من مسقط إلى الرياض ثم صنعاء.. تطورات متسارعة لتوقيع اتفاق سلام
يمن مونيتور/ خاص:
تتسارع التطورات المتعلقة بتوقيع اتفاق سلام من ثلاث مراحل، حيث تشير المصادر إلى توافق الحكومة اليمنية والحوثيين على اتفاق لتمديد الهدنة وتنفيذ إطار حل سياسي ينهي الحرب المستمرة في البلاد منذ تسع سنوات.
وقال مسؤول بالحكومة اليمنية لـ”يمن مونيتور”: إن الخطة طرحها السعوديون بناءً على مفاوضاتهم مع ممثلي الحوثيين في الأسابيع الماضية في مسقط.
وأضاف: وضع المسؤولون السعوديون استراتيجيات لتحقيق حل وسط بين الأطراف المتحاربة ينتج عنه اتفاق سلام في اليمن.
وقال مسؤول لدى الحوثيين لـ”يمن مونيتور”: إن جماعته لم توقع على أي اتفاق سلام في الوقت الحالي، وما زالت النقاشات مستمرة بشأن الاتفاق. لافتاً إلى أن هناك تفاهم مع المملكة العربية السعودية بفعل المشاورات بالعاصمة العُمانية مسقط. وهي مشاورات استمرت عدة أشهر.
ومن المقرر أن يصل الأسبوع القادم وفد من السعوديين والعُمانيين إلى صنعاء لبحث الاتفاق مع قيادة الحوثيين، واقناعهم بتوقيع الاتفاق- حسب ما أفادت وكالة رويترز.
وقال المسؤول في الحكومة إن الأسبوع القادم سيحسم ما إذا كان هناك نيّة لدى الحوثيين للاتفاق أم لا، وإذا فشلت السعودية وسلطنة عمان في اقناع الحوثيين ستعود الحرب أشد من قبل.
ولفت المسؤول إلى أنه كان متوقعاً إعلان الأمم المتحدة للاتفاق يوم الجمعة، لكن الحوثيين طلبوا مزيداً من الوقت للتشاور مع قياداتهم في العاصمة صنعاء.
وأكد المسؤول أن الخطة المطروحة هي “أفكار سعودية لمبادرة تقودها الأمم المتحدة”.
بدا الحوثيون -على غير العادة- أكثر تفاؤلاً في توقيع اتفاق. وقال رئيس وفد الجماعة المفاوض محمد عبدالسلام إن جماعته تأمل توقيع اتفاق سلام “يلبي كافة مطالب اليمنيين”.
عاجل | القيادي في جماعة #الحوثي محمد البخيتي:
■ زيارة الوفدين السعودي والعماني تأتي لاستكمال المفاوضات والمباحثات بشأن الهدنة وتجديدها.■ سيكون الاتفاق على الهدنة قبل عيد الفطر بتفاهم على مرحلتين.
— يمن مونيتور (@YeMonitor) April 7, 2023
ويشير مسؤول في الحكومة اليمنية تحدث لـ”يمن مونيتور” إن الحكومة استمعت إلى حديث الوسطاء الدوليين الذي أكدوا موافقة الحوثيين -بشكل مفاجئ ومستغرب رغم رفضهم منذ فترة طويلة مبادرات السلام- على وقف الهجمات على البنية التحتية النفطية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وفتح جميع الطرق السريعة في المحافظات اليمنية، وإنهاء حصارهم لمدينة تعز.
وقدمت الحكومة اليمنية رد مجلس القيادة الرئاسي على هذه الخطة وطلبت ضمانات بالتزام الحوثيين.
وفي وقت سابق قال مسؤول لـ”يمن مونيتور”: إنه سيجرى فتح مطار صنعاء الدولي أمام وجهات جديدة، وفتح الموانئ اليمنية الأخرى ووقف هجمات الحوثيين على موانئ النفط، كما ستدفع رواتب الموظفين الحكوميين والعسكريين في مناطق سيطرة الحوثيين. وتمديد الهدنة حتى نهاية العام، وإطار الحل السياسي في اليمن.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين سعوديين ويمنيين قولهم إن “الاتفاق سيشمل أيضًا منطقة عازلة مع المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على طول الحدود اليمنية السعودية التي يبلغ طولها 800 ميل واستئناف تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة”.
وأشارت وسائل إعلام سعودية إلى أن الخطة تشمل ثلاث مراحل: المرحلة الأولى لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر وخلالها يتم فتح الموانئ والمطارات والطرقات، ودفع المرتبات وإنهاء الوضع سفينة صافر، والانتهاء من تبادل الأسرى والمعتقلين على قاعدة الكل مقابل الكل.
تقوم لجنة اقتصادية خلال هذه المرحلة بمناقشة الوضع الاقتصادي للبلاد ووضع تصور شامل، والانتهاء من آلية دفع المرتبات من عائدات النفط والغاز والنقص تعوضه دول التحالف.
أما المرحلة الثانية، فتتضمن حوار مباشر بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، ووضع الجيش والأمن، وشكل إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية وتستمر ستة أشهر.
المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الانتقالية التي تستمر مدة عامين، ويجري فيها حوار كامل بين المكونات بشأن العدالة الانتقالية والسلاح والمؤسسات وكل القضايا العالقة بما فيها إطار للقضية الجنوبية.
وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هوتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
ولم يكن الأمر ليكون ممكنا لولا التقارب السعودي-الإيراني الذي توسطت فيه الصين، حيث تشير التقارير إلى أن النظام الإيراني وعد بوقف امداد الحوثيين بالأسلحة المتفوقة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.
وقالت تريتا فارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول: “يبدو أن النطاق الكامل لهذا الأمر لم يكن مرجحًا بدون التطبيع السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين؛ من غير الواضح ما إذا كانت الصين قد لعبت دورًا حاسمًا في البعد اليمني. ومع ذلك، ستنسب لبكين بعض الفض بسبب دورها في الجمع بين الرياض وطهران “.