أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

رمضان التاسع.. أشد وجعًا على نازحي اليمن في ظل الفقر والغلاء وتقلبات الطقس! 

يمن مونيتور/ من إفتخار عبده 

يستقبل النازحون شهر رمضان المبارك للعام التاسع على التوالي في ظل أوجاع أكثر فتكًا بحياتهم؛ نتيجةً للفقر والبطالة وغياب الدعم من قبل المنظمات الإغاثية. 

ثمانيةُ أعوام اعتاد فيها النازحون على استقبال شهر رمضان بالمزيد من العناء والكفاح في سبيل الحصول على لقمة العيش، لكن هذا العام جاء إليهم بأزمات إضافية؛ نتيجةً للتغيير الحاصل في حالة الطقس والذي بدوره يؤثر سلبًا على حياة أولئك الذين يعيشون في خيامٍ مهترئة لا تثبت أمام الرياح ولا تستطيع مقاومة السيول الجارفة. 

ويرتفع عدد النازحين في اليمن بشكل مقلق؛ نتيجةً لاستمرار الصراع القائم بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية والذي دخل عامه التاسع من حصده لأرواح الأبرياء وتجويعهم وتشريدهم. 

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإنه” من 1 يناير/ كانون الثاني إلى 18 مارس/ أذار 2023 تعقبت المنظمة الدولية للهجرة في اليمن 1743 أسرة (10,458 فردًا) تعرضت النزوح مرة واحدة على الأقل”.  

ويقول سيف مثنى (مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب)” سيقضي النازحون شهر رمضان للعام التاسع على التوالي بصعوبة كبيرة بسبب اشتداد الفقر وغياب المساعدات اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية”. 

وأضاف مثنى لـ” يمن مونيتور” رمضان هذا العام أشد وجعًا على النازحين بسبب تقلبات تضاريس الطقس بمحافظة مأرب، حيث قد يتعرضون للفيضانات والأمطار الغزيرة التي قد تؤدي إلى تدمير مخيماتهم وإلى خسائر كبيرة في ممتلكاتهم بالإضافة إلى عطب الغذاء الخاص بهم”. 

وتابع”على الرغم من ذلك، فإن النازحين سيحاولون قدر المستطاع أن يستقبلوا شهر رمضان بالصبر والتفاؤل، وسيلجؤون كالعادة إلى التكافل المجتمعي لتخفيف معاناتهم، سيلجؤون إلى التبرعات المادية والغذائية من المحسنين والجهات المانحة، بالإضافة إلى التضامن مع بعضهم البعض لتأمين احتياجاتهم الأساسية”. 

وناشد مثنى” المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى   تقديم المساعدات اللازمة وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية للنازحين في هذه الفترة الحرجة، وهذه الظروف العصيبة التي يمر بها اليمنيون عامة والنازحون على وجه الخصوص”. 

في السياق ذاته يقول صدام زعبل (33 عامًا نازح في مخيم الكنتيرات- مأرب)” كلما اقترب شهر رمضان نعيش الكثير من الهموم لدرجة أن فرحة رمضان التي كنا نشعر بها قبل الحرب لم تعد موجودة على الإطلاق؛ بل بالعكس من ذلك نحن أصبحنا اليوم نخاف من اقتراب شهر الصوم بقدر ما كنا نسعد بقدومه”. 

وأضاف زعبل الذي نزح من محافظة حجة نهاية عام 2015 “معاناتنا كثيرة في رمضان بسبب الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية، فقد أصبح الحصول على الأشياء الأساسية أمرا صعب المنال مع ارتفاع سعر الصرف وجنون التجار”. 

وأشار إلى أن “النازحين في رمضان في حالة يرثى لها فأغلبهم لم يحصل على قيمة وجبة واحدة يسد بها جوعه وجوع أطفاله المحرومين”. 

حالة صعبة مع الأمطار 

وأردف “الحالة التي تحصل لنا هذه الأيام مع الأمطار حالة يرثى لها العدو قبل الصديق؛ إذ تدخل الأمطار إلى مخيماتنا فتفسد كل شيء بسبب الغرق الذي يحصل، حتى أننا نقوم بافتراش أماكننا وهي مبللة فلا سبيل لدينا إلا النوم عليها وهي هكذا”. 

وتابع صدام حديثة ل “يمن مونيتور” أغلب الأحايين تحصل معاناة أشد مما تتوقعون، عندما تفسد الأمطار كل شيء في المخيمات حتى القوت الضروري الذي بالكاد نحصل عليه بعد مرارة بالإضافة إلى مرض الأطفال بسبب البرد وقلة التغذية وانتشار البعوض “. 

ويعول زعبل أربعة أولاد لكنه لا يجد فرصة عمل تدر عليه المال حتى يستطيع أن يكفلهم بالشكل المطلوب، بالشكل الذي لا يجعلهم محتاجين ولا يشعرون بالجوع والعطش. 

بدوره يقول زياد العماد (نازحا من محافظة المحويت)” جاء رمضان هذا العام مع موسم الأمطار فاستقبلناه ونحن واقفون على أرجلنا وبملابسنا المبللة من كثرت الأمطار التي ملأت مخيماتنا ونشرت العطب في كل شيء فيها “. 

وأضاف العماد ل” يمن مونيتور “دخل المطر إلى كل بيت وخيمة للنازحين هنا في محافظة مأرب، وبهذا الوقت العصيب لم نجد نحن النازحين قيمة طربال واحد نأوي تحته ونقي أنفسنا وأطفالها من مخاطر المطر”. 

وأردف “أما عن غلاء الأسعار فحدث ولا حرج 

إذ إن كل شيء مرتفع، والمواد الغذائية اليوم صعب هو الحصول عليها مع البطالة التي نحن فيها، ومع أمراضنا التي أقعدتنا عن العمل”. 

وبندم تابع العماد حديثه ل “يمن مونيتور” كيف لنازح معاق اليد أن يعمل في الأعمال الشاقة وإن أنا حاولت فهي معدومة ولا يرتضي أصحابها قبول عامل مثلي ؛ فقد أصبت بمقذوف ناري قبل عامين وأنا جوار المخيم ما أدى إلى إعاقة يدي اليسرى عن الحركة تماما؛ بسبب تلف شبكة الأعصاب فيها “. 

وأشار إلى أن” مخيم الكنتيرات منسي من الدعم الإغاثي ومن الجهات المختصة، حتى على مستوى رفع القمامة منه؛ فلا يوجد تجاوب منهم للمطالبات التي ندعوهم بها لرفع القمامة من أمام المخيمات تلك التي تتسبب بالأمراض القاتلة للنازحين؛ نتيجة لانتشار الحشرات المعدية “. 

سفر رمضانية حزينة 

وبحسرة أشار إلى أن” هناك أسر تنام وهي لا تدري ما سيكون فطارها ، وإذا فطرت ألا تدري من أين ستوفر قيمة السحور وإذا وجد أرباب هذه الأسر قيمة وجبة واحدة يعيشون بكفاح كبير لأجل أن يوفروا قيمة الوجبة الأخرى “. 

وعن موضوع السفرة الرمضانية يقول العماد” السفرة الرمضانية محزنة جدا والحديث عنها كذلك، لا أريد الحديث عن السفرة الرمضانية فالأفضل كما يقول المثل لا تكشف على مغطى ولا تغطي المكشوف “. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى