مركز القلب والأوعية الدموية في تعز… إنقاذ في زمن الحرب!
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
في وسط مدينة تعز المحاصرة، يقع مركز القلب والأوعية الدموية، أول مركز حكومي متخصص في الجمهورية اليمنية، بقيادة كادر مؤهل من الأطباء.
وتأسس هذا المركز في أغسطس 2021م بموجب قرار صادر من وزارة الصحة العامة والسكان، الحاملة على كتفيها مسؤولية علاج مرضى القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى بجميع فئاتها ومن مختلف محافظات الجمهورية.
ويتميز المركز بالريادة في علاج أمراض القلب على مستوى اليمن؛ لأنه يقدم العلاج والخدمات الجراحية وفق معايير عالمية؛ إذ يدمج المهارات والخبرات الكبيرة لفريقه بمتخصصين يركزون على أمراض القلب والإجراءات التداخلية وجراحة القلب وجراحة الأوعية الدموية.
ويستخدم الموظفون في هذا المركز أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال علاج أمراض القلب لتشخيص جميع أنواع أمراض القلب ورصدها وعلاجها، وتشمل هذه الإجراءات التدخلات الجراحية وغير الجراحية.
ويعد مركز القلب في تعز واحدا من أهم المراكز في جميع أنحاء البلاد القادر على إجراء العمليات الجراحية والتداخلية المتقدمة؛ إذ يتم فيه أغلب الإجراءات المعقدة، مثل العمليات الجراحية القلبية البسيطة وجراحات زراعة واستبدال الشرايين، ورباعية فالوت وجلين وغيرها الكثير، كل هذا بأقصى درجات الدقة والعناية بالمرضى.
ويقول البروفيسور أبو ذر الجندي (مدير عام المركز) “جاءت الفكرة هي أننا عوضا عن نقل المريض إلى الخارج والكلفة الباهظة التي لا يتحملها المواطن ولا فاعلو الخير فقلنا لماذا لا ننشئ مركزا حكوميا بدعم من فاعلي الخير والمؤسسات الخيرية حتى يستمر العطاء بشكل دائم”.
وأضاف الجندي ل “يمن مونيتور” رؤيتنا أن نكون مركزا رياديا على مستوى اليمن في عمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى والقسطرة التي ستصبح قريبا -بإذن الله- “.
في السياق ذاته يقول الدكتور معاذ الشريحي (نائب مدير عام المركز)” يسعى مركز القلب والأوعية الدموية إلى تخفيف معاناة مرضى القلب والكلى من الأطفال والكبار بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة، التي تواكب التطور العلمي الطبي في مواجهة هذه الأمراض كرسالة سامية ونبيلة له “.
وأضاف الشريحي: كما يسعى لتخفيف العبء على ذويهم غير القادرين على تكاليف العلاج والعمليات الجراحية والإجراءات التداخلية الجراحية”.
بداية مشروع مركز القلب والأوعية الدموية
وأشار الشريحي في حديثه ل “يمن مونيتور” إلى أن “مشروع مركز القلب والأوعية الدموية بدأ عبر التنسيق والتخطيط بشكل متكامل بين محافظة تعز ممثلة بمحافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان ومدير مركز القلب والأوعية الدموية البروفيسور أبو ذر الجندي للعمل على تجهيز مركز القلب والأوعية الدموية”.
وأردف “وبالتنسيق مع وزراه الصحة العامة والسكان تم تجهيز مبنى متكامل يحتضن هذا المشروع في محافظة تعز وقد كان هناك تدمير كبير في المبنى الذي تم اختياره؛ إثر الأحدث التي مرت بها البلاد وعبر السلطة المحلية تم ترميمه واستكمال التجهيزات اللازمة لافتتاح المشروع”.
وتابع “ومن ثم الانتقال لمرحلة التأثيث وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية الخاصة بالمشروع ب وهذا كان بتمويل من قبل الجهات المانحة على رأسها المؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاؤه وبالاستعانة بمنظمات المجتمع المدني وعقد الشراكات مع القطاع الخاص”.
