اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

تهجير اليمنيين من عدن.. تفعيل للشروخ المجتمعية واستهداف للهوية الوطنية الجامعة

قامت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، يوم السبت، بحملة تهجير واسعة ضد عمال وتجار ومواطنين في عدن ينتمون للمحافظات الشمالية، ووصل المئات من المواطنين إلى طور الباحة بلحج بعد ترحيلهم في شاحنات كبيرة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عبدالإله عباد
قامت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، يوم السبت، بحملة تهجير واسعة ضد عمال وتجار ومواطنين في عدن ينتمون للمحافظات الشمالية، ووصل المئات من المواطنين إلى طور الباحة بلحج بعد ترحيلهم في شاحنات كبيرة.
واتهمت الأجهزة الأمنية المرحلين بأنهم لا يملكون اثبات هوية، وهو ما نفاه المواطنون رافعين بطائقهم الشخصية.
وفيما اعتبرت الحكومة اليمنية أن هذا التهجير عنصرية مقيتة تدعو للمحاسبة، اعتبر رئيس البلاد عبدربه منصور هادي هذا التهجير يصب في مصلحة “الانقلابيين”.
 
 تهديد النسيج الاجتماعي وخلخلة صفوف الشرعية
الصحفي والناشط السياسي أحمد شبح قال إن تأثير هذه الممارسات ستكون لها تداعيات خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية وخلخلة صفوف الشرعية وفقدان الأمل الشعبي باستعادة مؤسسات الدولة وعرقلة تأسيس دولة مدنية عادلة تقود لمستقبل آمن”.
 وأشار في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن توقيت الحملة يهدف لإرباك المشهد وخلق معارك جانبية تلهي عن القضية الأساسية لليمنيين المتمثلة في إنهاء انقلاب الحوثيين وصالح واستعادة الدولة والعودة للمسار السياسي”.
وأضاف، أن هذه الممارسات  تصب في مصلحة الانقلابيين وتساعد في تخفيف الضغوط عليهم والتستر على خروقاتهم ومساعيهم لتفجير الأوضاع واستمرارهم في الحرب ضد اليمنيين وخلخلة الاستقرار في المحافظات المحررة أو الخاضعة لسيطرة الشرعية وإظهارها بأنها ليست بأحسن حالا من المحافظات المحتلة وأن البديل هو الفوضى والاحتراب”، لافتاً إلى أن “مثل هذه الممارسات تبعث مع الأسف رسالة سلبية وتمنح الانقلابيين ورقة ضاغطة في المشاورات الجارية في الكويت وتزعزع ثقة المواطن بالشرعية وتعرقل وتشوه أهداف دول التحالف العربي وتبعث رسالة قاتمة للمواقف الدولية الداعمة للشرعية وتحرير وبناء وإعمار اليمن والحفاظ على وحدته واستقراره”.
وتابع، “هذه الأعمال التخريبية في المقابل تخدم القوى الداخلية والاقليمية والدولية الساعية لإغراق اليمن في الفوضى والعنف وتغذية الشقاق المجتمعي وإحياء نزعات العنصرية والجغرافية، وهي ناتجة عن تعبئة تقسيمية وتحريض طويل وممنهج تموله عملات أجنبية تشوه تاريخ مدينة عدن التي تكتسب أهميتها من موقعها الاستراتيجي وكونها مدينة مفتوحة على العالم تعايشت فيها جنسيات عالمية مختلفة قبل أن تكون مدينة لكل اليمنيين وتحولها إلى مدينة طاردة لليمنيين والعالم على حد سواء. والتجربة التاريخية زاخرة بأهمية الأدوار السياسية والاقتصادية التي يلعبها أبناء المحافظات الشمالية في عدن”.
وأضاف “شبح” أن “العالم يتجه إلى تذويب الحدود الجغرافية وبناء التكتلات والتحالفات كأساس للقوة والتأثير بينما نجد مع الأسف من يريد العودة بوطنه وشعبه للصراعات القديمة وحروب الهوية”، مؤكداً في الوقت نفسه أن “المسئولية الوطنية والأخلاقية تفرض على السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس والحكومة عدم الاكتفاء بالأقوال واتخاذ أفعال حاسمة وجادة لوقف هذا الانحدار ومحاسبة كل من يقف خلفها ويخطط لها وإذا كانت الشرعية تسعى لاستعادة الشرعية في صنعاء فعليها من باب أولى عدم السماح للانقلاب عليها في عدن أو خروج المحافظات المحررة عن سيطرتها مجددا”.
 
عملية إنقاذ
ويرى رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، “حسين الصوفي”، أن الحادثة لم تكن الأولى من نوعها فقد سبقتها حوادث مماثلة وبالعودة  الى تواريخ تلك الحوادث المشابهة سيتضح بجلاء أن كل اعتداء اجرامي يمارس في عدن يأتي لفك ضغط كبير على الحوثيين في صنعاء ويفتح فرصة للعصابات المرتدية لقناع الانقلاب من مليشيا الحوثي والمخلوع وتعتبر هذه الممارسات  عملية انقاذ تنتشل الانقلابيين من مأزق خطير واليوم تأتي هذه الجريمة البشعة لتنقذهم من مأزق الفشل في الكويت وهذا يشير إلى الفاعل مهما لبس من قناع فنتيجة جرائمه تصب في خدمة الانقلاب.
وأضاف الصوفي في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن تداعيات نشر الصور بشكل عاجل يأتي ضمن مشروع يسعى لتوسيع الشرخ الاجتماعي بعد أن حقق نجاحا ملحوظا على الصعيد السياسي بعد الانقلاب واستطاع تكوين شرخ سياسي وطني واضح المظاهر فهو يتجه نحو تعميق الشرخ الوطني وفتح شرخ اجتماعي تحت غطاء هويات صغرى”.
وأشار إلى أن “تداعيات الجريمة مفتوحة ما لم تلقَ معالجة عاجلة من منظومة الشرعية والرئاسة على وجه الخصوص مع موقف واضح وجاد من بعض أطراف في التحالف العربي وموقف الرئاسة يجب أن يكون أقوى مما بدا عليه وأكثر فاعلية وأسرع وطبيعة المرحلة تفرض التفاعل الحساس والعاجل والابتعاد عن التراخي والتباطؤ الذي ستكون عواقبه وخيمة وربما غير قابلة للعلاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى