في ذكراها 33.. الوحدة اليمنية تواجه تحديات ومخاطر هي الأصعب (تقرير)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تحل الذكرى الـ33 لعيد الوحدة اليمنية، الإثنين، على وقع الكثير من التحديات والمخاطر التي تهدد بزوالها، إذ تصاعدت حدة المطالب الانفصالية، يرافقها خروج المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، عن المواثيق والأهداف الرئيسية التي تلات مشاركته في السلطة.
ويتزامن حلول ذكرى الوحدة 33، هذا العام، مع تغييرات غير مسبوقة طرأت على المشهد السياسي الداخلي والمواقف الإقليمية المحيطة، والتي كان آخرها تجاهل التأكيد على “وحدة اليمن” في البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة أمس الجمعة، في مدينة جدة السعودية.
وعلى عكس ما تفاءل الكثيرون، من أن إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد في 7 أبريل/ نيسان 2022 وفق مرسوم للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بهدف استكمال الفترة الانتقالية بالبلاد، سيؤدي إلى تلاشي الأصوات المنادية بالانفصال، إلا أنها تصاعدت حدتها مع استمرار المجلس الانتقالي في التحشيد العسكري والمناطقي، مستغلا استمرار سيطرة الحوثيين على معظم شمال البلاد، كمبرر وحجة للانفصال.
بالمقابل، برزت الكثير من الخطابات التي تؤكد على أهمية بقاء الوحدة اليمنية، وتدعو لمعالجة الأخطاء التي رافقتها خلال الفترة السابقة، وعدم تحويل الوحدة كمنجز تاريخي في حياة اليمنيين، الا وسيلة لتقسيم البلاد وزعزعة أمنه واستقراره.
وفي 22 أيار/مايو عام 1990، أعلن عن قيام الجمهورية اليمنية بتوقيع آخر اتفاقية للوحدة اليمنية من قبل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ممثلة برئيسها علي سالم البيض بصفته الأمين العام لـ”الحزب الاشتراكي”، وعن اليمن الشمالي علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية الأمين العام لـ”المؤتمر الشعبي العام”.
“النظام والوحدة الطريق الأكثر أماناً لليمنيين”
وتعليقاً على الوحدة اليمنية في ذكراها الثالث والثلاثون، قال محافظ محافظة شبوة السابق محمد صالح بن عديو، إن النظام الجمهوري والوحدة العادلة هما الطريق الأكثر أماناً للمستقبل المستقر والعيش الكريم للوطن والشعب.
وأضاف “بن عديو” في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”، أن “الوحدة اليمنية (22 مايو 1990) فكرة نبيلة عاشت في وجدان الشعب طويلاً وعندما تحققت أعاقتها تقديرات الساسة ولم تسلم من أخطاء الإدارة (إشارة للنظام السابق)”.
وأكد “بن عديو” أن الوحدة اليمنية والجمهورية أهم مكتسبات الشعب التي تحققت برغم كل ما نالهما”.
واستدرك قائلاً”: “في نضال شعبنا الطويل ضد الاستعمار جنوباً والكهنوت شمالاً كان المصير الواحد هو الرابط الذي يمنح النضال قوة نحو الانتصار”.
وتابع: “انتصرت الثورة شمالاً يوم كان الجنوب لها الظهر والسند، ورحل المستعمر عندما وجد الثوار من الشمال العون والمدد”.
“أعظم منجز في تاريخ اليمنيين”
من جانبه، قال عضو البرلمان اليمني علي عشال، إن “الوحدة اليمنية كانت وما زلت أعظم منجز تحقق في حياة اليمنيين في تاريخهم الحديث”. مشيراً إلى أنه “رغم الأخطاء والعثرات التي رافقت مسيرتها، لكنها ظلت ماضية للأمام لم توقفها عقبات الطريق كما لم يوقفها المتربصين بها او المتساقطين على جوانبها”.
وأكد عشال، أم “الخطر الأعظم الذي رافق اليوم مكتسبات اليمنيين وفي مقدمتها (الوحدة) هو هدم مداميك الدولة وتقويض أركانها والانقلاب الحوثي الذي تم عليها”.
