بعد 8 سنوات من الإخفاء والتعذيب.. صحفيون محررون يستعرضون واقع سجون الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
استعرض الصحفيين اليمنيين المفرج عنهم مؤخراً بعد نحو 8 سنوات من الاخفاء والتعذيب في سجون الحوثيين، في جلسة استماع حقوقية دولية، واقع ما عانوه في هذه السجون وما تعرضوا له خلال سنوات الاختطاف.
ونظمت نقابة الصحفيين اليمنيين، جلسة استماع للصحفيين المحررين من سجون الحوثيين “عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، وأكرم الوليدي” بمشاركة مجلس النقابة وقيادة الاتحاد الدولي للصحفيين.
وفي بدء جلسة الاستماع التي نظمت، مساء الثلاثاء، عبر الصحفيون المحررون عن شكرهم للنقابة والاتحاد الدولي للصحفيين لمؤازرتهم في محنتهم وللجهود التي كان لها دور كبير في تواجدهم اليوم في هذا اللقاء.
واستعرض الصحفيون الأربعة مسار الأحداث منذ بداية اختطافهم من أحد فنادق صنعاء في ٢٠١٥ وما رافقه من اعتداء عليهم بأعقاب البنادق واقتيادهم إلى قسم الحصبة ثم قسم شرطة الأحمر، ومن ثم البحث الجنائي، وسجن الثورة ثم هبرة وصولاً للأمن السياسي ومعسكر الأمن المركزي واصفين ما تعرضوا له خلال سنوات الإخفاء والتنقل بين المعتقلات من تعذيب وحشي واعتداءات بالضرب بالحديد والتعليق والصعق الكهربائي، وغيرها من أدوات التعذيب الصادمة.
وأكدوا أنه تم وضعهم في مناطق عسكرية معرضة للقصف، كما تعرضوا للاعتداءات أثناء التحقيق من شخصيات مليشياوية معروفة وحراسة ومسئولي السجون، ناهيك عن الإعتداء على الزميل توفيق المنصوري من قبل رئيس لجنة الأسرى الحوثية عبدالقادر المرتضى حيث قام بضربه بقضيب حديدي على رأسه مسبباً له إصابة بالغة.
وكشفوا عن مواجع كثيرة وصور قاسية من الضغوط الممنهجة التى مورست ضدهم منها وضعهم في زنازين ضيقة تسمى ” الضغاطات” بلا حمامات ولا تهوية، ولا نظافة.
وتحدث الصحفيون عن التغذية السيئة داخل المعتقلات، ومنعهم من الزيارات والأدوية والرعاية الصحية، مستدلين بعدم السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم أثناء وفاة آباء بعض الزملاء.
كما اعتبروا أن حكم الإعدام الجائر بحقهم مثل صدمة وضغطاً نفسياً كبيراً لهم ولأسرهم. متطرقين للآثار النفسية، والصحية المدمرة للتعذيب الذي تعرضوا له خلال الثمان السنوات المشئومة.
ولم تتوقف هذه المعاناة في غياهب السجون بل امتدت لتشرد أسر الصحفيين من صنعاء وتكاثر الأعباء عليهم في السفر والانتقال لمتابعة قضيتهم كما أشاروا إلى تعرض أهاليهم وأقاربهم للإعتقال كما حدث مع والد الزميل اكرم الوليدي، ناهيك عن توقف وظائف الزملاء وإرهاق أسرهم وتجفيف كل مصادر عيشهم الخاصة، ونهب مستلزماتهم وأجهزتهم.
وفي الجلسة أشاد أعضاء مجلس النقابة بعظمة تضحية الصحفيين المحررين وتصدرهم للمشهد كنماذج دفعت هذا الثمن في سبيل حرية الصحافة وعبروا عن تقديرهم لثباتهم وأهمية استمرار الكفاح ضد هذه الجرائم والانتهاكات مؤكدين على أهمية وضع هذه التجربة ضمن روافع الأسرة الصحفية في اليمن وتحويلها إلى مبعث يقظة مشيرين إلى أن هذه الجلسة تعد لقاءً اولياً ستتبعه ترتيبات عديدة للتعامل مع هذه القضية بما يخدم الزملاء وينتصف لهم ولحرية الصحافة على كل المستويات.
حضر الجلسة أيضا الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين انتوني بيلانجي ونائب رئيس الاتحاد ناصر أبو بكر.