أحزمة «الجنابي» التقليدية توفر حرية اقتصادية للمرأة اليمنية
يمن مونيتور/رويترز
قد يكون الحزام مجرد جزء بسيط من الملابس بالنسبة لمعظم الناس، لكنه يمثل مصدر دخل لليمنيات، فهو رابط بالماضي ورمز للاعتماد على الذات.
وفي المركز الوطني النسوي للحرف والمشغولات اليدوية التقليدية بصنعاء، تتجمع عشرات النساء لتعلم فن تطريز الأحزمة التقليدية التي يضعها الرجال عادة لحمل «الجنبية».
والجنبية، وهي عبارة عن خنجر ذي مقبض مزخرف، جزء من الثقافة اليمنية منذ آلاف السنين.
وعادة ما تُصنع هذه الأحزمة التقليدية بتصميمات معقدة تكون، في الغالب، مطرزة بخيوط ذهبية أو فضية. وتتناقل الأجيال تلك التصميمات المطرزة على الأحزمة. وتقول أفراح محمد المدربة المسؤولة عن تعليم النساء صنع هذه الأحزمة وتطريزها في المركز إن دروس تعليم صناعة أحزمة الجنبية تشهد إقبالا متزايدا.
وأضافت «الإقبال هذه الفترة ما شاء الله يعني بكثرة، مثل ما قلت لكم بكثرة، إقبال المرأة اليمنية وخصوصا برنامج الحزام بكثرة، والتصنيع الغذائي. في هذا السنة متطلبات المرأة كيف تحسن نفسها اقتصاديا يعني صار لجوء المرأة اليمنية للأشغال اليدوية تشتهي تكفي نفسها، تمكين اقتصادي، أنا أشتهي أوفر، أنا أشتهي أساعد زوجي، أنا أشتهي أربي أسرتي، فبدأت تلجأ للحزام كونه مصدر رزق بتشتغل وتروح، بيكلف تدريب الحزام أسبوع».
وتوضح أفراح أن هدف المركز من ذلك هو تمكين النساء اقتصاديا في ظل الظروف الراهنة وكذلك الحفاظ على التراث اليمني من الاندثار قائلة «ممكن تشتغل أي نقشة على حسب طلب السوق أو طلب المحل الذي يطلب لها، بس بنعلمها جميع الغرز علشان تتمكن اقتصاديا، فهي بتكمل، بتشتغل الحزام فبتكمل الحزام فبتصير تبيعه فتكسب مادة وبتستر على نفسها وبتشتغل، بنضمن لها التدريب والتمكين الاقتصادي والمحافظة على تراثي بحيث أن هي تحافظ على النقشات والأشغال بالنمط القديم». وبينما تستغرق عملية صنع أحزمة الجنابي يدويا عدة أسابيع، هناك ماكينات ظهرت في الآونة الأخيرة يمكنها تصنيع آلاف الأحزمة في غضون ساعات، لكنها تختلف بكل تأكيد عن تلك المصنعة يدويا.
ويقارن محمد عبدالله النويرة، وهو مشتر في سوق تقليدية لبيع أحزمة الجنابي، بين الأحزمة المصنعة يدويا وتلك المنتَجة آليا قائلا «الماكينة طبعا قد هو كمبيوتر والماكينة تنتج عدة آلاف الأحزمة أما الخياطة باليد فهو عمل يدوي، خياطة باليد ياخذ إلى شهرين في الحزام مثلا أو شهر أو شهر ونص هكذا، ولكن هو في الجودة أفضل من جودة السيم أي الخيط يعني في المدة التي يلبسها الإنسان ما يتغيرش أبدا».
ويقول بائع الأحزمة حسين أحمد سبا «إن عمل اليد معترف على أنه في المنظر أجمل من الماكينة مئة مرة، عمل الماكينة يعني أسعاره رمزية وحتى منظره مش تمام يعني، اليد أفضل حتى في الخامة، في العمل، في المنظر بشكل عام اليد أفضل».
وتتراوح أسعار حزام الجنبية بين عشرة آلاف و100 ألف ريال أو أكثر (15 و 150 دولارا بسعر السوق)، حسب الخيوط المستخدمة والوقت المستغرق لصنع الحزام.
وهناك العديد من أسماء الأحزمة، منها الكبسية والمتوكلية، وكذلك المفضلية، وهي أسماء تنسب لعائلات كانت تمتهن هذه الحرفة منذ القدم، فالكبسية تنسب لبيت الكبسي والمتوكلية لبيت المتوكل وكذلك المفضلية لبيت الفضلي وهي من أشهر العائلات التي عملت بهذه الحرفة في اليمن.