وبين أنه بعد ذلك “بدأ تشكيل الفريق الفني والإداري والتمويل المالي الذي يغطي الاحتياج التشغيلي للمركز فبدأ العمل بالشراكة مع المؤسسة الوطنية لعلاج مرضى القلب والكلى، والتي كان لها الدور الأبرز في استمرارية تقديم الخدمات حتى الآن”.
وواصل “بالإضافة إلى مؤسسات عديدة كان أبرزها مؤسسة الوصول الإنساني وجمعية الحكمة اليمانية الخيرية ومؤسسة وقف الواقفين حيث ساهمت هذه الجمعيات وغيرها الكثير في إجراء عشرات العمليات المجانية لمرضى القلب المفتوح والأوعية الدموية وزراعة الكلى”.
وأشار الشريحي إلى أن المركز “أجرى حتى الآن ما يزيد عن 415 عملية قلب مفتوح و 890 عملية أوعية دموية و4 عمليات صدر و 4 عمليات زراعة كلى، كما يزور المركز مرضى من مختلف المحافظات اليمنية بصورة مستمرة حيث يبلغ عدد المرضى الزائرين للعيادات الخارجية أكثر من 800 مريض شهريا”.
أقسام المركز
وعن أقسام مركز القلب يقول د/ معاذ الشريحي إنه “يوجد في المركز عدد من الأقسام منها: قسم جراحة القلب، والذي يقدم الخدمات الجراحية للحالات التي تطلب التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب والشرايين، حيث عملنا على تجهيز غرفة العمليات المجهزة بأحدث الأجهزة المختصة لجراحة القلب”.
وأضاف “وغرفة العناية المركزة بأحدث الأجهزة للعناية القلبية، وسعة ترقيد تصل إلى 90 سريرا مزودة بأجهزة مراقبة العلامات الحيوية للمرضى، بحيث تستوعب جميع عمليات القلب المفتوح والتي تتوزع إلى عمليات: إصلاح التشوهات الخلقية عند الأطفال، إصلاح الصمامات واستبدالها، توصيلات الشرايين التاجية، استئصال الأورام من القلب، والشرايين مع صمامات”.
وأردف “قسم العيادات الخارجية الذي يقدم خدماته لجميع المرضى المصابين بأمراض القلب أو الكلى ممن يحتاجون إلى تقييم شامل ورعاية منتظمة أو الذين هم بحاجة إلى تدخلات جراحية، وتحتوي العيادات الخارجية على وحدة القلب التي تحتوي على أجهزة أشعة تلفزيونية” أيكم “، منظار للقلب، تخطيط وقياس الضغط على مدار ال” 24 “ساعة”.
وتابع “قسم المختبر وبنك الدم، وهو المعنى بفحوصات أمراض القلب وتشخيصها وقد تم تزويده بأحدث الأجهزة الرقمية المخبرية مثل جهاز الكيمياء وإنزيمات القلب (COBAS INTEGRA) لفحوصات الفيروسات وجهاز غازات (Plus 400) وجهاز (Blood Gasgs)؛ وذلك مواكبة لأحدث التقنيات التشخيصية المعتمدة دوليا”.
وواصل “بدءا من الفحوصات الروتينية وتحضير الحالات للعمليات الجراحية ومتابعة الحالات بعد العمليات والمراجعة الروتينية لكل المرضى، كذلك العمل على تجهيز قسم الطوارئ الذي سيعمل على استقبال الحالات الطارئة والقسطرة القلبية والذي يعتبر ذو أهمية كبيرة من الناحية التشخيصية والعلاجية لأمراض القلب وسائر الأوعية الدموية الأخرى”.
وأشار إلى أنه “يوجد في المركز طاقم أكثر من (200) شخص ما بين أطباء استشاريين وإخصائيين وفنيين وممرضين وممرضات إضافة إلى طاقم الإدارة”.
وعن الطموح المستقبلي يقول د/ معاذ الشريحي “نطمح مستقبلا إلى تحسين مستوى أداء العمل في المركز نحو فتح فروع أخرى في محافظات الجمهورية”.