقاعدية.
ومن بين 1.9 مليون سوداني تمكنوا من الفرار من ديارهم، توجه أكثر من 200 ألف إلى مصر التي فرضت هذا الأسبوع شرط الحصول على تأشيرة للأطفال والنساء وكبار السن الذين كانت تعفيهم من قبل.
وقالت مصادر بمطار القاهرة إن مئات السودانيين أعيدوا من مطار القاهرة في رحلات العودة بعد إلغاء استثناء مماثل لمن يقيمون في الغرب ودول الخليج.
* قتال دارفور
لم يحرز أي جانب تقدما واضحا، وامتد القتال إلى عدة مدن في الغرب في منطقتي كردفان ودارفور.
وفي مدينة الجنينة الواقعة في أقصى الغرب، شنت الميليشيات المدعومة من قوات الدعم السريع هجمات على المدينة التي باتت محرومة الآن من الكهرباء والمياه الجارية. وفر عشرات الآلاف إلى تشاد.
وقال الناشط كمال الزين لرويترز إنه سمع من ثلاثة نشطاء في المدينة التي باتت معزولة إلى حد كبير عن شبكات الاتصال إن 1100 شخص قتلوا وأصيب ثلاثة آلاف منذ بدء الهجمات في أبريل نيسان.
ولم يتسن لرويترز التحقق من الأرقام على الفور. وبلغت أعلى حصيلة رسمية للوفيات رصدتها وزارة الصحة السودانية في أواخر مايو أيار 510 حالات وفاة.
وقالت نقابة المحامين في دارفور والتي تراقب الصراع في المنطقة إن 17 شخصا قتلوا يوم الاثنين نتيجة القصف في حين لقي 100 شخص حتفهم خلال الأيام الخمسة الأخيرة.
وأضافت أن مدينة الجنينة لا تزال تحت الحصار.
وقال الجيش في بيان عن القتال العنيف الذي دار يوم الأحد في مدينة بحري التي تمثل مع أم درمان والخرطوم نفسها العاصمة المثلثة للبلاد، إنه حقق مكاسب ضد قوات الدعم السريع وقتل المئات، لكنه فقد بضعة جنود أيضا. وحمل قوات الدعم السريع مسؤولية الضربات الجوية القاتلة على المدنيين في جنوب الخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش استخدم وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة يوم السبت لإعادة تمركز قواته والهجوم بعد ذلك مباشرة.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو يوم الاثنين إن دول شرق أفريقيا ستعقد اجتماعات مباشرة مع قادة من الجيش ومن قوات الدعم السريع في غضون 10 أيام لمناقشة وقف الحرب والممرات الإنسانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الاثنين إن الوكالات تمكنت من توصيل إمدادات إلى مليوني شخص.
وشمل ذلك توصيل إمدادات طبية إلى 42 ألف شخص يعيشون في جزيرة توتي في النيل والتي قال سكانها إن الجسر الوحيد الذي يربطهم بالبر الرئيسي أغلقته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية عنهم.