كانت عاصمة لليمنيين جميعا ويقطنها عشرات الجاليات العربية، لكنها تحولت في الأيام الماضية، إلى مقاطعة مغلقة للحوثيين، ونسخة مكبرة من محافظة صعدة، معقلهم الرئيس في أقاصي الشمال اليمني.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
كانت عاصمة لليمنيين جميعا ويقطنها عشرات الجاليات العربية، لكنها تحولت في الأيام الماضية، إلى مقاطعة مغلقة للحوثيين، ونسخة مكبرة من محافظة صعدة، معقلهم الرئيس في أقاصي الشمال اليمني.
ومنذ اجتياحها في سبتمبر 2014، بات الصوت الحوثي هو المغرد الوحيد، وشعاراتهم وصور قادتهم هي المرفرفة، حتى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حليفهم البارز في شن الحرب على السلطة، اتهمته الجماعة المسلحة بأنه يقف وراء مقتل مؤسسها “حسين بدرالدين الحوثي” في سبتمبر 2004.
واحتلت الذكرى الـ12 لمقتل “حسين الحوثي”، صفحات وملاحق الصحافة الرسمية التي باتت تحت تصرف الحوثيين، كما تم حجز أغلب الصالات الخاصة بالمناسبات وإلغاء جميع الحجوزات المقدمة من الجامعات والمؤسسات الأخرى، وفقا لشهود عيان.
وقال الشهود لـ” يمن مونيتور”، إنه تم اجبار طلاب المدارس على مغادرة مدارسهم في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، وأخذ مجموعات منهم للقيام بمهمة تفتيش الحاضرين وتوزيع شعارات “الصرخة”، ورفع أعلام وصور زعيم الجماعة في جميع الاحتفالات المقامة مع حمل بعضهم لسلاح “الكلاشنكوف”.
الصحف والمنشورات
تفيد مصادر إعلامية أن جماعة الحوثي فرضت ذكرى مقتل زعيمها على جميع اصدارات الصحافة اليمنية، منذ أمس الثلاثاء.
وأفردت الصحف الرسمية، الثورة،26 سبتمبر الوحدة، صدر صفحاتها ونشر ملاحق تتضمن صوراً ومعلومات عن حياة “الحوثي”، فيما قامت مطابع مؤسسة الثورة للطباعة والنشر (حكومية) بطباعة أكثر من 90 ألف “ملزمة” تحتوي على دروس ألقاها الحوثي في عام 1422 هـ وتم نقلها من تسجيل لها في أشرطة كاسيت وتم توزيعها اليوم في شتى الفعاليات في العاصمة صنعاء.
طلاب المدارس
وفي صورة أخرى لهيمنتهم على العاصمة، قامت الجماعة بإخراج طلاب مدارس أمانة العاصمة إلى الشوارع وإجبارهم على تنظيف وإزالة المخلفات استعداداً لذكرى مقتل حسين الحوثي، وذلك عبر توجيه من وزارة التربية والتعليم، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، لطلاب المدارس على ارتداء قمصان عليها صور” حسين الحوثي”، في صورة أثارت سخطا كبيرا لإقحام السياسة في العملية التربوية.
وحسب مراسل (يمن مونيتور)، فإن مئات من طلاب المدارس شاركوا اليوم في تفتيش الحاضرين وتوزيع شعارات الصرخة ورفع أعلام وصور وشعار زعيم الجماعة في جميع الاحتفالات المقامة في الصالات والقاعات.
صالات وقاعات
أبلغت “اللجنة الثورة العليا”، وهي أعلى سلطة للحوثيين، المسؤولين عن صالات المناسبات الاجتماعية، بإلغاء جميع الحجوزات المقدمة من الجامعات والمؤسسات الأخرى، وتخصيصها لذكرى مقتل زعيمها، وتكرر ذلك في أكثر من قاعة رسمية، مثل المركز الثقافي في شارع العدل، وقاعة الأرصاد الجوية المخصصة للفعاليات الحربية، وبيت الثقافة.
وقال “علي الماخذي”، وهو أحد المشرفين على الصالات الرسمية للاحتفالات في العاصمة صنعاء، إنهم تلقوا توجيهات من قبل “الثورية العليا” بإلغاء جميع الحجوزات المقدمة من طلاب الجامعة والمدارس للاحتفال بيوم تخرجهم، وتخصيصها هذه الأيام لاحتفالاتهم بيوم الوفاء للذكرى الثانية عشر لمقتل حسين بدر الدين الحوثي”.
وخلال الأيام الماضية، أغرق الحوثيون شوارع العاصمة بصور وعبارات منسوبة لزعيمهم الذي لقي مصرعه في العاشر من سبتمبر/ أيلول من العام 2004 بمحافظة صعدة (معقل الجماعة)، شمالي اليمن، خلال الحرب الأولى التي خاصتها القوات الحكومية ضدهم.
ومنذ أواخر العام 2014 اجتاح مسلحو الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء، وأحكموا قبضتهم على مؤسسات الدولة فيها، وعينوا موالين لهم في مناصب عليا بينها عسكرية وأمنية، فيما غادر الرئيس وحكومته إلى الرياض.
ومنذ الـ26 من مارس/ آذار من العام الماضي، أعلن تحالف عربي بقيادة السعودية الحرب على الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وما تزال مستمرة في ظل تعثر الهدن المعلنة لأكثر من مرة.
وفي العاشر من ابريل/ نيسان الماضي، انطلقت في الكويت مشاورات بين وفد الحكومة الشرعية من جهة، ووفد الحوثي وصالح من جهة أخرى برعاية أممية، ورغم دخولها أسبوعها الثالث إلا أن رؤى الطرفين ما تزال متباعدة.
