(رويترز، فرانس برس)
أعلنت شركة والت ديزني تراجع خسائر البث بمقدار 400 مليون دولار عن الربع السابق من العام ولكنها فقدت أيضاً مشتركين، ما انعكس ردة فعل سلبية في وول ستريت، حيث تراجعت أسهم “ديزني” 4.4% في تعاملات ما بعد الإغلاق.
وساعدت زيادة الأسعار وخفض نفقات التسويق في تحسين أداء وحدة البث التابعة لـ”ديزني”، من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار. وأنهت الوحدة الربع متكبدة خسارة تشغيلية قدرها 659 مليون دولار، مقارنة مع 1.1 مليار دولار في الربع السابق.
في الوقت نفسه، انخفض إجمالي عدد المشتركين في خدمة “ديزني+” بواقع أربعة ملايين مشترك إلى 157.8 مليوناً.
وجاءت معظم خسائر المشتركين من منصة ديزني+ هوتستار في الهند، بعدما فقدت حقوق بث مباريات الكريكيت في الدوري الهندي الممتاز. كما فقدت “ديزني” 300 ألف عميل في الولايات المتحدة وكندا، حيث رفعت الأسعار في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال بول فيرنا، المحلل لدى “إنسايدر إنتليجنس”، لوكالة رويترز، إنّ المحللين توقعوا أن تضيف شركة ديزني أكثر من مليون عميل في الربع الأول. وبوجه عام، بلغت ربحية السهم المخفضة 93 سنتاً، وهو ما يتفق مع توقعات المحللين الذين استطلعت “رفينيتيف” آراءهم.
وبلغت إيرادات “ديزني” 21.82 مليار دولار، وهو ما يزيد قليلاً عن توقعات المحللين البالغة 21.79 مليار دولار.
تفاؤل رغم الخسائر
وظل الإقبال كبيراً على المتنزهات الترفيهية التابعة للشركة، وساعد النمو في منتجع ديزني في شنغهاي، وديزني لاند باريس، ومنتجع ديزني لاند في هونغ كونغ، على رفع الدخل التشغيلي للوحدة بنسبة 23% عما كان عليه قبل عام إلى 2.2 مليار دولار. ويتناقض هذا المنحى مع النمو المتواصل الذي حققته منصة نتفليكس المنافِسة في الأرباع الثلاثة الأخيرة توالياً.
وأكد المدير العام للمجموعة بوب إيغر، خلال مؤتمر عبر الهاتف للإعلان عن النتائج المالية، أنه “متفائل” بدرجة كبيرة في شأن الإمكانات التي يختزنها البث التدفقي من حيث الإيرادات الإعلانية.
وشدد بوب إيغر على ضرورة التزام قدر أكبر من الانضباط المالي في مجال إنتاج المجموعة السمعي البصري للمنصات، وقال “من المهم جداً ترشيد حجم المحتوى الذي ننشئه وما ننفقه على إنتاجه”.
وأضاف أنّ المجموعة أرادت عند إطلاق “ديزني +” في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 “إغراق هذه المساحة بأكبر قدر ممكن من المحتوى لكسب أكبر عدد ممكن من المشتركين”. لكنها أدركت أنها تنتج “الكثير من المحتوى الذي لم يكن بالضرورة يغذي النمو”. وقال إيغر “نريد تقليل إنتاجنا مع الحرص على ألّا يؤثر ذلك على الاشتراكات”.
الاستغناء عن موظفين
كما في الربع السابق، شكلت المتنزهات الترفيهية رافعة لنتائج المجموعة، إذ ارتفع حجم مبيعاتها بنسبة 17% خلال سنة، بفضل تحسّن الإقبال والزيادات في الأسعار.
وبلغت الزيادة في المتنزهات وحدها 23%، لكن عائدات الفرع عموماً تأثرت سلباً بتراجع مبيعات المنتجات المشتقة.
وبشكل عام، تمكنت “ديزني” من احتواء الزيادة في الأكلاف (+ 10.7%) بوتيرة أبطأ من إيراداتها (+ 13%).
ويُفسّر هذا الفارق الإيجابي خصوصاً بتدابير عصر النفقات التي قررها بوب إيغر منذ توليه مجدداً زمام قيادة المجموعة في نوفمبر الفائت، ومن أبرز هذه التدابير الاستغناء عن نحو سبعة آلاف موظف.
وتضاعف صافي الربح ثلاث مرات تقريباً ليصل إلى 1.488 مليار دولار. وعلّق بوب إيغر معتبراً أنّ الاستراتيجية التي أعلنتها المجموعة في الربع الأخير (مطلع فبراير/ شباط) أثبتت فاعليتها.
وأكّد أنّ الشركة “تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أو تجاوز هدفها المتمثل في تحقيق وفر بقيمة 5.5 مليارات دولار” خلال سنة كاملة.