“هيومن رايتس ووتش”: عدد المسيحيين في اليمن يقدّر بـ41 ألفاً
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الخميس، إن عدد المسيحيين في اليمن، يقدّر بنحو 41 ألف مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين، لافتة إلى أن كثيراً منهم، فّر العام الماضي من البلاد التي مزقتها الحرب، منذ أكثر من عام.
يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الخميس، إن عدد المسيحيين في اليمن، يقدّر بنحو 41 ألف مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين، لافتة إلى أن كثيراً منهم، فّر العام الماضي من البلاد التي مزقتها الحرب، منذ أكثر من عام.
وذكرت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني، أن الحرب أثّرت على المجتمع المسيحي في اليمن بصورة حادة، حيث يتضاءل أملهم بالحماية من قبل دولة مقسمة، معطلة وآخذة في التدهور.
ونقلت المنظمة، في بيان لها، على لسان جون (أسم مستعار)، وهو مسيحي يمني يدير مكتبة احتوت الأدب المسيحي في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، أن الخطر المتصاعد على المسيحيين في بلد يتوسع فيه الإسلاميون المتشددون، بازدياد.
وأشارت المنظمة، إلى أن شحنة كتب، وصلت في 23 فبراير 2015 إلى (جون)، وفيها أناجيل وغيرها من المؤلفات المسيحية إلى مطار تعز، وسط البلاد، لكن مسؤولو الجمارك صادروا الشحنة.
ووفقا للبيان، فقد أبلغ أحد المسؤولين المتواجدين هناك المنظمة، أن مسؤولين آخرين اقترحوا حرق الكتب لأنها “كانت مسيئة للمجتمع والدين، كما تم انذار محامي جون بأن عليه الحذر من “رجال متهورين” بدافع ديني، قد يحرقون مكتبة [جون] إذا دخلت الشحنة المدينة.
وقالت المنظمة، إن القتال اندلع في تعز في مارس/2015 بين أنصار قوات الحوثيين وجماعات إسلامية مسلحة معارضة لحكمهم (منضوية تحت إطار المقاومة الشعبية)، وتسبب ذلك من ازدياد الهجمات ضد (جون) على وسائل الإعلام الاجتماعي، كما أن العناصر المتطرفة أصبحت أكثر نشاطا في المعارضة ضد الحوثيين في المدينة، في نهاية أبريل/، ولم يَعُد لديه خيار سوى الفرار.
ونقلت المنظمة عن أحد جيران (جون) في تعز، أن حوالي 15 رجلا مسلحا وملثّما يرتدون ثيابا سوداء في شاحنتي “بيك أب” من نوع “تويوتا”، وصلوا في سبتمبر الماضي، إلى البناء الذي يحوي شقة جون ومكتبته، وأنه إنه شاهدهم “يحزمون الكتب المسيحية في صناديق من مكتبة [جون] ويضعونها في السيارات، ورآهم بعدها يحرقون الكتب في “سوق الصميل” العام القريب (أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة تعز).
وفي عدن، جنوبي البلاد، أشارت المنظمة، إلى أن المؤسسات المسيحية هوجِمت 3 مرات في الآونة الأخيرة، حيث تستشري الجماعات الإسلامية المسلحة في المدينة، رغم أنها تخضع ظاهريا لسيطرة الحكومة.
وقالت “رايتس ووتش”، إن مسلحون اقتحموا كنيسة “القديس يوسف” وأحرقوها في 15 سبتمبر، وهي إحدى 4 دور عبادة مسيحية في المدينة.
ونقلت المنظمة عن شاهد عيان، إن عددا من المسلحين الملثمين، يرتدون قمصانا بيضاء عليها شعار “الدولة الإسلامية” باللون الأسود، وصلوا إلى الكنيسة على دراجات نارية، وعندما غادروا بدأت النار بالاشتعال، مشيرة إلى أنه عند وصول سيارات الإطفاء بعد أكثر من 30 دقيقة، كان معظم الكنيسة قد احترق.
كما دمّر انفجار كنيسة “الحبل بلا دنس” الكاثوليكية بعدن في 9 ديسمبر/كانون الأول، زعم السكان المحليين أن الإسلاميين كانوا مسؤولون.
وفي 4 مارس الماضي، ذكرت المنظمة، أن 4 مسلحين مجهولين، دخلوا مأوى مسنّين مسيحي في عدن وقتلوا 16 شخصا على الأقل، بما في ذلك حراس وسائقِين وطباخِين و4 راهبات، كما ذكرت وسائل إعلام.
وأفادت تقارير بأن المسلحين اختطفوا كاهنا هنديا أيضا، كما دمّر المهاجمون كل الرموز المسيحية والأغراض الطقسية، لافتة إلى أنه لم يتعرض سكان المأوى غير المسيحين للأذى.
وذكرت هيومن رايتس، أنه لا يبدو الكشف عن منفذي الهجمات محتملا، كما أن تقديمهم إلى العدالة أبعد احتمالا.
وقالت “لا تُثير مسألة هوية المهاجمين اهتمام المسحيين والأقليات الأخرى المتناقصة، بقدر ما يعنيهم واقع استهدافهم، دون معاقبة المعتدين، بأمل ضئيل بحمايتهم من قبل دولة مقسمة، معطلة وتتآكل”.