كتابات خاصة

دولة الجميع ودولة الجماعة

قبل ان نلوم قبائل ابين وتحركها نحو صنعاء لتحرير القائد العسكري الفذ فيصل رجب، بديلا عن الدولة، علينا ان نجيب على السؤال المهم أين هي تلك الدولة؟ وهل هي دولة الجميع، ام دولة الجماعة، وهناك فرق بينهما.

ما يتشكل على الواقع اليوم هي دولة تخص جماعة بذاتها، وغير معنية بعموم الشعب والمناطق والقبائل، والطوائف والشرائح الاجتماعية، دولة تظهر فيها أنياب الدولة العميقة التي رفضها الشعب، والمشاريع الصغيرة التي تجاوزها الزمن، وقدم الوطن قوافل من الشهداء من اجل التخلص منها.

دولة مؤشراتها في التحركات والمواقف والقرارات، في الشائعات المستوحاة، في الهنجمة والنفير، في التهديد الوعيد، دولة يرها العقل الفطن بوضوح وهي تلوح علينا، من المناطقية والجهوية، ومن تراكمات الماضي و ثاراته، معايير قذرة، اغرقت أصحابها في الارتهان والتبعية .

 دولة لا تمثلنا ، ولا تعبر عن تطلعاتنا وهموم العامة، دولة تطبخ في مطابخ الطامعين وأعداء الوطن والأمة، طبخة تحرق كل جميل في البلد، لتقدم للناس طعام مسموم، و دمى مصنوعة من قاذورات المال المدنس بالذل والمهانة .

هذه الدولة التي يرفضها العقل الحر، وترفضها الروح الوطنية، والقيم والمبادئ والأخلاقيات التي تربينا عليها، هي التي ستجعل الناس يبحثون عن البديل الوطني، سيعودون للإرث والتراث، ويفتشون في ماضيهم عن ما يعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم، وعن ما يجمع لا يفرق، فإذا غابت الدولة والنظام والقانون، القادر على ان يحكم العلاقات، ويضبط إيقاع الحياة العامة، ليساوي بين الناس وينصف ويرسي العدل، في قراراته ومواقفه تجاه الجميع، سيبحثون الناس عن البديل الذي ينصفهم، ويوفر لهم المساواة والعدالة والحرية والمواطنة، وحتى وان كانت تأتيهم من جلباب القبيلة، وأعرافها وعادتها وتقاليدها، ومن حق الناس ان تختار ما هو افضل .

دولة الجميع، هي الدولة المعبرة عن تطلعات الناس جميعا بمختلف مناطقهم وطوائفهم وقبائلهم وعشائرهم وأعراقهم، دولة يحكمها نظام وقانون عادل ومنصف، تديرها مؤسسات مهنية، وكفاءات وطنية، وقيم ومبادئ وأخلاقيات عصية على الارتهان والتبعية، لا يمكن لأفرادها الاشتراك في المسرحيات القذرة  لتسليم البلد لغير أهلها، والاحتماء بالأجنبي لفرض مشروع خاص يفرق لا يجمع، يشتت دون ان يوحد، يهين ويذل الآخر، دون إنصاف وعدالة، ليجعل من الوطن مجزئ، لحكام مستبدين واعوانهم من المرتزقة والمنافقين، والبقية مهنين اذلاء في السجون المعتقلات، مقصين مهمشين، فقراء جياع ينتظرون ما يمن عليهم الحاكم وأعوانه الذين ينعمون بفساده واستبداده .

اليوم ذهبت قبائل أبين التفاوض مع الحوثي لأطلاق سراح القائد الفذ فيصل رجب، واستجاب الحوثي، وقبلها ذهبت قبائل لحج وأطلقت سراح عدد من المعتقلين، و محد احسن من حد، كسب الحوثي موقف، و حققت القبائل ما تريده، وغابت الدولة التي ننشدها!

دولة الجميع لكي تفاوض عن الجميع كمواطنين دون تمايز مناطقي طائفي مذهبي او حتى حزبي، ولهذا مطلبنا جميعا دولة، تحق الحق وترفض الباطل، دولة عادلة منصفة للجميع، دولة النظام والقانون، والعدالة والمساواة والحرية والمواطنة في الشمال والجنوب في الشرق والغرب، دون مزايدة وشعارات و ما هو على الواقع شيء مختلف لا علاقة له بما يردد من شعارات رنانة  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى