تلفزيون بريطاني يعرض شهادات من داخل تعز المحاصرة.. وحشية الحوثيين ومخاوف السكان
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
قدم تلفزيون سكاي نيوز البريطاني، تقرير من مدينة تعز (وسط اليمن) التي تخضع لحصار الحوثيين منذ عدة سنوات، مشيّرة إلى وضع مأساوي يعيشه السكان في هذه المدينة.
ويقول التقرير: ترافقنا شاحنتان صغيرتان على متنهما ستة رجال مدججين بالسلاح في الرحلة إلى مدينة تعز المحاصرة. (من مدينة عدن).
وأضاف: يبقون معنا طوال الأيام الثلاثة التي نقضيها داخل المدينة. قد يكون الحديث بشكل متزايد عن سلام محتمل في اليمن، لكن الحرب لم تتوقف أبدا في تعز.
فريق سكاي نيوز الفضائية البريطانية الناطقة بالانجليزية تواجد في تعز وهم، أليكس كروفورد، وزين جعفر والمصور جيك بريتون والمنتج أحمد بيدر”.
وتقول إن “المدينة مقسمة إلى قسمين حيث تسيطر ميليشيا الحوثي على النصف والقوات الحكومية على الجانب الآخر”.
وقالت: علينا أن نمر عبر ما يقرب من 30 نقطة تفتيش مسلحة بين مدينة عدن الساحلية وثالث أكبر مدينة في اليمن. إنها مسافة 200 كيلومتر (125 ميلا) وفي الأيام التي سبقت الحرب، كانت الرحلة تستغرق حوالي ساعتين، وأحيانا أقل.
والآن، أصبحت معظم الطرق مقطوعة بسبب القتال أو انعدام الأمن أو الصراع الإقليمي.
لا يمكن الوصول إلى المدينة إلا من خلال المسارات الصخرية المتربة التي تمر على طول بعض سفوح الجبال الغادرة.
ولا تعني الرحلة عبور الأراضي التي لا تسيطر عليها القوات الحكومية وحده، بل أيضا تسيطر عليها الجماعات الانفصالية المختلفة.
في الوقت الحالي، يمكن أن تستغرق الرحلة ست ساعات، ويتحدث العديد من التجار عن اضطرارهم إلى دفع “جبايات” عند نقاط التفتيش المتعددة أثناء نقلهم الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى تعز. ما يجعل الرحلة خطيرة ومكلفة.
أدى الحصار الذي فرضته ميليشيا الحوثي إلى تعذيب خانق بطيء لأولئك المدنيين الذين تركوا في المدينة.
إنهم يكافحون من أجل الغذاء والماء وكسب أي نوع من العيش. نجد العديد من العائلات تخيم في مبان مهجورة تعرضت للقصف بالقرب من خط المواجهة لمجرد أنها كانت “بدون إيجار”.
يخبرنا أب يدعى محمد أنه أنجب ثلاثة أطفال ولدوا خلال الحصار بينما كان يعيش في قبو مركز تسوق سابق تعرض للقصف.
يقول: “بالطبع، أنا قلق على سلامتهم”. مضيفاً: “الوضع ليس آمنا هنا. لكنني أحاول إبقائهم في الداخل قدر الإمكان وأقول لهم ألا يخرجوا عندما نسمع الانفجارات والقصف”.
تبدو كثير من المنازل عبارة عن حاضنات للصواريخ والقذائف التي ترسخت في المباني ولكنها لم تنفجر بعد.
كلهم يخبروننا عن خوفهم من القناصة الحوثيين الذين يتمركزون في المباني الشاهقة ويلتقطون المدنيين بمن فيهم الأطفال وكبار السن المقعدين.
“لن أغادر منزلي أبدا”
نجد قبول أحمد علي، التي تقول إنها تبلغ من العمر حوالي 70 عاما، في المستشفى مصابة برصاصة قناص في ظهرها. كانت الرصاصة قد خرجت من ذراعها.
وتقول: “أرفض أن يتم طردي من منزلي”.
وتخبرنا عن منزلها بالقرب من خط المواجهة. مشيرة: ظل الحوثيون يصرخون في وجهي ‘لماذا ما زلت هنا أيتها المرأة المجنونة؟’، لكنني لن أغادر منزلي أبدا”.
بعض الذين ما زالوا هناك -على الخطوط الأمامية- يعلقون الملاءات والبطانيات بين منازلهم في محاولة لحجب رؤية القناصة أثناء انتقالهم من منزل إلى آخر. وقاموا بتكديس الرمال في شوارع معينة لمنع المركبات من التحرك وجذب إطلاق النار.
إنه أمر خطير ويجعل العيش في تعز ذو مخاطر عالية مع وجود الأعداء على بعد بضع مئات من الأمتار فقط، كان هناك اشتباك مستمر وإن كان متقطعا بين الجانبين على الرغم من الهدنة المتفق عليها على مستوى البلاد والهدوء في القتال خلال العام الماضي.
نرى مقاتلين يتنقلون على دراجات نارية وأسلحتهم معلقة على أكتافهم.
“نريد السلام”، يقول لنا خالد علي البالغ من العمر 23 عاما. مضيفاً “إنهم [الحوثيون] الذين لا يفعلون ذلك. إنهم يقتلون الأبرياء، حتى الأطفال، لذلك نحتفظ بأسلحتنا للدفاع عن أنفسنا”.
وهناك حكايات متكررة بشكل مأساوي عن أطفال وعائلات أصيبوا بقذائف عشوائية أطلقت بشكل عشوائي ودون سابق إنذار.
أطفال قتلوا أثناء اللعب في الخارج
فاطمة – وهي أم لتسعة أطفال – تخبرنا بحزن وهي تعرض لنا صورا لما حدث لأربعة من أطفالها في اليوم الذي حوصروا فيه في القصف. صور أطفالها القتلى والمشوهين هي كل ما تبقى منها.
إنها صور مرعبة تظهر كيف مزق الانفجار أجسادهم الصغيرة. أصيب أربعة منهم بينما كانوا يلعبون معا خارج منزلهم. كانت أكبرهم، ليلى، تبلغ من العمر 12 عاما تقريبا. قتلت هي وإخوتها حميد، البالغ من العمر 10 سنوات، ومحمود البالغ من العمر سبع سنوات.
نجا أحمد البالغ من العمر ثلاث سنوات ولكن ساقه اليسرى بترت ولا يزال يتلقى العلاج في الأردن مع والده إلى جانبه. تلتقط أصغرهم، ملاك البالغة من العمر عامين، الصور بينما تتحدث والدتها إلينا وتومئ إلى أمها قائلة: “محمود! إنه محمود”.
تستجيب والدتها من خلال تنهدات. “محمود لن يعود حبيبي [حبي]. لقد رحل الآن”.
جمعت فاطمة ملفا لمحاولة توثيق ما حدث لأطفالها. إنها تريد العدالة.
وأضافت: “أريد من فعل هذا أن يدفع ثمن ما فعله بأطفالي. كانوا مجرد أطفال، مجرد أطفال. ماذا فعلوا ليستحقوا هذا؟”
المصدر الرئيس