مكفوفات يقتحمن الجامعات اليمنية ويدرسن بـ”السمع” فقط
تعيش الطالبات المكفوفات في الجامعات اليمنية ظروفا صعبة، وعلى الرغم من نهم كبير للتعلم من قبل فاقدات البصر، إلا أن الإهمال واللامبالاة هو ما يقابلن به من قبل الجهات المختصة التي لا توفر أدني متطلبات تعليم هذه الشريحة.
يمن مونيتور/ صنعاء/ من إفتخار السامعي
تعيش الطالبات المكفوفات في الجامعات اليمنية ظروفا صعبة، وعلى الرغم من نهم كبير للتعلم من قبل فاقدات البصر، إلا أن الإهمال واللامبالاة هو ما يقابلن به من قبل الجهات المختصة التي لا توفر أدني متطلبات تعليم هذه الشريحة.
ومن أصل 150 طالبة في الجامعة اليمنية عموما، تحتضن جامعة صنعاء 98 طالبة، في تخصصات مختلفة، لكن كبرى الجامعات اليمنية لا تقدم أي امتيازات لطلابها المكفوفين، ولا يتم التعامل معهن باعتبارهن ذوي قدرات أقل، وبحاجة لامتيازات خاصة.
” يمن مونيتور”، التقى عدداً من الطالبات اللائي تجاوزن عقبات المجتمع والبصر، واقتحمن أسوار الجامعات بالاعتماد على السمع فقط، واستمع منهن إلى معاناة كبيرة، لشريحة تستحق اهتمام خاص في توفير المنهج بالمكفوفين، من أجل تحفيز المترددين على اقتحام مجال التعليم، هذه تفاصيل:
إهمال وتعامل نمطي
لا تشعر المكفوفة، نجيبة الرداعي، وهي طالبة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء الحكومية، أن السلطات الحكومية تقدم شيئا لها كطالبة احتياجات خاصة.
وقالت الرادعي لـ”يمن مونيتور”، إن صندوق المعاقين الحكومي، وهو من يتكفل بدفع قرابة مائة ألف ريال يمني في الفصل الدراسي للجامعة، لكن ذلك لا يفي بمتطلبات المكفوفين الكثيرة في المرحلة الجامعية.
وعلى الرغم من فرض الكفيفات أنفسهن في الكليات والتخصصات المختلفة، إلا أنهن يشكين قصور الوعي في المجتمع، والتعامل النمطي، أو عدم تقدير التفاوت الطبيعي في بعض الامكانيات والقدرات الناتجة عن فقدان البصر، كما تؤكد ذلك “سمية العماد” وهي طالبة بكلية التربية قسم علوم القرآن.
وقالت “العماد” لـ(يمن مونيتور)، “بعض الأكاديميين لا يعرفون من الكفيف أو ماهي متطلباته التي يُفترض أن تراعى، إذا كانت هذه هي نظرة الدكاترة والأكاديميين للكفيفات، فإن نظرة المجتمع بشكل عام ولا شك لن تكون أفضل”.
صعوبة الحصول على المقررات الجامعية
وتعاني الكفيفات في الجامعات اليمنية بدرجة رئيسية من صعوبة الحصول على المقررات الجامعية، حيث لا توجد مطبعة واحدة لطباعة الكتب والمراجع والمقررات بالخط البارز “برايل”، ما دفع الكفيفات للبحث عن بدائل إسعافية، كأن يتعاون البعض معهن في تسجيل المواد والمقررات، على هيئة تسجيلات صوتية.
وعلى الرغم من الحل الصعب، إلا أن الكفيفات، يشكين من تأخير نزول بعض المقررات قبيل الامتحانات بأيام قليلة، حينها لا يكون بمقدورهن البحث عن من يسجل المقررات لهن صوتياً.
خدمة المكفوفين
وخلافا لمسيرة التفوق في مجال التعليم، رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بهن، إلا أن الطالبات الكفيفات يحلمن بخدمة كافة أبناء شريحتهن، وتسهيل كافة الصعوبات أمامهم.
وتحلم الطالبة “نجيبة”، (رفضت الإفصاح عن اسمها كاملاً) بامتلاك مؤسسة إعلامية تهتم بقضايا المكفوفين والمعاقين بشكل عام”، أما الطالبة “سمية” فتحلم بأن تصبح رئيسة لجمعية (الأمان للكفيفات)، ـ وهي مؤسسة مجتمع مدني أنشأتها قبل سنوات رائدة العمل الخيري في اليمن الراحلة فاطمة العاقل ـ وتحمل على عاتقها رعاية المكفوفين والكفيفات منذ مراحل التعليم الأولى وحتى مرحلة التعليم الجامعي، وتشمل التأهيل والتعليم وتوفير الكتب بالخط البارز (برايل) في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وتحول امكانياتها كمؤسسة مجتمع مدني ذات موارد محدودة دون توفير
ورغم معاناة الطالبات الكفيفات إلا أن هناك بعض التعاون من قبل مراكز معنية بخدمة هذه الشريحة، كالمركز الثقافي للمكفوفين الذي يقوم بدور البحث عن متطوعين لتسجيل المقررات الجامعية، وتقديم العديد من الخدمات، وفقا لـ”مروة الحباري” مسؤول الثقافة والإعلام بالمركز.
وذكرت الحباري لــ”يمن مونيتور”، أن المركز يقوم بتسجيل المقررات الجامعية، وتوزيع بعض الوسائل التعليمية كالمسجلات والأشرطة، وإقامة الدورات التدريبية في مجال الحاسوب والتنمية البشرية وغيرها”.
وأشارت إلى أن المركز الثقافي للكفيفات بقدم أيضاً ببعض المعونات الصحية ومتابعة مستحقات الطالبات، وتحرير المذكرات إلى الجهات المختصة لطلب التعاون أو إعفاء الكفيفات من بعض الرسوم “.