هل يسير فينيسيوس وحيدا ضد العنصرية؟.. وما موقف ريال مدريد وبرشلونة؟
تخطت أزمة الانتهاكات العنصرية التي تعرض لها نجم ريال مدريد، البرازيلي فينيسيوس جونيور، الإطار الرياضي، وأصبحت قضية رأي عام تخطت حدود الدوري الإسباني، ليصل صداها إلى أبعد مدى مع حملة تضامن غير مسبوقة مع الموهبة البرازيلية.
ورغم تعدد الانتهاكات العنصرية التي طاولت نجوم كرة القدم، إلا أن الوضع هذه المرة مختلف، بعدما تداخل فيه الشق السياسي والدبلوماسي مع الرياضي، ما يرجح أن الأزمة الحالية ستلعب دوراً كبيراً في اتخاذ خطوات تصعيدية للحدّ من هذه الظاهرة نهائياً، كما حرص رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، على عقد اجتماع مع نجمه الاثنين، ليؤكد وقوف “الملكي” بكل مكوناته خلفه في صراعه، للحد من الانتهاكات العنصرية.
وتُعتبر المواقف البطولية الصادرة عن العديد من الشخصيات الرياضية مؤشراً على الوعي الذي يسيطر على الجميع بكون الأمر تجاوز المعقول، خاصة أن رئيس رابطة الدوري الإسباني اعترف بأن هذا الموسم شهد 8 حالات انتهاكات عنصرية.
كما أن موقف مدرب برشلونة تشافي هيرنانديز، بخصوص هذه القضية، يؤكد مرة أخرى أن الأمر بات يستدعي تحركاً سريعاً، حيث وقف المدير الفني في صف فينيسيوس، معتبراً أن الأمر لا يهم لاعب ريال مدريد فقط، بل هو قضية إنسانية تفرض على الجميع التحرك لإنهاء الأزمة.
كما أن موقف رئيس البرازيل وتحركات إدارة ريال مدريد، وكذلك بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، تشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد خطوات جادة من أجل الضرب بقوة على كل من يُقدم على مثل هذه الانتهاكات غير الإنسانية.
وبقدر ما كان موقف رابطة “الليغا” محبطاً ومثيراً للجدل، فإن موقف الاتحاد الإسباني كان حازماً، ويُثبت بما لا يدع أي مجال للشك في أن هناك رغبة في إنهاء هذه الانتهاكات، لكن نادي ريال مدريد لا يعتبره كافيا، حيث هاجمت إدارة فلورنتينو بيريز موقف الاتحاد المحلي للعبة.
وأصدر ريال مدريد بياناً أكد من خلاله معارضته ما جاء على لسان رئيس الاتحاد بخصوص استحالة إيقاف المباراة من قبل الحكم، باعتبار أن قوانين الاتحاد الدولي “فيفا” لا تسمح له بذلك، وهو ما اعتبرته إدارة “الملكي” قرارا سلبياً من قبل الاتحاد المحلي، بما أنه يشرف على الحُكام في “الليغا”.
وموقف ريال مدريد قد يكون نقطة تحول في قوانين الاتحاد الدولي “فيفا”، الذي قد يتبنى مقترح إيقاف المباريات في حال حصول انتهاكات عنصرية من قبل الجماهير، وهو أمر طالبت به العديد من الأطراف في أوقات سابقة، وقد يكون الوقت قد حان لاعتماده نهائياً، وفي حال حصل ذلك، فإن فينيسيوس قد يكون كسب معركة هامة في مسيرته الرياضية.
وتؤكد التطورات الأخيرة أن فينيسيوس لن يسير وحده في مقاومة العنصرية، فهو يوجد في الخط الأول، ولكنه يجد دعماً كبيراً من كل الأطراف التي دعمته بشكل علني في انتظار الخطوات التي سيعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وكذلك الاتحاد الإسباني، بعد أن اختار ريال مدريد اللجوء إلى القضاء للدفاع عن نجمه، وطبعا فإن التحركات التي ستحصل في إسبانيا قد تنسحب على كل الدوريات الأوروبية الأخرى، التي تعاني من الأزمة من دون أن تجد حلولا نهائية.
(العربي الجديد)