كتابات خاصة

المناعة الوطنية هي الحل

د.حسن منصور

ظهر مجموعة من المجندين الحوثيين بالزي العسكري الرسمي للدولة اليمنية وهم يؤدون يمين الولاء والمبايعة لعبدالملك الحوثي باعتباره كما ينص القسم (من أمرنا الله بتوليه.!).

ظهر مجموعة من المجندين الحوثيين بالزي العسكري الرسمي للدولة اليمنية وهم يؤدون يمين الولاء والمبايعة لعبدالملك الحوثي باعتباره كما ينص القسم (من أمرنا الله بتوليه.!).

الحدث برمزيته يقدم خلاصة مركزة للحالة الحوثية، وآخر تجلياتها التي يمكن أن تبلغها، وربما كان من الجوانب الإيجابية للأحداث الأخيرة أنها كشفت لليمنيين وللعالم بشكل واضح عن الصورة الحقيقية للفكرة الإمامية ومن يمثلها. إذ لم ينجح أنصار الحوثي في شيء قدر نجاحهم في الظهور كما هم بدون رتوش.!
ما شهدته اليمن في الفترة القليلة الماضية، وخاصة منذ انقلاب 21 سبتمبر 2015م يوازي عشرات السنين من الأحداث غير المستقرة التي اعتاد عليها اليمنيون، والسؤال: هل يمكن الاستفادة مما حدث لاكتساب نوع ما من (المناعة الوطنية) التي تقطع الطريق على كل من يخطط لإعادة إنتاج الكوارث؟
الأحداث الأخيرة أثبتت أن الكارثة الأكبر في حياة اليمنيين بدون مبالغة هي (الإمامة)، وأن فكرة الحق الإلهي بالحكم لسلالة معينة لا يمكن أن تبقى في مربع السجال الفكري لأسباب عديدة: أولها وأهمها: الطبيعة الفاشية لهذه الفكرة، وثانيها: التجربة المريرة لليمنيين في مقارعة هذه الفكرة لمئات السنين.
ولذلك فإن ربط الأحداث الأخيرة في اليمن فقط بالدور الإيراني هو من قبيل المبالغة، لأن غياب الدور الإيراني مستقبلا لن يمنع الحركة الحوثية أو من يمثل فكرة الإمامة من تنفيذ ما هو أكبر من انقلاب 21 سبتمبر في سبيل ما يتوهمونه حقا إلهيا خالصا لهم من دون البشر، كما أن الجريمة التي ارتكبها الرئيس السابق علي صالح بتسليم الدولة وأهم وحدات الجيش للحركة الحوثية ، هي حلقة صغيرة في حلقات أوسع وأكثر أهمية تتعلق بخرافة قديمة يعتقد أصحابها أنهم إذا تركوا الحكم للشعب فإنهم بذلك يهدمون إيمانهم وإسلامهم ، وتلك هي خلاصة فكرة (الولاية) .
المناعة الوطنية لا يمكن أن تتحقق إلا من بوابة الدولة الوطنية العادلة، دولة المساواة والقانون التي يتساوى فيها عبدالملك الحوثي مع محمد القيرعي، والضمانات القانونية والدستورية التي تضع كل ما يتناقض مع مبادئ المساواة والعدل في خانة (الجريمة).
نحتاج إلى كثير من الوقت حتى نؤسس لفكرة (المساواة)، ولا يمكن ضمان حدوث ذلك إلا بتجريم كل ما يناقضها من معتقدات وأفكار، وأولها فكرة (الشرف الحصري) لسلالة من البشر دون سواهم.
فإما اكتساب مناعة وطنية ضد كل مهددات المساواة بين اليمنيين، أو الاستمرار في دائرة عبثية تعيد إنتاج الخرافة من وقت لآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى