“الهدنة” تدخل شهرها الثاني على وقع تصعيد عسكري وانسداد سياسي
دخل قرار وقف إطلاق النار في اليمن، اليوم الأربعاء، شهره الثاني، على وقع تصعيد عسكري في جبهات مختلفة، وانسداد سياسي بين الأطراف السياسية المشاركة في مشاورات السلام بدولة الكويت. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
دخل قرار وقف إطلاق النار في اليمن، اليوم الأربعاء، شهره الثاني، على وقع تصعيد عسكري في جبهات مختلفة، وانسداد سياسي بين الأطراف السياسية المشاركة في مشاورات السلام بدولة الكويت.
وعلى الرغم من حفاظها على تماسكها في الأيام الأولى لسريانها منتصف ليل الحادي عشر من إبريل/ نيسان الماضي، إلا أن “الهدنة” الأطول في تاريخ الحرب اليمنية، بدأت بالتداعي مع دخولها الشهر الثاني.
وخلال اليومين الماضيين، سجّلت”الهدنة”، أكبر خروقاتها، فبعد إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً صوب الأراضي السعودية، استأنف طيران التحالف ـ الذي اكتفى بالتحليق خلال الأسبوعين الماضيين ـ غاراته على مواقع الحوثيين وصالح، في شمال البلاد.
وقال الحوثيون، إن معسكر العمالقة، الذي قاموا بالسيطرة عليه الأسبوع الماضي، تعرض لسلسلة غارات آخرها اليوم الأربعاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الموالين لهم.
و كان لافتاً، معاودة التحالف قصف مواقع الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي البلاد، رغم تفاهمات ثنائية مع الجانب السعودي كانت قد أثمرت عن تهدئة وتوقف للغارات منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
ووفقا لوكالة سبأ الخاضغة لسيطرة الحوثيين، فقد شنت مقاتلات التحالف ثلاث غارات على منطقة “مندبة” في بلدة “باقم” الحدودية، بمحافظة صعدة، دون ذكر أي خسائر، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من التحالف حول ذلك.
و بدأ التصعيد الحوثي، في أقاصي الشمال اليمني، عقب سيطرة الحوثيين على قاعدة “العمالقة”، في مديرية حرف سفيان، المتاخمة لمعاقلهم الرئيسية في محافظة صعدة، بعد حصار دام أسابيع، وهو ما جعل وفد الحكومة الشرعية يعلّق مشاركته في مشاورات الكويت احتجاجا على ذلك.
و ذكرت مصادر عسكرية لـ”يمن مونيتور”، أن الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، نقلوا نحو 400 جندياً من معسكر 48 في العاصمة صنعاء إلى قاعدة “العمالقة”، بعد السيطرة عليها.
وشهدت الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الحوثيين، ووفقا لوسائل إعلام حكومية، فقد سجلت فرق الرصد والمتابعة 81 اختراقاً للحوثيين وقوات موالية لـ”صالح” في محافظات تعز والبيضاء والجوف ومأرب والضالع وحجة وشبوة، حيث استخدمت في قصفها مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
و حسب وكالة “سبأ” الرسمية، فقد سجّلت فرق الرصد 35 إختراقاً للحوثيين وقوات صالح في محافظة تعز ،حيث اُستخدمت المدفعية والكاتيوشا وهاونات الدبابات 23مم في قصفها على مناطق ثعبات، الضباب، اللواء 35 مدرع، الدفاع الجوي، قلعة القاهرة، أحياء الكمب، الاخوه، الخير، طريق جبل صبر، وعدد من المنشآت الحيوية، ما أسفر عن مقتل شخصين.
وفي محافظة البيضاء، وسط البلاد، قال التقرير الرسمي، إن الحوثيين وقوات صالح ارتكبوا 5 اختراقات، وذلك بقصف قرية القرين، ويفعان في مديرية ذي ناعم، والحبج والجردي والغول والمطابن بقذائف هاون 12,7 و 14,5 بي 10، كما قاموا بتحشيد نحو 400 مسلحاً وعدد 10 عربات وأطقم من البيضاء في اتجاه مكيراس.
وسُجلت 5 خروقات في محافظة شبوة، جنوبي البلاد، و 21 خرقاً في محافظة الجوف، شمالي البلاد، و6 في محافظة مأرب، شرقي صنعاء، و5 في محافظة الضالع، جنوبي البلاد، و5 في حجة، شمال غربي البلاد.
و يتزامن التصعيد العسكري للحوثيين وقوات صالح، مع انسداد تام للحل السياسي في مشاورات الكويت للسلام، وتعنت وفد الحوثي ـ صالح، في عدم الخوض في جدول أعمال اللجان الثلاث التي تناقش المهام السياسية.
وقالت مصادر تفاوضية لـ”يمن مونيتور”، إن جلسات الأربعاء، انتهت دون تحقيق أي تقدم جوهري، وخصوصا في اللجنة السياسية والأمنية بسبب اشتراط الحوثيين تشكيل حكومة توافقية في المقام الأول.
وفي مؤشرات لفشل مرتقب للمشاورات، لوّح اجتماع سياسي للمجلس السياسي للحوثيين مع أحزاب صغيرة موالية لهم، أنه سيرتب للعملية السياسية في حال فشل محادثات الكويت.