قفزة في أسعار النفط بعد إعلان خفض إنتاج النفط
يمن مونيتور/ ترجمة:
قفزت أسعار النفط خلال تعاملات الاثنين، في أعقاب الإعلان المفاجئ لدول “أوبك+” عن خفض طوعي في إنتاج الخام، بأكثر من مليون برميل يومياً، من أول مايو حتى نهاية العام، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
وارتفع خام برنت القياسي الدولي للنفط 8.4% إلى أعلى مستوى عند 86.44 دولار للبرميل، في التعاملات الآسيوية المبكرة، الاثنين، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 8% إلى 81.69 دولار للبرميل.
وفي وقت لاحق، قلص خاما برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسبهما لتصل إلى 5.4% عند 84.17 دولار و5.4% عند 79.78 دولار على التوالي، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إن العقود الآجلة للخام الأمريكي ارتفعت 2.3% إلى 2.74 دولار للغالون.
جاءت المكاسب القياسية للنفط الخام، بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستنفذ «خفضًا طوعيًا» بما يقل قليلاً عن 5% من إنتاجها، أو 500 ألف برميل يوميًا، «بالتنسيق مع بعض الدول الأخرى في أوبك وغير الأعضاء في المنظمة».
وقالت روسيا، عضو تحالف «أوبك +»، إنها ستمدد خفض الإنتاج الحالي البالغ 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام.
ونقلت “فايننشال تايمز” عن محللين في دويتشه بنك، قولهم: «سيستغرق الأمر بعض الوقت لنرى تأثير هذا القرار في الأسعار العالمية مع استمرار مخاوف الطلب»، مشيرين إلى أن هذا عامل محتمل آخر يمارس ضغوطًا تصاعدية على التضخم.
وتقول «فايننشال تايمز»، إن خفض الإنتاج يأتي وسط حالة من عدم اليقين المتزايدة بشأن آفاق الطلب العالمي على النفط، بعد أن استبعدت الولايات المتحدة مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد مخزونها الاستراتيجي، رغم تعهدها للمملكة العربية السعودية بأنها ستشتري مزيدًا من النفط إذا انخفضت احتياطاتها.
ورجح المحللون أن يكون «الخفض المفاجئ» للإنتاج، الذي اتخذ بشكل غير معتاد خارج اجتماع «أوبك+» الرسمي، قد يكون مدفوعًا بمخاوف من أن الأزمات الأخيرة في القطاع المصرفي قد تقلل الطلب العالمي على النفط الخام.
ورداً على قرار التخفيض الطوعي، رفع الاقتصاديون في بنك غولدمان ساكس التوقعات لسعر خام برنت حتى نهاية العام، 5 دولارات إلى 95 دولارًا للبرميل، متأثرًا بالانخفاض اليومي المتوقع في الإنتاج، الذي يصل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا، كما عزز البنك توقعاته لأسعار نهاية عام 2024 إلى 100 دولار للبرميل، بحسب «فايننشال تايمز».
وقال دان سترويفن، كبير اقتصاديي الطاقة في بنك غولدمان ساكس: «تتمتع أوبك+ بقوة تسعير كبيرة جدًا مقارنة بالماضي، نظرًا لحصتها السوقية المرتفعة، وعدم مرونة العرض من خارج أوبك والطلب غير المرن».
وأوضح كبير اقتصاديي الطاقة في «غولدمان ساكس»، أن هذه الخطوة تعكس «خفضًا احترازيًا للإنتاج» مشابهًا للخفض الذي اتخذته «كارتل النفط» في أكتوبر 2022، لكنه أضاف أنه «على عكس ذلك، فإن زخم الطلب العالمي على النفط لم يرتفع».
والشهر الماضي، قالت وكالة الطاقة الدولية إن «الصين الصاعدة ستساعد في زيادة الطلب العالمي على النفط بـ 3.2 مليون برميل يوميًا بين الربعين الأول والأخير، وهي أكبر زيادة نسبية في العام منذ عام 2010».
وشهدت أسواق الأسهم الأوروبية مكاسب طفيفة، مع استقرار مؤشري «Stoxx 600» على مستوى المنطقة و«Dax» الألماني، بينما ارتفع مؤشر «Cac 40» الفرنسي 0.3%، ومؤشر «FTSE» في لندن 0.6%.
وتقول «فايننشال تايمز»، إن عائدات السندات في أسواق الديون السيادية ارتفعت، ما أدى إلى انخفاض الأسعار، مشيرة إلى أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، ارتفعت 0.04 نقطة مئوية لتصل إلى 3.53%، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الألمانية لأجل 10 سنوات 0.03 نقطة مئوية لتصل إلى 2.34%.
تأثير الخفض الطوعي لم يكن على مستوى أسعار النفط وأسواق الأسهم فحسب، بل إن العملات تأثرت -كذلك- فمؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات، انخفض 0.3%.
كانت الأسهم متفاوتة في التعاملات الآسيوية، فارتفع مؤشر Topix القياسي الياباني 0.7%، ومؤشر CSI 300 الصيني 1%، بينما هبط مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 0.2%.
وقادت العقود الآجلة مؤشر ستاندارد آند بورز 500 للتراجع 0.2% عند الفتح في نيويورك، في حين تراجعت عقود ناسداك ذات التكنولوجيا الثقيلة 0.6%.