وشدد التأكيد على أن “استعادة الدولة هي الأولوية الكبرى حالياً والشرط اللازم لحل كافة مشكلاتنا السياسية المزمنة”.
لكنه، أكد “أن ذلك لن يتم ذلك الا باحترام الاتفاقات والمواثيق التي وقع عليها الجميع والتي انتجت السلطات القائمة والتي حددت استحقاقات المرحلة وأكدت على خلق شراكة وطنية واصطفاف واسع لمواجهة مشروع الانقلاب واستعادة الدولة “ز
وأضاف” عودة الدولة الضامنة للجميع التي تحكمها المؤسسات ويسودها القانون وتنتفي فيها كل مظاهر العبث والانفلات وحكم المليشيات، هي وحدها المدخل الصحيح الذي سيقود الى الوصول الى تحديد الناس لخياراتهم الواعية تجاه كافة القضايا المتعلقة ببناء الدولة وتحديد شكلها في ظروف ومناخات آمنة ومستقرة وبإرادتهم الحرة”.
واستدرك قائلاً: “صدقوني لا خوف على الوحدة طالما وجدت الدولة لان ما سواها خيارات عرفها اليمنيون وعاشوا مرارة واقعها واصطلوا بلهيب نارها وكان لسان حالهم معها {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}
“أخطاء دولة الوحدة ليست مبرراً لنسف المنجز العظيم”
من جانبه، قال حزب التجمع اليمني للإصلاح، يوم الجمعة، إن “الأخطاء التي رافقت دولة الوحدة ليست مبرراً للانتقاص منها” يأتي ذلك فيما تزايدت دعوات الانفصال مع قرب الذكرى33 للوحدة اليمنية.
ونقل موقع “الصحوة نت” المتحدث باسم حزب الإصلاح عن عبدالرزاق الهجري عضو الهيئة العليا للحزب قوله: الوحدة اليمنية كانت ولا تزال تمثل منجزا تاريخيا وطنيا وعربيا، وهي الوضع الطبيعي لليمن ككيان وشعب وهوية وتاريخ واحد.
وقال الهجري “لا يمكن جعل الأخطاء التي رافقت دولة الوحدة مبررا لنسف هذا المنجز العظيم أو الانتقاص منه”.
وأفاد الهجري أن “اليمن الاتحادي هو الحل الأمثل لضمان التوزيع العادل للسلطة والثروة على قاعدة الشراكة”.
وكانت القوى والمكونات السياسية والاجتماعية اليمنية قد اتفقت في مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014) على شكل دولة اتحادية من ستة أقاليم.
#22مايو_وحده_شعب
على مواقع التواصل، أطلق يمنيون حملة إلكترونية تحت عنوان #22مايو_وحده_شعب #بالوحده_يزول_الكهنوت تهدف الى إحياء ذكرى اليوم الوطني الـ 33 للوحدة اليمنية في ذاكرة الشعب ووجدانه وتعميق أهداف الوحدة لدى أبناء الشعب اليمني.
وفي هذا الشأن، قال الإعلامي اليمني أسامة قائد، علاقة الانفصاليين بأسرة بدر الدين الحوثي (جماعة الحوثي) بدأت منذ إعلان الوحدة عام 1990، مرورًا بحرب 94 والحروب الست، وانتهاءً بالتخادم الحاصل بين المشروعين في السنوات الأخيرة”، مشيراً إلى أن حديث المجلس الانتقالي عن “مقاومة الإمامة الحوثي في الشمال” كله كلام فارغ من مضمونه”.
من جانبه، قال الإعلامي عبدالله دوبله: “لفت انتباهي في كلمة الرئيس البيض في اعلان الوحدة حديثة عن مرحلة ما قبلها، وقال انها مرحلة استنفدت غرضها، وأسست لما بعدها، والتي هي الوحدة اليمنية”.
وأضاف “المتأمل في التاريخ يجده مجموعة من المراحل الخلاقة لبعضها، ولا يوجد الا ما وجب ان يوجد وما يموت الا من وجب ان يموت”.