قراءة اليأس في طهران.. الذهب أفضل صديق للحرس الثوري الإيراني
يمن مونيتور/ فوكس نيوز/ ترجمة خاصة:
يصف إيمانويل رضوي جمهورية إيران بأنها “دولة تهريب مخدرات”. حيث يقوم الحرس الثوري بتنفيذ عمليات التهريب لتمويل الأنشطة الإرهابية في الخارج، ولإثراء أعضائه وأصدقائه في النخبة الحاكمة.
ووفقا لرضوي، وهو كاتب متخصص في الشرق الأوسط أجرى مؤخرا تحقيقا لمجلة “باريس ماتش”، فإن النظام، الذي يدعو إلى الالتزام بالمبادئ الإسلامية الصارمة، يوظف شرطة أخلاقية وليس لديه مشكلة في دفع المخدرات إلى العملاء الدوليين.
ويدعي رضوي أن تجارة التهريب الإيرانية منتشرة وتشمل أيضا حركة كبيرة في الذهب.
يقول رضوي لفوكس نيوز: “بعض الطائرات من شركة إيرانية تدعى ماهان تنقل بداخلها أسلحة وذهب وأموال”.
ويضيف: “الكثير من الذهب. كميات كبيرة. تذهب إلى بلدان مختلفة، ويتم غسلها وتحويلها إلى نقد في تركيا، في السوق السوداء باسطنبول”.
ويدير الحرس الثوري الإيراني شركة ماهان للطيران وتخضع لعقوبات من الولايات المتحدة. يقول رضوي إن هذه الأموال بعد ذلك تجد طريقها إلى الحسابات المصرفية لأشخاص ليسوا بالضرورة من النظام ولكن من الأصدقاء والعائلة، وأحيانا في البلدان الصديقة للغرب. عبر ما يصفها بشبكة من المخبرين الذين تستخدمهم على الأرض.
ويعتقد رضوي أن هذه الأموال “ربما تكون بوليصة تأمين على الحياة إذا ساءت الأمور في النهاية”.
تتوافق قصة رضوي مع ما أبرزته مصادر دفاعية إسرائيلية في الأشهر الأخيرة – أن فنزويلا ترسل الذهب إلى إيران كدفعة مقابل النفط الذي لا تستطيع إيران بيعه في مكان آخر – ثم يتم صرف الذهب في بلدان ثالثة. وتذهب الأموال إلى تمويل «حزب الله» وأنشطته الشائنة، والحوثيون في اليمن. وتعتبر إلى حد ما تأمين النظام لإبقاء الحروب بالوكالة ساخنة وبعيدا عن الأراضي الإيرانية الفعلية.
وفي حين تقول بعض المصادر إن حركة الطائرات والذهب هذه ثابتة، فإن بحث رضوي، الذي يدعي أنه يأتي من أشخاص لا يمكن الكشف عن أسمائهم بسبب الطبيعة الحساسة لوظائفهم والطبيعة القمعية لإيران، يشير إلى أن المهربين الإيرانيين ينقلون المزيد من الذهب منذ بدء المظاهرات في الخريف الماضي بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما. وكانت الشابة قد اعتقلت لعدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح وتوفيت في حجز الشرطة.
ويضيف: “كان هناك زيادة في هذه الرحلات. فهمنا من بعض المصادر أن الملالي كانوا قلقين بشأن ما حدث فيما يتعلق بالمظاهرات. ربما هذا هو السبب في أنهم قرروا وضع الأموال خارج إيران، وهذا يعني أن النظام قلق بشأن المستقبل”.
وعلى ما يبدو، حاولت مجموعة كبيرة من كبار قادة «الحرس الثوري» الإيراني مناقشة هذه المخاوف مع المرشد الأعلى آية الله خامنئي قبل بضعة أشهر، لكن تفاصيل ذلك الاجتماع المثير للجدل لم تتسرب إلا مؤخرا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى طبيعة محتوى النقاشات.
ويقال إن القادة اشتكوا من اضطرارهم إلى قمع المتظاهرين؛ إذ يجلب القمع لهم العار بشكل كبير، لأنه في بعض الحالات تشارك زوجاتهم وأطفالهم وجيرانهم في المظاهرات، حسبما أوضح الدبلوماسي الإيراني السابق مهرداد خونساري.
وفي الاجتماع الشهير انتقد القادة علانية رفاقهم الموجودين حولهم الذين يملؤون جيوبهم بالبضائع المسروقة. وأشير إلى أن البعض في صفوف الحرس الثوري الإيراني لم يعودوا قادرين على تغطية نفقاتهم – حيث يبلغ معدل التضخم في إيران، وفقا لبعض التقديرات، 47٪ – في حين أن أفراد أسر أخرى يتلقون أجوراً تعادل راتب خمس سنوات لجندي المشاة العادي.
وأضاف خونساري: “إن عرض هذا النوع من الاجتماعات غير المسبوقة على الإطلاق. يوفر نافذة لم يرها الناس في إيران، وكانت الحكومة بطبيعة الحال حريصة جدا على قمع النشر أو مواصلة الحديث عن هذا الموضوع لأنه من الواضح أنه لا يبشر بالخير للنظام”.
ويقول حامد محمدي إن مشكلة الروح المعنوية للحرس الثوري، تمتد إلى القوات المسلحة النظامية الإيرانية، التي كان عضوا فيها ذات يوم.
ويدعي محمدي، الذي يعيش الآن في المنفى ويكتب لصحيفة كيهان اللندنية، أن متوسط راتب الضابط يعادل أربعمائة دولار فقط في الشهر، ويقول إن تكلفة الطعام في إيران مرتفعة تماما كما هي في لندن أو أوروبا الغربية. وعندما لا يعملون في العمل الإضافي أو يقودون سيارات الأجرة أو يحرسون الأبراج الكبيرة للأثرياء في شمال طهران، فإن البعض في الجيش يبيعون المعلومات الاستخباراتية، وفقا لمحمدي.
وأضاف: “الضباط الساخطون يكشفون المعلومات السرية للنظام”.
وهي التي كشفت عن مسار حركة قاسم سليماني (الرئيس السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل في العراق) أو محسن فخري زاده (القائد المزعوم لبرنامج الأبحاث النووية العسكرية الإيرانية – اغتيل أيضا). وتجيب عن تساؤلات: كيف تعرف إسرائيل ما يجري في المنشآت النووية؟”.
ويعتقد محمدي أن هناك أيضا منافسة بين الحرس الثوري الإسلامي والجيش النظامي. ويذكر، مما تخبره به اتصالاته القديمة، ارتفاع مستويات الغضب والاكتئاب في صفوف الجيش. ومع ذلك، يقول محمدي إن الخوف يمنع الساخطين من التمرد الشامل.
ويضيف خونساري: “الحكومة تسيطر بشكل كامل بينما نحن نتحدث. إنهم ليسوا على وشك الانهيار. لكن الحقيقة هي أنهم غير قادرين أيضا على حل أي من القضايا الرئيسية التي لها علاقة بحياة الناس. لذا فإن استمرارهم على رأس السلطة لمدة طويلة الأجل لم يعد احتمالاً قائماً، لأنهم غير قادرين على فعل أي شيء ما لم يغيروا سياساتهم بطريقة جدية”.
وإذا ما اعتبرنا القرار الأخير بفرض المزيد من الصرامة على النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب – باستخدام الكاميرات والتعرف على الوجه لتتبعهن – بعد أشهر من الاحتجاجات العنيفة ومئات الوفيات مؤشر، فيبدو إن النظام لا يفكر في أي نوع من التغيير.
المصدر الرئيس
Reading desperation in Tehran: Gold is the Islamic Revolutionary Guard Corps’ best friend