بلدة اليمن.. منطقة أثرية في سلطنة عمان سكنها العرب اليمانيون قبل الإسلام
يمن مونيتور/قسم الأخبار
بلدة اليمن الأثرية بولاية إزكي بمحافظة الداخلية العمانية، من أقدم بلدات الولاية بجانب بلدة “النزار” ويرجع تاريخهما إلى ما قبل الإسلام، وتقعان في وسط الولاية، و”بلدة اليمن” بلدة تاريخية جميلة حاراتها قديمة البنيان، وترجع تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى سكانها القدامى من العرب اليمانيين.
ووفقا لموقع البوابة الإعلامية العماني: تضم “بلدة اليمن” عدد من الحارات الأثرية أهمها وأقدمها “حارة اليمن القديمة” وهي نموذج لفن العمارة الحربية ويحيط بها سور كبير به ثلاثة أبراج للمراقبة وأربع بوابات رئيسية تضم بداخلها جامعًا ومسجدًا وخمسة مجالس هي “سبلة العالي” و”السبلة الغربية” و”السبلة الشرقية” و”السبلة الجنوبية” و”سبلة الصباح” الى جانب المئات من البيوت المزخرفة أسقفها بألوان جميلة وبكتابات قديمة.
وتتميز “حارة اليمن” بالاستحكامات الحربية والدفاعية من خلال سورها الكبير الذي يحيط بالحارة من جميع الجهات ليوفر لها ولساكنيها الأمن والاستقرار، حيث يبلغ طول السور حوالي 600 متر وأقصى ارتفاع له خمسة أمتار وهو مبني من الحجارة والطين ، ويوجد به ممر علوي لتسهيل حركة الجنود للمراقبة والدفاع ، ويتصل السور بثلاثة أبراج دفاعية هي “البرج الشمالي الشرقي” و”البرج الشمالي الغربي” وتوجد بداخله أيضا بئرماء تسمى “طوي البرج” وهناك البرج الجنوبي الشرقي وهو اكبرها واضخمها ، بالإضافة إلى بواباتها (الصباحات) الأربع.
وتوجد داخل الحارة أربع آبار للمياه وهي بئر “معيوه” وبئر “البرج” وبئر “الجامع” وبئر أخرى بداخل أحد بيوت الحارة، كما تضم الحارة محلات تجارية وشبكة منظمة من الطرق بين المنازل تمتد من البوابة الرئيسية المسماة “باب الصباح” في الجهة الشرقية حتى جهة الغرب وتتفرع منها سكك ضيقة نسبيًا في جميع الجهات.
ويوجد بداخلها عدد من الجوامع والمساجد أبرزها جامع إزكي القديم الذي يقع داخل حارة اليمن القديمة ويشتمل على 64 عمودًا أسطواني الشكل، وقلصت الى 16 عمودًا أثناء إعادة ترميمه في الفترة ما بين (1868 و1870) للميلاد، ويضم الجامع ثمانية أبواب نقشت عليها أبيات شعرية، كما يضم 17 فتحة للتهوية ومكانًا للوضوء.
وفي “بلدة اليمن” يوجد مصدرين للمياه الأول متمثل في الآبار الجوفية والثاني في الأفلاج وأهمها “فلج الملكي” مناصفة مع “بلدة النزار” و”فلج المحدوث” وهو من الأفلاج الغيلية وفلج “العلم” وفلج “المصفياء “.
وقد برز في البلدة عدد من العلماء والفقهاء والشعراء القدامى الذين عاشوا في القرون الثاني والثالث والرابع الهجرية وعدد من المعاصرين، حيث ذكر الشعراء قديمًا جمال ” بلدة اليمن” في كثير من قصائدهم الشعرية، ولعل أبرزها ما جاء في القصيدة النونية للشيخ القاضي سالم بن محمد الدرمكي التي وصف فيها جمال البلدة وصفات أهلها ومآثرهم وقال في مطلعها : ما بين عين سعنة واليمن سوق تباع به القلوب بلا ثمن كما وصفها الشيخ محمد بن سالم الرقيشي بقوله :وتيمن لليمن الزهراء فهي لا شك في الفخر اخت النزار ويمارس أبناء “بلدة اليمن” عدد من الفنون والأهازيج التقليدية العمانية منها فن “الرزحة” و”العازي” وغيرها من الفنون والتي تقام في مختلف المناسبات كـــالأعراس والأعياد.