رمضان.. موسم انتعاش المشاريع المنزلية في اليمن (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تستمر نهى نجيب في عملها ببيع بعض الأطعمة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك منذ 12 عاما، بكل إصرار وتحدي، لتحقيق حلمها، ولرغبتها بتحسين الوضع المادي لأسرتها.
تقول نهى لـ”يمن مونيتور” إن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتها في بدء الاقتراب من تحقيق هدفها، فقد كانت طريقها للوصول لزبائن أكثر، وللتسويق لمنتجاتها بشكل جيد، وكسب ثقة من يتعامل معها.
تنتعش بشكل كبير المشاريع المنزلية خلال رمضان وبالذات المرتبطة ببيع الأطعمة، ويكون الإقبال كبيرا عليها من قِبل الشباب الذين يعيشون بعيدا عن أسرهم سواء بهدف الدراسة أو العمل، وكذا ربات البيوت.
ويأتي ذلك مع استمرار الحرب في اليمن، وحاجة 21.6 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية في 2023 بحسب الأمم المتحدة.
لم يكن الطريق أمام نهى سالكا، فهي واجهت صعوبات عديدة، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها، جعل ذلك ربحها غير ثابت، لكن ذلك كان دافعها للكفاح والإصرار على تحقيق حلمها المتمثل بفتح مشروعها الخاص المرتبط بهوايتها بعيد عن المنزل.
تخفيف العبء
عمل نهى لا يقتصر على رمضان فقط، إلا أن هذا الشهر تزداد فيه الطلبات على ما تقدمه، إذ تتميز برقائق السمبوسة التي تنتجها في المنزل، وهي من المقبلات التي تحرص آلاف الأسر اليمنية على توفيرها في مائدة رمضان.
وتحرص رانيا صادق من حين لآخر على طلب بعض الأطعمة من مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة حين يكون لديها عدد كبير من المدعوين للفطور في منزلهم.
وتذكر لـ”يمن مونيتور” إنها وبرغم توفر رقائق السمبوسة في بعض البقالات، إلا أنها تفضل طلبها من مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك لثقتها بالأكل الذي يتم إعداده في المنزل، ولجودته غالبا،
إضافة إلى رغبتها في دعم مثل تلك المشاريع.
وتشيد رانيا بعدم تأخر وصول الطلبات غالبا. مشيرة كذلك إلى ارتفاع بعض أسعار الأطعمة أحيانا التي يتم بيعها في مواقع التواصل الاجتماعي.
دعم مهم للأُسر
وساعدت مثل هذه المشاريع عشرات الأسر اليمنية على تحسين وضعها، بخاصة مع استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، وتوسع رقعة الفقر التي تجاوزت 80% من سكان اليمن.
يقول الصحافي الاقتصادي وفيق صالح، إن المشاريع المنزلية للنساء والفتيات حققت انتشاراً واسعاً خلال السنوات الماضية، وخصوصا من فترة انتشار كورونا، إذ تطورت أفكارها، ونجحت عديد من تلك التجارب.
وبحسب صالح الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” أصبحت تلك المشاريع مصادر دخل رئيسية لكثير من الأسر والعائلات المنتجة، وهي الآن تتطور بشكل أكبر خلال المواسم والمناسبات وخصوصا شهر رمضان المبارك.
وأضاف “انتشار هذه الظاهرة ساهم في حماية المجتمع من توسع دائرة الفقر، إضافة إلى تماسك الأسر والعائلات مع وجود مشاريع إنتاجية وعمل ودخل مادي، فضلاً عن ما تحققه من توفير فرص عمل ومصادر دخل للنساء والفتيات”.
وأكد صالح أن كثير من الأسر والعائلات، أصبحت تعتمد بدرجة أساسية في مصادر العيش على هذه المشاريع المنزلية.
ولفت إلى أن التوسع في هذه المشاريع مع مرور الوقت وتنوع مجالاتها، سواء المهن اليدوية أو الإنتاجية، وكذا عملية التسويق، والتبادل التجاري.
ويحتاج ذلك، إلى مزيد من الجهود في مجال دعم ديمومة مثل هذه المشاريع من قبل الدولة والمنظمات الدولية، لما لها من آثار إيجابية في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وفقا للصحافي صالح.
وتعمل عديد من اليمنيات في البيع، وذلك غالبا ما يكون عن طريق المجموعات سواء في الواتس اب أو الفيسبوك والتليجرام، وهناك كذلك صفحات في بعض مواقع التواصل الاجتماعي يتم فيها عرض المنتجات والتسويق لها.
أما عملية البيع والشراء، فتكون عبر الاتفاق على مكان معين يتم فيه تسليم النقود وأخذ المنتج، أو التسليم المسبق للمبلغ المالي عن طريق تحويله عبر إحدى شركات الصرافة أو البنوك.