52 قتيلاً خلال يومين في هجمات انتحارية مروعة بالمكلا شرقي اليمن (انفوجرافيك)
قتل 52 من جنود الأمن اليمني وجرح 60 آخرين بثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفتهم خلال يومين.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
قتل 52 من جنود الأمن اليمني وجرح 60 آخرين بثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفتهم خلال يومين.
وقتل 46 عنصراً من قوات الأمن اليمنية وأصيب أكثر من 60 آخرين في تفجيرين انتحاريين يومي أمس الأحد و اليوم الاثنين، في مدينة المكلا (جنوب شرق) اليمن، ويأتي ذلك في اعقاب طرد تنظيم «القاعدة» من المنطقة.
وبعدما نجا من التفجير الانتحاري، أمس الأحد، اصيب مدير أمن محافظة حضرموت العميد مبارك العوبثاني بجروح طفيفة امام مكتبه وقتل ستة من عناصره في تفجير ثانٍ بعبوة ناسفة، وفق ما أفاد مصدر أمني.
والتفجير الاول نفذه انتحاري بحزام ناسف وسط تجمع للمجندين في مقر للشرطة بمنطقة الفوة عند الاطراف الجنوبية الغربية للمكلا، بحسب ما افاد مسئول محلي ل”يمن مونيتور”. وأدى ذلك إلى مقتل 41 عنصراً أمنيّاً.
وسارع تنظيم الدولة إلى إعلان مسئوليته عن الهجوم. وأفاد بيان نشرته حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل، أن أحد عناصره (أبوالبراء الانصاري)، قام «بتفجير حزامه الناسف وسط تجمع لمرتدي عناصر الأمن داخل مبنى النجدة في منطقة فوة بمدينة المكلا».
وأوضح مصدر أمني، فضل عدم كشف اسمه، أن العوبثاني كان موجودا في مقر الشرطة بالفوة لحظة وقوع التفجير الانتحاري الاول، وغادره بعد ذلك متوجها إلى مكتبه، حيث انفجرت العبوة الناسفة لدى وصوله.
والهجوم الانتحاري هو الثاني هذا الأسبوع يستهدف قوات الأمن في المكلا، ويعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عنه.
وقتل اليوم الاثنين 5جنود من قوات النخبة وأصيب 9 آخرين في هجوم انتحاري بدارجة نارية على نقطة عسكرية في منطقة “حلة” غربي المدينة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
وتبنى هذا التنظيم يوم الخميس هجوماً على معسكر للجيش في منطقة خلف عند الأطراف الشرقية للمكلا، أودى بـ 15 جنديا على الأقل.
وقال التنظيم في حينه إن التفجير كان عبارة عن هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، بينما اشارت مصادر عسكرية يمنية إلى أنه نفذ بثلاث سيارات يقودها انتحاريون، واتهمت تنظيم «القاعدة» بالمسئولية عنه.
وأمس، أطلق عناصر قوات الأمن النار على سيارة قرب مركز عسكري في خلف، بعد الاشتباه بأنها مفخخة وان سائقها انتحاري، بحسب مصدر أمني أشار إلى ان السائق ابتعد بسيارته ولاذ بالفرار.
وعلى رغم تبنيه هجمات سابقاً في صنعاء وعدن، فإن تفجير الخميس كان الأول الذي يتبناه «داعش» في حضرموت، المحافظة التي يتمتع فيها منذ اعوام تنظيم «القاعدة» بنفوذ واسع، كان من اهم مظاهره سيطرته على مدينة المكلا زهاء عام.
وطردت «القاعدة» من المكلا ومناطق في ساحل حضرموت في 24ابريل، على إثر عملية واسعة للقوات الحكومية وقوات خاصة سعودية وإماراتية منضوية في إطار التحالف العربي بقيادة الرياض، والذي يدعم منذ (مارس 2015)، القوات اليمنية في مواجهة الحوثيين.
وكانت هذه العمليات الميدانية أول مرة يعلن فيها التحالف مشاركة قوات برية تابعة له في قتال المتشددين باليمن.
كذلك أكدت وزارة الدفاع الأميركية ارسال عدد من الجنود الأميركيين لدعم عملية استعادة المكلا والمناطق المجاورة. وهي أولى مرة تعلن فيها واشنطن ارسال جنود لقتال تنظيم «القاعدة» في اليمن، علماً بأن طائرات من دون طيار تابعة لها تستهدف منذ أعوام عناصر التنظيم وقياداته.
وتنتهز التنظيمات المتشددة النزاع بين قوات الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتعزيز نفوذها في جنوب اليمن. وتبنى «القاعدة» و»داعش» عدداً من الهجمات خلال الأشهر الماضية، خصوصا في مدينة عدن، استهدفت معظمها رموزا لسلطة الحكم، مثل قوات الأمن أو مسئولين سياسيين.
وكانت القوات الحكومية استعادت عدن واربع محافظات جنوبية أخرى التي كان يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم، بدعم ميداني مباشر من قوات التحالف العربي، في (يوليو/ تموز الماضي). وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت يواصل وفدا الحكومة والحوثيين مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة في الكويت، والتي يؤمل منها التوصل إلى حل للنزاع الذي أودى بأكثر من 6400 شخص.
ولاتزال هوة عميقة تفصل بين الطرفين وخصوصا تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم اسلحتهم الثقيلة. كذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق وقف النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 10-11 إبريل/ نيسان الماضي تمهيداً للمشاورات.
وفي مؤتمر صحافي أمس، أبدى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد «تفاؤله» بالتوصل إلى حل، مقراً في الوقت نفسه بوجود «نقاط صعبة».
وأكد المبعوث الأممي أن مشاورات السلام اليمنية – اليمنية مستمرة حيث عقدت في الأيام الماضية عدة جلسات مشتركة مع رؤساء الوفود بالإضافة الى اجتماعات مطولة لثلاث لجان متوازية، مضيفاً أن الأيام المقبلة مصيرية لليمن وستبذل الأمم المتحدة كل الجهود لحث المعنيين بالشأن اليمني على الالتزام بواجباتهم الوطنية والانسانية.
وقال ولد الشيخ أحمد إن اللجنة السياسية تناقش مواضيع عدة من بينها آليات استعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي.
وأكد أن الأطراف المتحاورة قدمت رؤاها ومقترحاتها للحل، وقال «استمعت لردود وأسئلة الطرف المقابل. ثم تم بحث عدة مسارات للحل تأخذ بالنظر اعتبارات ومخاوف الجميع. وقد طرحت بعض الأفكار على الوفود المشاركة وتم تداولها في اللجنة السياسية والجلسة العامة، وكذلك اجتماع رؤساء الوفود من أجل تقريب وجهات النظر».
واعتبر أن التنازلات مطلوبة من الجانبين للوصول لحل سياسي «واضح»، وأن «الكُرة الآن في ملعب المشاركين في الجلسات». وشكل الملف اليمني إحدى نقاط البحث بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدة. وأشار بيان للخارجية الأميركية الى ان الطرفين بحثا خلال لقائهما أمس «في الحاجة إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية… والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة».