الحرارة ترتفع إلى مستويات قياسية خلال 5 سنوات
«نيويورك تايمز»
قال خبراء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الأسبوع الماضي، إن درجات الحرارة العالمية من المرجح أن ترتفع إلى مستويات قياسية على مدى السنوات الخمس المقبلة، مدفوعة بالاحترار الذي يسببه الإنسان ونمط المناخ المعروف باسم «النينيو».
وتم تحديد الرقم القياسي لأشد الأعوام حرارة على كوكب الأرض في عام 2016. وقال الخبراء إن هناك فرصة بنسبة 98٪ أن واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة ستتجاوز ذلك، في حين أن المتوسط من عام 2023 إلى عام 27 سيكون بالتأكيد الأكثر دفئاً في فترة خمس سنوات سجلت من أي وقت مضى.
وقال الأمين العام للهيئة الدولية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، «سيكون لذلك تداعيات بعيدة المدى على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة،» متابعاً، «نحتاج لأن نكون جاهزين».
لماذا يهمنا الأمر؟ لأن كل جزء من الدرجة يجلب مخاطر جديدة.
ويقول العلماء إن الزيادات الطفيفة في الاحترار يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مخاطر موجات الحرارة وحرائق الغابات والجفاف وغيرها من الكوارث. وساعدت درجات الحرارة العالمية المرتفعة، في عام 2021، في تأجيج موجة حر في شمال غرب المحيط الهادئ، وحطمت السجلات المحلية وقتلت مئات الأشخاص.
ويمكن أن تتسبب ظروف النينيو في مزيد من الاضطرابات عن طريق تغيير أنماط هطول الأمطار العالمية. وقالت منظمة الأرصاد الجوية إنها تتوقع زيادة هطول الأمطار في الصيف على مدى السنوات الخمس المقبلة في أماكن مثل شمال أوروبا والساحل، في إفريقيا جنوب الصحراء، وانخفاض هطول الأمطار في الأمازون وأجزاء من أستراليا.
وذكرت المنظمة أن هناك، أيضاً، فرصة بنسبة الثلثين أن يكون الجو من السنوات الخمس المقبلة أحر بـ1.5 درجة مئوية، من متوسط القرن الـ19.
هذا لا يعني أن العالم سيكون قد انتهك رسمياً الهدف الطموح في اتفاقية باريس للمناخ بوقف الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. وعندما يتحدث العلماء عن هدف درجة الحرارة هذا، فإنهم يقصدون عموماً متوسطاً أطول أجلاً على مدار عقدين، على سبيل المثال، من أجل معرفة أسباب تأثير التباين الطبيعي.
وأصر العديد من قادة العالم على حد 1.5 درجة للحفاظ على مخاطر تغير المناخ عند مستويات يمكن تحملها. ولكن الدول تأخرت كثيراً في إجراء التغييرات الهائلة اللازمة لتحقيق هذا الهدف، مثل خفض انبعاثات الوقود الأحفوري بشكل كبير، لدرجة أن العلماء يعتقدون الآن أن العالم ربما يتجاوز هذه العتبة في أوائل العقد الثالث من القرن الجاري.
وارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية، منذ القرن الـ19، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استمرار البشر في حرق الوقود الأحفوري وضخ الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الجوي.
ولكن في حين أن هذا الاتجاه التصاعدي العام واضح، يمكن أن ترتد درجات الحرارة العالمية صعوداً وهبوطاً قليلاً، من سنة إلى أخرى بسبب التقلب الطبيعي. وعلى سبيل المثال، تسبب ظاهرة دورية في المحيط الهادئ، وهي ظاهرة النينيو، تقلبات من سنة إلى أخرى عن طريق تحويل الحرارة داخل وخارج طبقات المحيط الأعمق. وتميل درجات حرارة سطح الأرض إلى أن تكون أكثر برودة إلى حد ما خلال سنوات ظاهرة النينيو؛ وتكون أكثر سخونة إلى حد ما خلال سنوات النينيو.
وكان آخر عام حار 2016، هو عام ظاهرة النينيو. وعلى النقيض من ذلك، سيطرت ظروف ظاهرة النينيو على معظم السنوات الثلاث الماضية؛ على الرغم من أنها كانت دافئة بشكل غير عادي، إلا أنها كانت لاتزال أقل قليلاً من مستويات عام 2016.
والآن، يتوقع العلماء عودة ظروف النينيو في وقت لاحق من هذا الصيف. وعندما يقترن بمستويات الارتفاع المطرد من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تسارع درجات الحرارة إلى مستويات عالية جديدة.
ترجمة: مكي معمري– الإمارات اليوم