ليس لانحداركم حد، ولا لانحطاطكم حدود.. هذا توصيف قد لا يبدوا كافيا لكنه المتوفر.. ولست هنا في معرض كتابة سيرتكم الذاتية، هنا فقط أكتب تمهيدا للتاريخ، ومقدمة لطلبات تختص بالحاضر المشترك الذي ابتلانا الله باستنشاق هوائه معكم!
استهلال:
ليس لانحداركم حد، ولا لانحطاطكم حدود.. هذا توصيف قد لا يبدوا كافيا لكنه المتوفر.. ولست هنا في معرض كتابة سيرتكم الذاتية، هنا فقط أكتب تمهيدا للتاريخ، ومقدمة لطلبات تختص بالحاضر المشترك الذي ابتلانا الله باستنشاق هوائه معكم!
حسنا، نحن الذين لسنا أبناء السلالة والنبوة والحسين، نحن العرب ولسنا السادة، ابتلاكم الله إذن باستنشاق الهواء معنا، لا بأس.. المهم أن حاضرنا مشترك، أضيفوا إلى ذلك أننا أغلبية، أكثرية، نحن الأبناء غير المقدسين، ونحن الذين لانشغالنا بمستقبلنا ومستقبل أجيالنا لم نلتفت لقداسة تستوطن مجاري البول، ونحن الذين – يا لغرابة أطوارنا – صادف أن نلنا الشهادات، وحاولنا أن نوجد في حياتنا ما يمكن تقديمه لنيل المناصب والوظائف؛ المهم، تذكروا يا كل أولئك أننا نحدثكم الآن باسم حاضرنا المشترك.. وهو – يا للأسف – محكوم بنا جميعاً لا بكم وحدكم، لذا لزم التنويه، ويلزمكم أخذ الأمر بعناية.
الآن:
هل يمكن أن تتعبوا أنفسكم وتلعبوا على عقولنا بشكل أذكى؟! ليس من داع لكل هذه الفجاجة في الإعلام والمساجد والجدران! هذا المستوى المغالي من القبح يقابله منا مغالاة داخلية عميقة من الحقد والاحتقار.. لا تظنوا أن تصاويركم وملصقاتكم تتخللنا، حتى حين تروننا ونحن نراها، إننا نحتقرها، وندرك عميقا نفسية المنهزم الذي تآلفت في صالحه أراذل القوم وسوء الحظ ورداءة المحيط فانتصر، ولأنه – أي المنهزم – يدرك حجمه، ويدرك كم هو ضئيل وطائفي ومتخلف ورجعي ومنبوذ، ذهب ينازل الجدران وأوراق الصحف الرسمية التي لم تعد تفيد في غير المطاعم والبوفيات، وظن أنه وصل، والحقيقة أنه يشنق نفسه على الأحجار الصماء، وتشنقه الحقيقة في أعماق كل المارة والناظرين.
هل يمكن أن تغيروا ألوانكم وتصاميمكم وتنسيقاتكم ورقاعكم؟! الأخضر الذي تنثرونه في كل الأمكنة سخيف، يبدو لي فاقعا وكأنه وجه مجامل، أو ضحكة متحامل، أو وجه متثاقف مليشاوي في مجلس من الشرفاء! باهت هو اللون والأحمر بجانبه وبذلك الدمج البدائي المريع يعطي إحساسا ما بأن هذا الملصق وقح، مقتحم لحياة الآخرين، همجي بشكل ما، ليس متروكا للفرجة، إنه متروك لإخراج لسانه للآخرين، ولإعلان اللامبالاة بهم فقط!
هل يمكن أن تخففوا زعيقكم؟ ما الذي يستوعبه الانسان السوي من كل ذلك الصراخ سوى النشاز؛ النشاز فكرة خارجة عن الحياة، بعيدة عن سياقها تماما، أنتم تخربون السُلَّم الطبيعي للحياة، هدئوا من روعكم، لم كل هذا الخروج الطافح عن السوي؟! لو أن علاقتكم استمرت بالأشياء عند هذا المستوى فستجدون أنفسكم يوما خارج نطاق الحياة والأحياء، الأرض تدور كي تتخلص من هكذا زوائد، بالمناسبة.
هل يمكن أن تحسنوا إملاءكم؟ الأخطاء الإملائية مؤذية للقارئ، خصوصا حين تأتي من واهم يرى نفسه الإعلامي الأول مثلا أو القيادي المهم.. لا تمارسوا مزحا سامجة على صفحاتكم، إنكم تقهقهون ونحن لا نرى من ضحكاتكم الممجوجة سوى دماء تتساقط ممهورة بأوهامكم.. لا تكتبوا عن الإله: أخجل حين أرى اسمه عندكم، أحس به في السياق الخطأ، والنص الخطأ، وذلك لا يليق؛ الإله هو الحقيقة الكاملة. فبحق الإله، ليس من داع لحشر اسمه في سياق بائس ككل سياقاتكم.
هل يمكن …الخ؟!!!