الحرب تحرم أطفالا يمنيين بمحافظة حجة من الرعاية الصحية
يمن مونيتور/شينخوا
يعاني الطفل اليمني إبراهيم عاتي، من الآلام منذ أكثر من ثلاث سنوات في منزله في قرية الجعدة النائية بمديرية ميدي في محافظة حجة شمال غرب اليمن.
ويعاني عاتي من تورمات كبيرة منتفخة في ظهره وبطنه تمنعه من النوم الهانيء واللعب والمشي. ويزداد ألم الطفل البالغ من العمر سبع سنوات يوما بعد يوم.
وقال محمد عاتي، والد إبراهيم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه حمل ابنه في رحلة طويلة إلى مستشفى في العاصمة صنعاء أواخر عام 2019، لكنه توقف بعد ذلك عن استئناف العلاج الطبي بعد أن فقد مزرعته مصدر دخله الوحيد بسبب الحرب الأهلية المستمرة.
وتابع “في تلك الرحلة، أخبرني الأطباء في مستشفى بالعاصمة صنعاء أنه من الضروري إجراء عمليتين جراحيتين لطفلي، ولكن فقط بعد بلوغه عامه الرابع”.
وأضاف : “عدت مع ابني إلى قريتي لجمع المال عن طريق بيع محصول البطيخ، بالإضافة إلى بيع جزء من ذهب زوجتي وكذلك الانتظار لمدة عام حسب تعليمات الأطباء”.
ومضى عاتي، وهو أب لسبعة أطفال قائلا : “بعد أيام قليلة، حدثت كارثة؛ وصل القتال بين القوات المتحاربة إلى منازلنا ومزارعنا، مما أجبرني على الفرار خالي الوفاض بحثًا عن ملجأ آمن، ثم أنفقت كل أموالي للعيش”.
وتعد عائلة عاتي واحدة من عديد العائلات النازحة التي تعيش في أكواخ في هذه القرية في منطقة ميدي التي تسيطر عليها القوات الحكومية. بعدما فروا من القتال في مسقط رأسهم في منطقة حرض الحدودية المجاورة في أواخر عام 2019. وتحولت حرض منذ ذلك الحين إلى جبهة، لكن القتال توقف هناك وكذلك في جميع أنحاء البلاد منذ هدنة شاملة توسطت فيها الأمم المتحدة العام الماضي.
وقالت فوزية أبكر، والدة إبراهيم، إن طفلها يعاني من آلام ولا يمكنه الوقوف لفترة طويلة دون مساعدة أحد أفراد الأسرة.
وتابعت ل(شينخوا) : “لقد غادرت الابتسامة منزلنا… وقلبي يحزن على إبراهيم ونشعر بآلامه التي تزداد يوما بعد يوم”.
وأضافت الأم: “يقضي إبراهيم معظم وقته مستلقياً على جانبه الأيسر على سريره في صمت ووحدة … وعندما تزداد آلامه نأخذه إلى المركز الصحي” الواقع على بعد حوالي كيلومتر واحد والذي يفتقر إلى الأدوية والأجهزة الطبية والأطباء المتخصصين.
وقال أحد أطباء المركز ل(شينخوا) : “يأتي الكثير من المرضى إلى المركز كل يوم لطلب المساعدة الطبية، ولكن في كثير من الحالات، بما في ذلك حالة الطفل إبراهيم، نحن لا نستطيع تقديم أي مساعدة طبية أو دواء لهم باستثناء بعض المسكنات لتخفيف آلامهم”.
وأضاف : “كثير من الحالات ننصحها بالذهاب إلى مستشفيات متخصصة في المدن الكبيرة، بعض هذه الحالات تستدعي الذهاب بصورة عاجلة مثل حالات مرضى السرطان”.
ولا تزال الطرق بين مناطق النزاع مقطوعة، ولا يوجد حتى الآن ممرات إنسانية.
وانزلق اليمن إلى حرب أهلية في أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على عدة محافظات شمالية وأجبرت الحكومة اليمنية على الخروج من العاصمة صنعاء.
ودمرت ثماني سنوات من الحرب الخدمات الصحية في البلاد، لا سيما في المناطق الريفية، وأثرت على اقتصاد البلاد وتسببت في فقدان ملايين اليمنيين لأعمالهم ووظائفهم.
ولا يتمتع ملايين اليمنيين الآن بإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية. وزاد قطع الطرق والفقر من المصاعب.
وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ((يونسيف)) في مارس الماضي “يعاني أكثر من 540 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم، مع استمرار وفاة طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها”.
وأضافت المنظمة الأممية أنه “لا يزال وضع الأطفال النازحين يُثير قلقاً بالغاً، فمخيمات النازحين تكتظ بأكثر من 2,3 مليون طفل حيث لا يحصلون على ما يكفي لسد احتياجاتهم من الخدمات الأساسية في مجال الصحة والتغذية والتعليم والحماية والمياه والإصحاح البيئي”.